دشنت المرشحة الاميركية هيلاري كلينتون في نيويورك حملتها الانتخابية وكشفت عن اجندتها التقدمية ودعت الى خفض الضرائب لابناء الطبقة المتوسطة والى توفير تعليم مرحلة ما قبل المدرسة للجميع.
وفي اول مهرجان انتخابي لها بعد شهرين على اعلان ترشحها للانتخابات الرئاسية الاميركية، بدت هيلاري كلينتون (67 عاما) التي كانت ترتدي سترة وبنطالا باللون الازرق الفاتح، واثقة من نفسها ومرتاحة.
وشرحت هيلاري بنود اجندتها الخاصة بتكافؤ الفرص والحقوق المدنية لجميع الاميركيين، ورؤيتها لاميركا تقود العالم. والقت هيلاري كلمتها امام عدة الاف من انصارها في نيويورك، التي مثلتها سابقا في مجلس الشيوخ، وسلطت الضوء على خدمتها في الحكومة لاربعة عقود مؤكدة انها اكثر المرشحين كفاءة وقدرة على قيادة البلاد.
وفي ختام كلمتها انضم اليها على المنصة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون وابنتها تشيلسي وحفيدها مارك ميزفينسكي، حيث عانقوا بعضهم البعض وامسكوا بايدي بعضهم ولوحوا للانصار الذين حملوا الاعلام في روزفلت ايلاند.
وقالت هيلاري وسط ابتهاج وتصفيق الحضور "ربما لا اكون اصغر المرشحين المتنافسين سنا، ولكنني ساكون اصغر امرأة تتولى الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة".
ووعدت هيلاري بتخفيف العبء الضريبي على أصحاب الشركات الصغيرة وان تجعل الولايات المتحدة قوة عظمى تعتمد على الطاقة النظيفة في القرن الحادي والعشرين.
ووعدت بتوفير التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة والرعاية الجيدة لكل طفل، وان تجعل رسوم الجامعة معقولة من خلال رفع "عبء الديون الثقيل"، كما وعدت بان تضمن مساواة الرواتب بين الجنسين، ورفع المعدل الادنى للاجور وانهاء التفرقة ضد المثليين والمتحولين جنسيا.
ووعدت كلينتون بالمحافظة على قيادة اميركا للعالم، ومواجهة تحديات روسيا وكوريا الشمالية وايران ومواجهة هجمات المعلوماتية وتهديدات تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف في سوريا والعراق.
وقالت هيلاري كلينتون "لا يمكن ان تنجح اميركا الا اذا نجحتم، ولهذا فانني اخوض السباق على رئاسة الولايات المتحدة".
واضافت "الازدهار يجب ان لا يكون حكرا على المدراء التنفيذيين ومدراء صناديق التحوط. الديموقراطية ليست فقط للبليونيرات".
وشنت هيلاري كلينتون هجوما لاذعا على الحزب الجمهوري الذي قالت انه فقد الاتصال بالناخبين، كما انتقدت الخفض الضريبي الذي يؤيده الجمهوريون للاثرياء على حساب ابناء الطبقة الوسطى الكادحين مثل الممرضات واصحاب الشركات والمشاريع الصغيرة.
وقالت "انني ارشح نفسي لاجعل الاقتصاد يعمل لمصلحة كل اميركي".
وفي خطابها الذي اتسم بالطابع الشخصي، تطرقت هيلاري كلينتون الى حياة والدتها الصعبة حيث اضطرت الى العمل خادمة وهي في ال14 من العمر، وقالت للناخبين انها تفهم بشكل مباشر مشاكلهم.
ولا تخفي هيلاري كلينتون اعجابها منذ سنوات عدة بوالدتها دوروثي التي تخلى عنها اهلها وكانت جدتها تسيء معاملتها، الى ان بدات العمل خلال الازمة الاقتصادية الكبيرة عام 1929. وقد توفيت عام 2011.
وقالت كلينتون "علمتني والدتي ان كل شخص يحتاج الى فرصة والى بطل. كانت تعرف ما يعنيه غياب ذلك".
واضافت "ولهذا السبب اؤمن من كل قلبي باميركا وبقدرات كل اميركي على مواجهة كل تحد وعلى ان يكون قويا مهما واجه في هذا العالم، وقدرته على حل اصعب المشاكل".
واطلقت هيلاري النكات لتضفي لمسة انسانية على خطابها، خاصة فيما يتعلق بحياتها المهنية.
والقت هيلاري كلمتها في روزفلت ايلاند، التي سميت تيمنا بالرئيس الاميركي فرانكلين روزفلت بطل الحرب العالمية الثانية، وبنت حملتها الانتخابية على ارثه وعلى ارث زوجها بيل كلينتون والرئيس الحالي بارك اوباما.
وقالت "لقد وصفني الكثير من الناس بالكثير من الامور (...) ولكن لم يصفني احد بانني انهزامية".
واضافت "اخذت ذلك عن والدتي، كما اخذت عنها امورا كثيرة. عندما كنت فتاة صغيرة لم تكن تتركني اتراجع امام اي شخص او اي عائق".
وتتقدم هيلاري كلينتون كثيرا في استطلاعات الراي على بقية المرشحين الديموقراطيين الذين سينافسونها لكسب ترشيح الحزب الديموقراطي بوجه المرشح الجمهوري.
الا ان حملتها لن تكون سهلة باي حال فقد افاد استطلاع للراي اجرته شبكة "سي ان ان" ان نسبة الاميركيين الذين يعتبرون انها "غير نزيهة وغير جديرة بالثقة" ارتفعت من 49 الى 57% بين اذار/مارس وحزيران/يونيو.
وتأتي نتائج هذه الاستطلاع في خضم معلومات كشفت عن استخدامها لبريد الكتروني خاص بينما كانت وزيرة للخارجية بين 2009 و2013، اضافة الى مقالات ركزت على تورطها في مشاكل تعارض مصالح مع مانحين لمؤسسة كلينتون الخيرية.
ويسعى المسؤولون عن حملتها الانتخابية الى ردم الهوة بين صورتها كمرشحة طموحة وبين الصورة التي ينقلها اصدقاؤها عنها كشخص دافىء وطريف.
وقالت جنيفر بالمييري مديرة الاتصالات في حملتها الانتخابية "عملي يقوم على ابراز هذه المواصفات، ولست متاكدة بانني ساملك العصا السحرية لتحقيق ذلك".
واضافت "علينا ان نقدم للناس الصورة التي نعرفها عنها اي المرأة الدافئة الساحرة والام في الوقت نفسه".
ومن المقرر ان تسافر هيلاري مساء السبت الى ولاية ايوا التي ستكون البادئة بالتصويت لاختيار المرشح الديموقراطي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر