بغداد-المغرب اليوم
تتجاور الثقافات العربية والتركية والفارسية والكردية منذ مئات السنين، وعلى الرغم من ذلك إلا أن معرفة أصحاب كلّ ثقافة بالأخرى تقتصر على عدد محدود من النصوص القديمة من أصول التراث، وعلى ترجمات معاصرة محصورة تبنّاها بالغالب مترجمون فرادى.
وتستضيف "مكتبة عبد الحميد شومان العامة" في عمّان عند السادسة والنصف من مساء اليوم الأربعاء ضمن برنامج "قراءات في المكتبة" توقيع كتاب "الحيران: مفهوماً ومضموناً وظهوراً" للكاتب العراقي الكردي غفور مخموري، وتدير الأمسية دامة الكردي.
الكتاب الذي نقله إلى العربية الباحث كمال عمبار، يتناول تاريخ أحد أشهر الفنون الغنائية في تراث الأكراد التي تستند إلى مقاماتهم التي تخضع للأوزان، وتقترب صياغته من الشعر المنثور وله قوافٍ ثلاث هي: رأس البند وداخل البند والبند الأخير، والجمل التي تقع بين القوافي تتغيّر على وفق طول وقصر الحيران.
ينقسم الحيران مضموناً إلى موضوعين، هما: الرئيس والثانوي، والمضامين الرئيسة هي: الغرام والوصف وداء البعد والتعهد والحيران الديني. أما الموضوعات أو المضامين الثانوية فهي: التاريخ، والتوصية (عند الرحيل)، والمرثية، وخيبة الأمل، ومدح وإطراء الأطفال، والاحتفال بالشيخوخة، والعلاقات الحميمة.
وجمع الباحث نصوصه من مختلف الأماكن في كردستان بألوان الحيران المتعدّدة الأغراض، ليعطي لكتابه صفة البحث الاستقصائي المحلّل للنصوص وأماكن تواجدها، كما يستعرض روايات الباحثين السابقين حول الحيران الذي يعتبر كسجل يعكس الحياة بجميع نواحيها ومفاصلها في الريف الكردستاني، والذي انتقل منه إلى المدينة.
ويعيد غفور مخموري مصطلح "الحيران" إلى العربية، حيث يدلّ على الحيرة والتحيّر والتشرد ودافع البلاء الذي أصبح في ما بعد خاصاً بالكرد والعرب، بحسب الكتاب.
يشتمل الكتاب على ثلاثة فصول، تعرّض الكاتب في الفصل الأول إلى مفهوم وتعريف الحيران وختمه بموضوع في جعبة الحيران، وتطرّق الفصل الثاني إلى محتواه من ناحية الشكل والمضمون، وفي فصله الثالث تحدّث عن ظهوره ومراكز انتشاره.
ويعرّف الباحث الحيران هو ذلك النغم العاطفي الذي ينبعث من حناجر ناي رعاة كردستان في الأيام الماضية التي تروي الحياة البسيطة الساذجة للمجتمع الكردي، وجمال ورقة المرأة والحب المتبادل بين الابن اليتيم الحيران والبنت اليتيمة الحيرى، وجمال وتزيين طبيعة كردستان والصيد والطراد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر