الرباط - المغرب اليوم
قال وزير الثقافة والشباب والتواصل محمد المهدي بنسعيد: “تأتي هذه الزيارة لكي نقف على طريقة تجويد الخدمات التي تقدمها المآثر التاريخية التي تزخر بها مدينة مراكش”.
وأضاف بنسعيد، خلال لقاء صحافي عقد بقبور السعديين، “يعلم الجميع الدور الذي يلعبه هذا الكنز التاريخي في المجال السياحي للمملكة المغربية، الذي ينبني على الدور الكبير للتراث الوطني وتاريخ المغرب. لهذا حضرنا اليوم رفقة مجموعة من أطر الوزارة للوقوف على مدى احترام هذه المعالم للمعايير الوطنية والدولية في مجال الترميم، ومعرفة الإمكانيات التي يمكن للوزارة أن تقدمها في هذا المجال”.
وتابع قائلا: “قمنا قبل قليل بتدشين معرض باب أغمات بقصر البديع بمراكش، الذي يضم مجموعة من الاكتشافات الأثرية، وهي العملية التي انطلقت سنة 2005 للتعريف بتاريخ مدينة عتيقة لم تنل بعد ما تستحقه من عناية وأهمية، هي مدينة أغمات التي لعبت دورا تاريخيا في المملكة المغربية، وكانت تشكل قطب الرحى إقليما ودوليا، في زمن لعب المغرب دورا كبيرا بهذه المنطقة، خلال فترة المرابطين والموحدين والسعديين، حتى أن هذا الاكتشاف جعل علماء الآثار يكتشفون تداول عملة يمكن تشبيهها اليوم بعملة الولايات المتحدة الأمريكية الدولار، مما يبين الدور الذي كان يلعبه المغرب في حوض البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا وجنوب الصحراء”.
وأشار إلى أن “وزارة الثقافة تعمل على خلق استثمار في قبور السعديين لجذب السائح الأجنبي والوطني لمعرفة طريقة عيش أجدادنا، لأن بناء مغرب الغد والمستقبل يتطلب معرفة الماضي وتاريخ هذه المملكة، التي يبلغ عمرها أكثر من 12 قرنا، وهذا ما يشهد عليه علم التاريخ والآثار”.
وخلال زيارته معرضا لاكتشافات أثرية بمدينة أغمات أقيم بقصر البديع بمراكش، رفقة كريم قسي لحلو، والي جهة مراكش- آسفي وعامل عمالة مراكش، وطارق حنيش، النائب الرابع لرئيسة جماعة مراكش المكلف بالتعمير، اطلع الوزير على مشروع إعادة تأهيل الموقع الأثري “أغمات” ومشروع تشييد مركز التعريف بالتراث الخاص بمدينة أغمات.
وبحضور كريم قسي لحلو، وسمير كودار، رئيس الجهة، ورشيد بنشيخي، عامل إقليم الحوز، أشرف وزير الثقافة والشباب والتواصل، في اليوم نفسه، على تدشين المركز الثقافي بمدينة آيت أورير، الذي من شأنه المساهمة في إشعاع الفعل الثقافي للساكنة والجماعات المجاورة، وإبراز المواهب التي يزخر بها الإقليم في مجال الثقافة والفنون. وهو يهدف إلى توعية الجمعيات الثقافية والتربوية المحلية، وإشراكها في تفعيل المشاريع الثقافية، فضلا عن المحافظة على الموروث الثقافي.
ويعد هذا المركز، الذي بلغت كلفته الإجمالية 13.5 مليون درهم، مرفقا للتنشيط الحضري واحتضان التظاهرات الفكرية والفنية والعروض المسرحية والحفلات الموسيقية والغنائية ومعارض الفنون التشكيلية، حيث يتوفر على مجموعة من المرافق، من بينها قاعة لتقديم العروض تسع لـ790 مقعدا، وشرفة تطل على قاعة العروض، وغرف للممثلين، وقاعة للتداريب، ومخزن للديكور والتنشيط، إضافة إلى مرافق إدارية.
وأنجز هذا المشروع الثقافي بمساهمة المديرية العامة للجماعات الترابية (10 ملايين درهم)، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2.5 مليون درهم)، والمجلس الإقليمي (مليون درهم)، فيما قامت الجماعة الترابية آيت أورير بتوفير العقار، وتقدر مساحته بـ 3670 مترا مربعا.وينتظر أن يقوم الوزير بنسعيد، يوم السبت، بزيارة ورش إعادة تأهيل مسجد تينمل بإقليم الحوز، رفقة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر