الدكتور حسان حلاق يعلن العادات اللبنانية الرمضانية المُهددة بالاختفاء
آخر تحديث GMT 13:38:58
المغرب اليوم -
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

أوضح لـ"المغرب اليوم" اختلاف المأكل والمشرب والسلوك

الدكتور حسان حلاق يعلن العادات اللبنانية الرمضانية المُهددة بالاختفاء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الدكتور حسان حلاق يعلن العادات اللبنانية الرمضانية المُهددة بالاختفاء

الدكتور حسان حلاق
بيروت - غنوة دريان

أصبح الطابع الرمضاني الذي كان يهيمن على بيروت قبل عقود، شيئًا من السراب، بحيث بدأت تتبدل العادات لدرجة اندثارها، إذ لم تعد تطغي على أجواء بيروت كما السابق، وبالتالي فإن ما بقي من بعض تلك العادات هو في طريقه إلى الزوال أيضًا.

ويحاول أهالي بيروت قبل بدء موسم الصوم استرجاع عادات رمضان القديمة، حيث يجتمع أفراد العائلة في آخر يوم عطلة قبل رمضان، ليحتفلوا بـ "سيبانة" رمضان، فيذهبون إلى البساتين مزودين بلحوم الشواء ومعداته والنراجيل والفحم ومنهم من يذهب إلى المطاعم، ليقوموا في اليوم التالي ويستقبلوا أول أيام رمضان المبارك،  وعلى الرغم من تلك المحاولات، إلا أنّ كل شيء تغيّر فأصبحت العائلات تكتفي بتمضية السهرات الرمضانية، كل في منزله حيث تفضّل مشاهدة البرامج التلفزيونية المنوّعة التي تعرض على الشاشات في هذا الشهر، ولا سيما أن الأعباء وظروف الحياة الضاغطة تبدّلت ولمْ يعد بإمكان هذا المواطن أن يحتفل بهذا الشهر الفضيل كما يريد نظرًا للوضع المعيشي المتردي.

ويحنُّ عدد لا يستهان به من أهل بيروت إلى الماضي ويشتاق إلى تلك الذكريات التي يطلق عليها "أيام الخير"، فيستاء من الظروف الاجتماعية التي باتت تحول دون زيارة الأخ لأخيه، إضافة إلى الظروف الاقتصادية التي أصبحت تحتم على العائلة الواحدة إتباع ميزانية خاصة لهذا الشهر نظرًا لارتفاع أسعار السلع دون حسيب أو رقيب.

ويشتاق أهل بيروت واللبنانيون عمومًا لـ رمضان "أيام زمان"، ولتسليط الضوء على العادات والتقاليد الرمضانية التي يفتقدها اللبنانيون، يشر المؤرخ والأستاذ الجامعي الدكتور حسان حلاق الصورة الرمضانية في لبنان بين الأمس واليوم، وفي هذا الإطار يشير إلى أنّ "العادات اللبنانية القديمة كانت لها سمات وخصائص تعود بجذورها إلى العادات والتقاليد العربية والإسلامية إلاْ أن رمضان هذه الأيام فقد وهجه ورونقه اللذين كان يتسم بهما في القدم فالأجواء الرمضانية نفسها بين العادات الاجتماعية والشعائر الدينية وحتى الحلويات الرمضانية التي كانت علامة رمضانية فارقة، لا بد من أن ترافق هذا الشهر الفضيل ولكنها اليوم اندثرت ولمْ يعد لها وجود".

ويصف د. حلاق الأسواق قبيل شهر رمضان في ذلك الزمن بالحركة التي لا تهدأ، لافتًا إلى أنه "كانت تزدهر وتنتعش ابتداءً من نصف شهر شعبان وتزداد ازدهارًا قبيل أيام قليلة من رمضان المبارك، ولكن إضافة إلى الأسواق العادية الموجودة طوال أشهر السنة في لبنان كأسواق اللحوم والأسماك والخضار، كان لأسواق الحلويات والمشروبات الرمضانية دور في اكتمال الطقوس الرمضانية الغذائية مثل سوق القطايف الذي كان البائعون فيه متخصصين في صناعة القطايف من دون أن تغيب عن كل المناطق الأخرى محلات السوس والجلاب والمشروبات الرمضانية، وكانت هذه الأسواق تشكل محطة يومية للعشاء اللبناني خلال النهار وهم يتسوقون لهذا الشهر الفضيل".

ويؤكد الدكتور حلاق: "لمساء الـ29 من شعبان خصائصه وتحضيراته، إذ كان اللبنانيون يقومون بالسنة النبوية في ما يتعلق بالتماس هلال رمضان، وذلك بعد أن يتجمعوا ويذهبوا لتمضية السهرة على شاطئ البحر لرؤية الهلال بأم العين، ليقوم عدد من الرجال، بعد التماس الهلال، بالتوجه إلى دار الفتوى أو المحكمة الشرعية ليشهدوا أمام المفتي والقضاة الشرعيين شرط أن يكون الشهود من المؤمنين وذوي السيرة الحسنة، وحتى تثبت شهادتهم يعلن المفتي أن اليوم التالي هو أول أيام الصيام، أما في هذه الأيام، فقد تطورت التكنولوجيا ولمْ يعد الناس بحاجة إلى مراقبة القمر وتحوّل هذا الطقس الذي كان يسمى استبانة رمضان إلى السيبانة اللبنانية مع ما يرافقها من تبدلات، إذ أصبحت الاستبانة عبارة عن نزهة تقوم بها العائلة أو الأصدقاء، أما في اليوم الذي يسبق بداية الشهر الفضيل أو في آخر أحد من شهر شعبان، يحرص هؤلاء على تمضية اليوم في التنزه والترفيه وتناول الغداء في المطاعم".

 ويوضح د. حلاق أنه "فور إعلان بدء الشهر الفضيل تملأ الفرق الدينية الشوارع من خلال مسيرات مزينة بالبيارق وهي تنشد الأناشيد الدينية والأهازيج الرمضانية، وأذكر أن هذه المسيرات ظلت تنفذ مهمتها لغاية خمسينات القرن الماضي، أما اليوم وبعد غياب هذه الظاهرة لعشرات السنوات نرى دار الأيتام الإسلامية تحاول إعادة إحيائها وبطريقة عصرية، حيث نرى الأطفال الآيتام يجولون في مواكب سيارة بأزياء تلائم الشهر الفضيل على وقع الأناشيد الدينية".

ويقول الدكتور حلاق: "من خصائص رمضان اجتماع العائلة حيث كانت لهذه الميزة في ذكريات اللبنانيين حصة ما يزال كبار السن يتذكرونها بحنين، ولا سيما آنها كانت خير لقاء إذ أنها تجمع العائلة الكبيرة والصغيرة فكانت العائلات تحرص على تبادل الزيارات وإحياء السهرات الجماعية يوميًا من دون أن يغفلوا عن الشعائر الدينية التي باتت اليوم مقتصرة على فئات محددة بعدما أهملها الآخرون، ولا سيما إقامة صلاة التراويح في المساجد بعد صلاة المغرب، كذلك كان ينتشر ما يعرف بالزوايا التي كان يزيد عددها عن الثلاثين في بيروت إضافة إلى تلك التي كانت منتشرة في المناطق اللبنانية الأخرى، وهذه الزوايا عبارة عن مكان يشبه المسجد ومخصص أيضًا لإقامة الصلاة والأذكار والاستماع إلى الأحاديث التي كان يلقيها شيخ الزاوية على الحاضرين. كما أن اللقاءات الاجتماعية تمتد إلى موعد السحور وصلاة الفجر ليعود بعدها الجميع إلى بيوتهم بعد أن ينهوا شعائرهم الدينية".

ويلفت الدكتور حلاق إلى أنّ المسحراتي كان ظاهرة رمضانية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بليالي شهر رمضان، حيث يكون عادة من أبناء الحي، فيبدأ قبل الفجر بإيقاظ الصائمين لتحضير الطعام قبل الإمساك، وكان يضرب بواسطة عصا على طبلة خاصة، في حين أنه كان يلبس الجلباب المعتاد أو القنباز والطربوش، ومن عادة البيروتي في شهر رمضان المبارك أن يستيقظ كالمعتاد بعد أن يصلي الفجر ويقرأ القرآن الكريم، بينما الشعوب الإسلامية الأخرى تستيقظ في شهر رمضان المبارك عند العاشرة صباحًا، ومنهم من يبقى طوال النهار نائمًا مقفلًا دكانه وبعد الإفطار يفتح محله ليلًا حتى قبيل السحور، ولكن البيروتي بما اشتهر عنه من نشاط وحب للعمل يستيقظ كالمعتاد متوجهًا إلى عمله أو مدرسته أو جامعته، وهنا لا بد من الإشارة والتأكيد إلى أن أهل بيروت لا ينسون شكر المسحراتي الذي سهر الليالي لإيقاظهم عند السحور فيقدمون له العيدية، حيث يقوم مسحراتي الحي أو الطبّال في أول أيام عيد الفطر السعيد بالتجوال بين البيوت والحارات لقبض هذه العيدية، وبذلك تعم فرحة البيارتة وجميع المناطق البيروتية ولا سيما حرج بيروت حيث تقام هناك أحلى المهرجانات والاحتفالات بهذه المناسبة".

وبشأن أبرز العادات البيروتية يشير الدكتور حلاق، إلى أنّ "المسلمين في بيروت في العهد العثماني كانوا يطلقون على أولادهم الذكور أسماء الشهور الكريمة رجب، شعبان، رمضان، محرم، ربيع لا سيما إذا ولدوا في هذه الأشهر بالإضافة إلى تسمية أولادهم باسم هلال، ومن عادة البيروتي أيضًا أنه في آواخر رمضان، يبدأ بممارسة "التوحيش" في العشر الأواخر منه، تعبيرًا عن تمسكه بهذا العشر الكريم، وعن حزنه بسبب قرب انتهائه فيبدأ الصائمون والفرق الدينية بالانتقال إلى المساجد يصلون ويبتهلون إلى الله تعالى، وينشدون الأناشيد التي تعبّر عن وحشة المسلم لرمضان المبارك، وما تزال هذه العادة مستمرة حتى اليوم في بعض العواصم والمدن والعربية".

وعن المأكولات الرمضانية يشير الدكتور حلاق إلى ما كان يسمى منذ العهد العثماني بـ "الزغلولية" وهو ما يعرف اليوم بـ الحدف أو البقلاوة التي كان ينهمك اللبنانيون في صفها من اليوم الأول لشهر الصيام "أما اليوم فأصبحت متوافرة بشكل دائم، ولمْ يعد الناس يبذلون جهدًا لصفها في المنازل، والأمر نفسه ينسحب على المعمول الذي لمْ يكن يكتمل العيد من دونه، إذ كانت تمضي السيدات اللبنانيات ليالٍ طويلة لصفها، وبعد الانتهاء من تحضيرها كان يأتي العامل ويذهب بها إلى فرن الحي ليخبزها ثم يعيدها ويأخذ أجرته إما قروشًا معدودة أو عددًا معينًا من حبات المعمول، وهنا يمكن القول أن هذه العادة في طريقها إلى التلاشي نظرًا إلى فقدان المعمول والكنافة إلى قيمتهما العيدية وأصبحتا متوفرتين أينما كان وفي أي وقت، أما الأهم فهو أن معظم اللبنانيات أرحن أنفسهن واستغنين عن صناعة المعمول والكنافة في البيت وما يرافق صناعتهما من إرهاق وتعب وفضلن إحضارهما جاهزين باستثناء قلة قليلة من كبيرات السن في بعض المدن والقرى يحرصن على القيام بهذه المهمة بأنفسهن".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدكتور حسان حلاق يعلن العادات اللبنانية الرمضانية المُهددة بالاختفاء الدكتور حسان حلاق يعلن العادات اللبنانية الرمضانية المُهددة بالاختفاء



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني في المنام"
المغرب اليوم - نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 10:12 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أسعار الذهب تتراجع بأكثر من 30 دولاراً وسط ارتفاع الدولار

GMT 12:40 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 18:38 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وفاة معتقل داخل محكمة الاستئناف في طنجة

GMT 12:37 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

محاولات لإقناع الواعد باسي بتمثيل المغرب

GMT 13:31 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

محمد الشناوي يوضح أنه لم يلتفت إلى أي عروض

GMT 00:51 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

كهف مظلم في نيوزيلندا تضيئه الديدان المتوهجة

GMT 08:28 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نحو 60% من الصينيين يتعرضون لفقدان شعر مبكر وزيادة الصلع

GMT 09:39 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

روائح خلابة وبريق الذهب في "جيل" الجسم الجديد من "شانيل"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib