الرباط - المغرب اليوم
افتتحت أمس الأحد 09 دجنبر 2018، بضريح الحاخام “داوود أو دافيد بن باروخ “، المعروف باسم «أغزو نباهمو»، والكائن بتراب الجماعة القروية تنزرت بدائرة أولاد برحيل ضواحي تارودانت، فعاليات الموسم الديني ” الهيلولة”، الذي دأبت على تنظيمه الطائفة اليهودية كل يوم 3 “طبيبط” حسب السنة القمرية اليهودية منذ أكثر من قرنين من الزمن، وليلة ” الهيلولة ” او ” الهيلوليا ” ومعناها ” سبحوا الله “ تزامنت هذه السنة مع يوم الرابع عشرة من دجنبر الجاري.
وصاحب يوم الافتتاح الرسمي للموعد الديني اليهودي، تعزيزات أمنيّة مشددة، إلى جانب حضور والي جهة سوس ماسة السيد أحمد حجي ، مرفوقا بعامل إقليم تارودانت السيد الحسين أمزال، ورئيس المجلس الجهوي لسوس ماسة السيد إبراهيم الحافدي، ورئيس المجلس الإقليمي لتارودانت السيد أحمد أونجار بلكرموس، ورئيس المجلس العلمي الدكتور اليزيد الراضي، ونواب برلمانيون ومنتخبون جماعيون ورؤساء المصالح الأمنية والخارجية وعدد من وسائل الإعلام المحلية والجهوية والوطنية، قبل أن يتوجه أحد حفدة “دافيد بن باروخ” التاريخيّين، إلى تلاوة القداس اليهودي باللّغة العبريّة، ويتضمن أدعية وأذكاراً، يختتم بالدعاء للأسرة الملكية.
وتمتد الاحتفالات بهذا الموسم لأسبوع تحيي فيه الطائفة اليهودية عاداتها وتقاليدها وتستحضر من خلالها قيم التعايش والتسامح بين الديانات السماوية، وهو أيضا فرصة لصلة الرحم بين أفراد الطائفة اليهودية التي تؤكد من خلال هذا الملتقى الديني على إحساسها بمغربيتها وهو ما يعكسه احترام حقها في ممارسة وإحياء عاداتها وتقاليدها الدينية.
ومن المرتقب أن يعرف الموسم هذه السنة توافد المئات من اليهود المغاربة، من جميع الطبقات الاجتماعية، ومن مختلف بقاع العالم على الضريح، لإحياء القداس والاحتفال بليلة «الهيلولة» حول مدفن «داوود بن باروخ» أحد أبناء المنطقة، والذي عاش ودفن بهذه المقبرة منذ حوالي 233 سنة خلت، ويعد هذا الحاخام عند اليهود المغاربة، بمثابة أحد أولياء الله، واعتمد اليهود المغاربة ضريحه، موعدا لإحياء وإقامة ليلة «الهيلولة»، ليلة الاحتفال والدعاء والتوسل والتقرب إلى الله عن طريق هذا الولي.
وتعرف الليلة عدة طقوس دينية واحتفالية، أبرزها ليلة «الشعالة»، حيث يقوم الزوار بإشعال الشموع بكمية كبيرة، وإضاءة كل القبور وجنبات المقبرة والمسالك التي تؤدي إليها، كما يعرف الموسم عملية بيع الشموع، فكل شمعة تباع، يبارك كل فرد من أفراد الأسرة للمشتري، وكذا جمع التبرعات، قبل أن يتوجه الجميع إلى حضور طقس الذبيحة، الذي يعد حدثاً مركزيّا في الاحتفالات.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن احتفالات “الهيلولة” بالمغرب تتوزع على عدد من المناطق المغربية وطيلة شهور السنة، حيث يحج المئات من يهود العالم إلى الأضرحة قصد التبرك بروح أجدادهم الأصليين، وتبقى أبرز تلك “الهيلولات”، موسم “الراضي إسحاق أبي حصيرة” بأرفود، وموسم “حاييم بينتو” بالصويرة، وموسم “أولياء بن زميرو السبعة” بأسفي وموسم “إسحاق بنوليد” بتطوان، وتسبق تلك الاحتفالات التي تُقامُ في عدد من مناطق المغرب كل عام، وتعرف إقبالا كبيرا من طرف الطائفة اليهودية بالمغرب ويهود العالم، حراسة أمنية لصيقة على محيط المقابر والأضرحة المقصودة، وهي الحراسة التي تطال أيضا الفنادق ودور الضيافة التي ينزل بها الضيوف والسياح من الجالية اليهودية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر