معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان
آخر تحديث GMT 12:25:42
المغرب اليوم -

عُرف بصُحبته لـ"العقاد" وجرأته ونقده أسماءً كبيرة

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

معاوية محمد نور (1907 - 1941م)
الخرطوم - المغرب اليوم

يُشير الأدباء وأهل الثقافة في السودان إلى معاوية محمد نور (1907 - 1941م) بوصفه رائد الحداثة الأدبية الفكرية في البلاد، لا سيما مشروعه النقدي الذي عكف عليه عبر مقالات نشرها في الصحف المصرية في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين، غير أنه رحل عن العالم سريعا قبل أن يكمل ما كان يجول بخاطره من طموحات كبيرة على ما يبدو.
وُلد معاوية نور في مدينة أمدرمان التي تعرف بالعاصمة الوطنية، وذلك في عائلة ميسورة الحال، وحيث كان جده من أمراء الدولة المهدية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، في حين كان خاله الدرديري محمد عثمان، من أوائل المتعلمين، حيث شغل منصب قاض في المحكمة العليا وعضوا بمجلس السيادة بعد الاستقلال في 1956م.
وتربّى معاوية مع خاله هذا بعد وفاة والده وهو في سن العاشرة، واستفاد من بيئة المعرفة والتعلّم ليشحذ ذهنه مبكرًا بحب الأدب والعلوم الحديثة، وإذا كان تلقى في البدء التعليم التقليدي الديني إلا أنه درس بعدها المدارس الحديثة في العهد الإنجليزي إلى أن دخل كلية غردون (جامعة الخرطوم حاليا) لدراسة الطب وذلك عام 1927 وحيث كان من المتفوقين.

إلى بيروت
وقادته ميوله الأدبية إلى أن يغادر عالم الطب الذي لم يكن يحبه، وبمساعدة خاله سافر للدراسة بكلية الآداب التابعة إلى الجامعة الأميركية في بيروت، ليدخل تجربة اغتراب مبكر واحتكاك خارجي بالثقافات الأجنبية ساعدته في أن يبلور مفاهيمه الخاصة للأدب والنقد الثقافي.
وفي تلك الفترة كان يراسل من القاهرة العديد من المطبوعات من صحف ومجلات مثل "مجلة المقتطف" و"الهلال" و"الرسالة" و"البلاغ الأسبوعي" و"جريدة مصر"، حيث ينشر مقالات ونصوصا ودراسات متنوعة في الجوانب الاجتماعية والفلسفية.

التجريب والجرأة
طغى على منهج معاوية نور التجريب والبحث، بحيث إنه كان يكتب في حقول متنوعة رابطها الوحيد يكاد يكون هو حب المعرفة، والحس النقدي العالي الذي تمتع به في أن لا يقبل الأمور على علاتها، بالإضافة إلى الجرأة الكبيرة التي تميز بها، وفي تلك الأعوام المبكرة يبدو كقارئ نهم للأدباء العالميين أمثال: أميل زولا وبرناردشو وتولستوي ودستويفسكي وهمنغواي وتشيكوف وشكسبير، وفي الصعيد العربي كان يقرأ لجبران خليل جبران والعقاد وطه حسين وغيرهم.
وأكمل الدراسة الجامعية في بيروت وانتقل معاوية إلى القاهرة واحتك بالأوساط الثقافية هناك، حيث أصبح محررًا بجريدة مصر بالصفحات الأدبية، واستمر في نشر مقالاته وقصصه ودراساته، وفي مصر جمعته علاقة قامت على الاحترام مع الأديب المصري الكبير عباس محمود العقاد الذي كان رثاه في قصيدة شهيرة عقب وفاته، إذ رأى في معاوية عبقرية ناضجة سرعان ما ذبلت بفعل الموت الذي عاجله بفعل مرض ذهني غامض مصحوب بداء عضوي.

وجاء في مطلع قصيدة العقاد:
بكائي عليه من فؤاد مفجع
ومن مقلة ما شوهدت قط باكية
بكائي على هذ الشباب الذي ذوى
وأغصانه تختال في الروض ناميـة
ويا عارفيه لا تضنوا بذكره
ففي الذكر رجعى من يد الموت ناجية
وقال عنه: "لو عاش معاوية لكان نجمًا مفردًا في سماء الفكر العربي"، وعرف معاوية بجرأة في تناول موضوعاته ونقد أسماء كبيرة في الوسط الأدبي، أمثال سلامة موسى وإبراهيم المازني، وهو ما خلق له خصومات مع البعض.

رائد القصة القصيرة
يعدّ معاوية نور أول من كتب القصة القصيرة في السودان حيث تمثّل قصته "المكان" بذور القصة السودانية القائمة على الإطار الحداثوي والتجريبي المتقاطع مع الثقافة الغربية.
عاش معاوية نور حياة قصيرة لكنها كانت حافلة بإنجاز الكثير والعمل المستمر، إلى أن تردى وضعه الصحي في إحدى زياراته للسودان، حيث رحل وهو في مطلع الثلاثينات من عمره.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:01 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدفاع الجديدي يهزم حسنية أكادير

GMT 17:39 2024 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

إنستغرام تطلق تحسينات كبيرة على قنوات البث

GMT 03:53 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

فئات الرجاء البيضاوي العمرية تعيش وضعية مزرية

GMT 05:47 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الملكية البرلمانية

GMT 05:37 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الفنادق في فيينا ذات القيمة الجيدة

GMT 07:40 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019

GMT 04:53 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

مواطن عراقي يُغرّم شرطة المرور في أربيل 30 ألف دينار

GMT 11:35 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

فنانات سرقن أزواج زميلاتهن بعد توقيعهم في "شِبال الحب"

GMT 08:41 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

إليك أجمل التصاميم لطاولات غرف المعيشة

GMT 21:41 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

مهرجان وجدة للفيلم يكرم الممثلة المصرية ليلى طاهر

GMT 11:16 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

سعر الريال القطري مقابل دينار اردني الأحد

GMT 04:03 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

دونالد ترامب يُشدّد على عدالة وإنصاف القضاء الأميركي

GMT 16:19 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

تطورات الحالة الصحة لـ"الزفزافي" عقب أزمة مفاجئة

GMT 12:34 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

توقيف رجل مسن وهو يغتصب طفلًا في الخلاء في أغادير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib