الرباط - المغرب اليوم
كسر الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، جدار الصمت بخصوص العلاقات المغربية الموريتانية، التي عاشت مداً وجزراً لسنوات طويلة بسبب تباين وجهات النظر حول قضية الصحراء، وقال إن "العلاقات مع الرباط شهدت بعض الخمول والصعود، لكنها تتحسن في الفترة الأخيرة، وهدفنا هو تطويرها".
وفي حوار حصري مع العدد الجديد من مجلة "جون أفريك" الفرنسية الموجود في الأكشاك، تطرق ولد عبد العزيز لمختلف القضايا السياسية والأمنية بالمنطقة، ومن بينها العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، التي شهدت انفراجاً بعد تعيين موريتانيا قبل نحو شهرين سفيراً لها قس الرباط، بعدما ظلّ هذا المنصب شاغراً لأكثر من خمس سنوات؛ الأمر الذي كان يُثير الكثير من التساؤلات.
وخلافاً للخطاب الذي تروجه جبهة البوليساريو الانفصالية غداة توافد مبعوثي إبراهيم غالي على القصر الرئاسي الموريتاني طلباً للدعم والثبات على المواقف السابقة من قضية الصحراء، اعترف ولد عبد العزيز بأن "هذا النزاع تسبب في الكثير من المشاكل للمنطقة عموما، خصوصا أنه أعاق بناء الاتحاد المغاربي".
وأضاف الرئيس الموريتاني أن "استمرار نزاع الصحراء يعيق لحاق المنطقة بباقي مناطق أفريقيا التي عرفت تطوراً"، وأكد أن الحل يتطلب "تضحيات كبيرة من المغرب وجبهة البوليساريو، بالإضافة إلى وجود إرادة سياسية للحل". وتابع أن "اتحاد المغرب العربي يظل حلماً وعدم بنائه يعد فشلاً كبيراً، والأجيال القادمة ستبنيه بلا شك".
عدد المجلة الفرنسية الذي ظل الرأي العام الموريتاني ينتظره، نفى فيه الرئيس الأخبار التي راجت مؤخراً حول وجود زيارة ملكية مبرمجة من طرف العاهل المغربي، وقال: "لا تُوجد حاليا زيارة متوقعة للملك محمد السادس إلى موريتانيا". وتحدث الرئيس الموريتاني في حواره عن قضية رجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو، الذي احتضنته الممكلة لسنوات، مؤكدا أنه "كان ضد بقاء الرجل في المغرب، لذلك غادر ولد بوعماتو إلى أوروبا".
وكانت أخبار غير رسمية قد راجت بشأنا إبلاغ السلطات المغربية لولد بوعماتو أنه بات "شخصا غير مرغوب فيه"؛ وذلك بعد سنوات من اختياره لمدينة مراكش كمنفى اختياري بعد خلافه مع محمد ولد عبد العزيز رغم أنه دعم حملته الانتخابية سنة 2009.
واعترف الرئيس محمد ولد عبد العزيز بأن رجل الأعمال المعارض قدم بالفعل دعما ماليا لحملته "لكن لا يعنى ذلك السماح له بتدمير البلد أو نهب ثروته"، يُضيف المتحدث الذي أبرز أن "العديد من رجال الأعمال قدموا لي دعماً مالياً خلال الحملة الانتخابية، غير أنني كنت صريحا معهم وأخبرتهم بأن الأمور ستتغير فور الوصول إلى السلطة".
وعلاقة بتطور الأوضاع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، أورد ولد عبد العزيز أن موريتانيا تجمعها علاقات قوية مع السعودية والإمارات وإيران وسورية، ومع كل الدول العربية، باستثناء قطر التي قال إن قرار قطع العلاقات معها "قرار نهائي في الوقت الحالي". ومن المرتقب أن تُثير تصريحات الرئيس الموريتاني ردود فعل غاضبة داخل قيادة البوليساريو، خصوصا وأن أجوبته كانت دبلوماسية وابتعدت كثيراً عن خطاب "الاعتراف الرسمي بهذا الكيان الوهمي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر