يعتبر الثوب التراثي الفلسطيني ليس مجرد زي، بل هو شكل من "أشكال الهوية" لا يمكن أن تشير كل قطعة إلى المدينة التي ينتمي إليها المواطن الفلسطيني فحسب، بل تحكي قصة أيضاً.
الملابس الشعبية في فلسطين غنية جداً بالتطريز وبالمناسبة، فإن التطريز التقليدي يسمى “الطرز” وهو يضفي لمسة وهوية فلسطينية مميزة على أي ثوب، كان لتاريخ فلسطين تأثير كبير على الزي الوطني وتقاليد الملابس في هذا البلد، لكن لحسن الحظ، في العصر الحديث، يشهد الزي التقليدي لفلسطين ازدهاراً، هناك ازدهار في التطريز والملابس التقليدية الفلسطينية داخل البلاد وخارج حدودها، يبذل المصنعون المحليون والتجار الفلسطينيين والعرب والغرب، قصارى جهدهم لإظهار هذه الأزياء الشعبية وتصديرها إلى كل دولة مهتمة في العالم، لذلك، دعونا نحاول معرفة القليل عن هذه الملابس الشعبية غير العادية.
في الواقع، تختلف الملابس التقليدية في فلسطين وتعتمد على الموقع الجغرافي، سواء كنتِ في المدن أو المرتفعات أو المناطق الساحلية، كان للمناطق المختلفة أنماطها الخاصة الفريدة بها.
تصميم الثوب الفلسطيني لكل منطقة
حيفا: ثوب باللون الأبيض مع تطريزات بالخيوط الذهبية والخضراء وزخارف حمراء.
بيت لحم: ثوب أحمر داكن مزين بتطريزات وردية وتداخلات لزخارف باللون الأحمر علي شيد مربع الشكل.
طولكرم: ثوب أبيض مع زخارف بخيوط حمراء.
صفد، طربيا، الناصرة: ثوب أحمر داكن مائل للبني مع زخارف باللون الأصفر والأخضر والأحمر على خلفية سوداء.
نابلس: ثوب أبيض مع زخارف مربعة باللون الأخضر والأحمر داخل إطار.
بيسان: ثوب باللون الأزرق الكحلي الداكن مع زخارف على خط الرقبة باللون الأبيض والأحمر.
حيفا: ثوب أبيض مع زخارف طولية بخيوط متنوعة على منتصف الثوب.
الخليل: ثوب باللون الأزرق والبرتقالي مع زخارف متداخلة على خط الرقبة باللون الأحمر الداكن والفاتح.
رام الله: ثوب أبيض مزين بإطار ذهبي مع زخارف على خط الرقبة بتصميم خمسة مثلثات داخل إطار مربع، ثوب آخر أبيض مع زخارف باللون الوردي.
يافا: ثوب أسود مع زخارف على خط الرقبة باللون الذهبي والأحمر.
بئر سبع: ثوب أسود مع زخارف ملونة داخل إطار مربع على خط الرقبة.
القدس: ثوب بيج مع زخارف باللون الأحمر والأصفر الداكن داخل إطار مربع على خط الرقبة.
غزة: ثوب باللون الأزرق الكحلي مع زخارف على خط الرقبة باللون الوردي والأبيض.
الزي الفلسطيني التقليدي النسائي
تاريخياً، كان الزي النسائي الوطني في فلسطين يتألف من قطعة قماش ملفوفة وعباية ووشاح وشال وفي وقت لاحق، بدأت السيدات الفلسطينيات في استخدام الفساتين أو الجلباب الفضفاضة التي تسمى "الثوب" والسترات المتنوعة، لكنهم ما زالوا يغطون رؤوسهم بالحجاب وأغطية الرأس.
كان القماش الملفوف المصنوع من الكتان الأبيض أو القماش القطني يسمى "الإزار" ومع مرور الوقت، تم استبدالها بالخبرة وهي قطعة قماش ملفوفة مصنوعة من الحرير الأسود (أحياناً يم استخدام ألوان أخرى) وكان للخبرة جلد، يغطي الجزء العلوي من الثوب الكتفين ويتسع الجزء السفلي ويشكل تنورة.
العباية التي ترتديها المرأة الفلسطينية كانت تسمى "الملا يا"، كان القماش واللون مماثلين للخبرة ولكن كان لها أكمام وفوق الملايا، ارتدت النساء عباية تصل إلى الخصر مع غطاء رأس يسمى "البرنوس".
كان الثوب الأساسي عبارة عن ثوب طويل فضفاض بأكمام طويلة، يعتمد قصها وزخارفها على منطقة المنشأ.
كانت هناك عدة أنواع من السترات التي تستخدمها المرأة الفلسطينية: "التقصيرة" و"الجبة" و"الجلاية" وغيرها وكان لها تصميم وزخارف مختلفة، حسب منطقة المنشأ أيضاً.
غطاء الرأس في الثوب الفلسطيني
للمرأة الفلسطينية العديد من الأساليب المختلفة، بما في ذلك " العرقية /التقية " والشال و" الشطوة " و" العقرية" أو "التقية" هي قبعة تلتف بإحكام حول الرأس وكانت مطرزة وتتدلى منها عملات ذهبية حقيقية.
يمكن أن تكون الشالات التي يتم ارتداؤها بسيطة أو مطرزة بتصميمات أيضاً وكانت النساء يرتدينها كشكل من أشكال الحجاب وكانت "الشتوة" أيضاً قبعة مطرزة أخرى وهي على شكل قبة ومزينة بالعملات الذهبية والتي كانت تمثل رمزاً للثروة والمكانة للعرائس والنساء المتزوجات.
كما أن غطاء الرأس التقليدي للإناث الفلسطينات يعتمد على منطقة المنشأ ومن بين الوشاح الأكثر شهرة، كان الوشاح ذو النقش الزهري المسمى "بوشنيكا"، تم ارتداء شال من الحرير أو الصوف فوق البوشنيكا.
وفي بعض أنحاء البلاد، كانت النساء المتزوجات يرتدين الطربوش (قبعة حمراء تشبه الطربوش على الطراز العثماني) مزينة بالعملات المعدنية.
غالبًا ما تستخدم الفتيات غير المتزوجات نوعاً من القلنسوة لتغطية رؤوسهن، رغم ذلك، من بين الأكثر انتشاراً، ظلت أشكال مختلفة من الحجاب.
مجوهرات الثوب التراثي الفلسطيني
كانت المجوهرات جزءاً مهمًا جداً من مجموعة الملابس النسائية، تقليدياً، كانت المجوهرات الفلسطينية تصنع من الفضة وتم استخدام الكثير من القطع المتنوعة: القلائد وتشوكر والأساور والخلاخيل والخواتم وخواتم الأنف وما إلى ذلك.
وكان الحدادون المحليون ماهرين للغاية وصنعوا أروع المجوهرات من الفضة، كما تم استيراد المجوهرات المصنوعة في مصر وسوريا إلى فلسطين.
تم استخدام بعض القطع للزينة فقط والبعض الآخر بمثابة التعويذات والتمائم.
وشملت العديد من الزينة السلاسل والعملات المعدنية والبعض الآخر عبارة عن شرائط فضية عريضة.
في عشرينات القرن العشرين، ظهرت المجوهرات الذهبية في الأسواق الفلسطينية وبدأت النساء في استخدام الذهب بدلاً من الفضة التقليدية.
بعد عام 1948 (كما تتذكرون، حدثت حرب فلسطين والنزوح الجماعي للفلسطينيين)، باعت الكثير من النساء الفلسطينيات مجوهرات عائلاتهن من أجل البقاء واليوم، لا يزال عدد قليل جداً من القطع العتيقة من المجوهرات الفضية الفلسطينية التقليدية مستخدماً أو حتى معروضة في المتاحف.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر