نيودلهي - المغرب اليوم
اختتمت الانتخابات التشريعية الهندية الماراتونية الاثنين بمنافسة لافتة في مدينة بيناريس المقدسة حيث يأمل الزعيم القومي الهندوسي نارندرا مودي بتحقيق فوز رمزي في سعيه للوصول الى السلطة على المستوى الوطني.
ويتنافس رئيس حزب بهاراتيا جاناتا مع ارفيند كجروال الذي برز مؤخرا كناشط في مكافحة الفساد، في المدينة المقدسة الهندوسية في اطار المرحلة الاخيرة لاكبر انتخابات في التاريخ، والتي تخللتها سلسلة هجمات شخصية.
ويعتبر مودي مرجحا ليكون رئيس الوزراء المقبل ان تمكن حزب بهاراتيا جاناتا وحلفاؤه من الفوز بغالبية لخلافة حزب المؤتمر الذي تتزعمه اسرة نهرو-غاندي والحاكم منذ عشر سنوات لكن سمعته ملطخة بفضائح فساد.
وافادت استطلاعات عدة لدى خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع نشرت الاثنين ان حزب "بهاراتيا جاناتا" مرجح للفوز بغالبية ساحقة في هذه الانتخابات مع حلفائه.
واشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين باجراء "اطول انتخابات ديموقراطية في التاريخ" في الهند واعدا بالتعاون الوثيق مع الحكومة الجديدة في نيودلهي.
وقال اوباما في بيان ان "الهند اعطت المثل للعالم باسره من خلال تنظيم اكبر انتخابات ديموقراطية في التاريخ، انه البرهان الساطع لقيم التنوع والحرية التي نتقاسمها".
ورحبت الخارجية الاميركية الاثنين ب"قوة" الديموقراطية في الهند، وقالت المتحدثة جنيفر بساكي ان "هذه الانتخابات تشكل مثالا ينبغي ان نستلهمه حول قوة العملية الديموقراطية".
واضافت في بيان ان "الولايات المتحدة (...) تبدي اعجابا كبيرا واحتراما لما تتميز به الديموقراطية الهندية من دينامية وتنوع".
ولفتت الى "الدور المحوري للهند في تحقيق الازدهار والديموقراطية والاستقرار في منطقة اسيا المحيط الهادىء".
وفي بيناريس المعروفة ايضا باسم فراناسي، ادلى الناخبون باصواتهم بشكل كثيف مما يدل على الحماسة التي تثيرها المنافسة المحاطة بضجة اعلامية كبيرة بين وجهين بارزين في الحملة الانتخابية. وصرح سيتاباتي تريباثي (35 عاما) "صوت للذي يفترض ان يصبح رئيسا للوزراء نارندرا مودي".
وقال لوكالة فرانس برس "انه متأكد من الفوز وهذا احد اسباب تصويتي له. فان كسب في فاراناسي لدي امل كبير لتنمية المدينة الالفية كوجهة سياحية".
وبيناريس غنية بالرموز بالنسبة لمودي مرشح اليمين القومي الهندوسي الذي احجم مع ذلك عن الادلاء باي تصريحات متشددة خلال الحملة حول هذا الموضوع.
وقد ركز مرشح حزب بهاراتيا جاناتا حملته على الحصيلة الاقتصادية لولايته غوجارات التي ترأس حكومتها منذ العام 2001، واعدا بمزيد من الاستثمارات وتوفير فرص عمل بغية انعاش النمو.
لكن مودي يثير انقساما عميقا لدى الشعب الهندي منذ الاضطرابات التي ادمت غوجارات في 2002 اذ نسبت اليه بشكل كبير مسؤولية غياب الرد من قبل قوات الامن.
وقد اسفرت تلك الاضطرابات عن سقوط الف قتيل معظمهم من المسلمين.
الا ان الزعيم الهندوسي نفى اي خطأ، مشيرا الى غياب المحاسبة القضائية.
اما خصمه الرئيسي في دائرة بيناريس ارفيند كجروال زعيم حزب "آم آدمي" (الرجل العادي)، فاكد الاثنين انه يشعر بوجود حماسة لترشيحه. وقال ان "الامور تأخذ مجراها منذ ثلاثة ايام والجميع يقول ان مودي في طريق الخسارة".
ودعي اكثر من 66 مليون ناخب الى التصويت في ثلاث ولايات كبرى الاثنين. ومن المرتقب ان يجري تعداد الاصوات واعلان النتائج الجمعة.
وقد نفى راهول غاندي الذي قاد حملة حزب المؤتمر التي اعتبرت باهتة، السبت ان يكون حزبه توقع الهزيمة. وقال "اني واثق في رغبة الناخبين باعطائنا تفويضا لتشكيل حكومة جامعة تشجع على الانصاف والاندماج الاجتماعي".
واضاف ان "حزب المؤتمر يدرك حاجات الناس وخصوصا الفقراء والاكثر عوزا".
وفي الاسابيع الخمسة للانتخابات، برز صراع حاد هاجم فيه مودي راهول غاندي وشقيقته بريانكا ووالدته صونيا رئيسة الحزب .
وهزأ مودي وهو نجل بائع شاي في الثالثة والستين من عمره، من راهول (43 عاما) ووصفه ب"شهزادا" (الامير المتردد) لعدم حماسته لتولي السلطة.
وردت اسرة غاندي وقادة حزب المؤتمر باتهام زعيم حزب بهاراتيا جاناتا بتجسيد الانقسام وازدراء اقلية المسلمين المقدر عددها ب150 مليونا في الهند.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر