جولة بحرية تجمع بين الإثارة والمناظر الخلابة والخوف من الدب القطبي
آخر تحديث GMT 08:40:22
المغرب اليوم -
وفاة الأميرة اليابانية ميكاسا أكبر أعضاء العائلة الإمبراطورية عن عمر يناهز 101 عاماً ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد
أخر الأخبار

بدأت من العاصمة الأيسلندية ريكيافيك إلى سفالبارد ونجييربين

جولة بحرية تجمع بين الإثارة والمناظر الخلابة والخوف من الدب القطبي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جولة بحرية تجمع بين الإثارة والمناظر الخلابة والخوف من الدب القطبي

جولة بحرية بين الجبال الجليدية
لندن - سليم كرم

لا أظن أنني قد أرى منظرًا خلابًا أكثر من ذلك طوال حياتي. فبينما كنت أتجول على طول شاطئ سفالبارد بالقطب الشمالي، توجهت عيناي نحو ذلك الأرخبيل (مجموعة جزر) النائي الذي يفصل بين النرويج والقطب الشمالي، حيث يوجد جبل جليدي أزرق مهيب يصدر ضجيجًا خلابًا مع خروج فقاعات الهواء المحبوسة بداخله بوتيرة متسارعة، فكان ذلك الصوت هو صوت التحرُّر المفاجئ للضغط الهائل نتيجة لذوبان الجليد. ولكن أثناء تأملي لهذا المشهد فوجئت بصوت ينادي: "دب قطبي".

وهنا صدرت تعليمات مشدّدة لمجموعتنا بالتوقف عن الأنشطة كافة والعودة إلى القارب بكل هدوء. في تلك اللحظة تعلمت درسًا حول القوة التي يمتلكها هذا الدب القطبي في السيطرة على مملكته، عندما تأملت كيف ان مجرد ظهور دب واحد يتسكع في أرجاء المكان قد أصابنا بالارتباك.

جولة بحرية تجمع بين الإثارة والمناظر الخلابة والخوف من الدب القطبي

صحيح أن نسبة الخطر في هذا الموقف كانت ضئيلة للغاية، في ظل وجود قادة متمرسين لمجموعتنا يحملون المشاعل بالإضافة إلى البنادق التي قد يستخدموها كخيار أخير إذا لزم الأمر، إلا أن ذلك لا يمنعنا مطلقًا من الشعور ببعض الفزع من هذا الكائن المهيب.
كنت في آخر مستوطنة بشرية في أقصى شمال الكرة الأرضية، والتي اشتهرت بتحصن ديفيد كاميرون بها بصحبة كلاب الاسكيمو قبل عشرة أعوام، كجزء من رحلة جديدة ذات أهداف بيئية كما وصفها المرشد النرويجي هورتيجروتين.
 
بدأت الرحلة بالإبحار من العاصمة الأيسلندية ريكيافيك، ثم عبور الدائرة القطبية الشمالية للوصول لعاصمة سفالبارد ونجييربين، وتهدف هذه الرحلة لإعطاء مزيد من الاهتمام والتقدير لجزء مهدد من العالم لا ينظر إليه إلا نادرًا. ولكني صحافي مختص بشئون البيئة، وكنت دائمًا ما أصور الرحلات البحرية في مقالاتي بأنها مرعبة، وهكذا كنت سأزداد اقتناعًا بهذا التصور.

القطب الشمالي هو أحد المناطق القليلة في العالم التي لا تزال تعكس جمالًا بدائيًا حتى اليوم، وفي نفس الوقت أحد أكثر المناطق المهدّدة بأعمال التنقيب عن البترول وظاهرة الاحتباس الحراري، حيث ترتفع درجة حرارته بشكل ملحوظ أكثر من أي مكان آخر داخل نطاق التأثر بالتغيرات المناخية، مما يؤدي لتغيير خريطة المعالم الطبيعية في العالم كنتيجة لذوبان مساحات كبيرة من الجليد بشكل متزايد باستمرار. فهل ستثبت هذه التهديدات البيئية خلال هذه الرحلة؟ أم أن هذه الأقاويل لا تزيد عن كونها مجرد شعارات دعائية؟

جولة بحرية تجمع بين الإثارة والمناظر الخلابة والخوف من الدب القطبي
 
عندما صعدنا مرة أخرى إلى القارب بدأنا في مشاهدة الدب القطبي الذي بدا وكأنه يعتذر عن أي ازعاج قد سببه لنا من خلال تقديم استعراض ممتع، حيث خرج هذا الكائن الذي يقترب وزنه من 800 كغم من الماء ليتمدد على الشاطئ الذي تركناه منذ بضع دقائق، ثم بدأ في المشي ببطيء لمسافة تبلغ كيلومترًا واحدًا تقريبًا مقتربًا من القارب، ليحبس أنفاس كل فرد من أفراد طاقمنا الثلاثمائة.

لقد كان من المنطقي توجه أنظار كل من في الرحلة نحو هذا الدب القطبي، لأنه ببساطة يعتبر أقوى رمز للقطب الشمالي ومِحنته، حيث كان لصور الدببة المستلقية على ألواح صغيرة من الجليد أكبر الأثر في دعم القضية البيئية.
ولكني بالرغم من ذلك انتبهت الى عنصر أقل وضوحًا خلال هذه الرحلة، وهو الجليد نفسه.
 
طالما جعلني مشهد الجبال والأنهار الجليدية المتشكلة بصورة عشوائيًا أشعر بتأثير وقوة الفن التي تأخذني لسمو الروح. ولكني لم أتوقع على الإطلاق أنني يومًا ما سأجد كثير منهم قد أصبح له لون المياه الأزرق بدلًا من اللون الأبيض المميز للجليد، فضلًا عن ذلك الضجيج. فقد قرأت من قبل أن المضايق الجليدية كثيفة الثلوج في القطب الشمالي تعد ضمن أكثر المناطق ضجيجًا في محيطات العالم، بسبب هذه المرتفعات المتشكلة من المياه المتجمدة التي تصدر ضجيجًا في المعتاد أعلى من صوت هطول الأمطار الغزيرة على سطح البحر. وهكذا كانت مفاجأتي بهذه الضوضاء الصادرة من الثلوج هي الاكتشاف الذي كنت أسعى إليه عندما التحقت بهذه الرحلة.
 
بجانب المشاهد المثيرة والنزهات على الشاطئ، كنا نتلقى محاضرات على متن القارب من فريق البعثة المكون من سبعة أفراد. وفي حين أن معظم العروض والتقديمات كانت تقليدية، إلا أن ستيفان – وهو شرطي ألماني سابق تخصص بالجيولوجيا – قد قدم عرضًا ممتعًا، فقد استمتعت حقًا بأسلوبه القائم على الوعي في عرض الاختلافات بين القطب الشمالي والقطب الجنوبي أثناء عزف احدى مقطوعات فريدريك شوبان على البيانو.

وفي نفس الوقت لم تكن باقي المحاضرات خالية من المقاطع المثيرة للاهتمام، على سبيل المثال: "نحن حاليًا نعيش في عصر جليدي، طالما لا تزال هناك مساحات شاسعة من الجليد الدائم في العالم"، وأيضًا "يومًا ما كان مناخ القطبين الشمالي والجنوبي مداريًا."

والأمر المحزن أننا علمنا أيضًا أن هناك جزيرة بلاستيكية هائلة من الحطام تتشكل في بحر بارنتس، وهي أول جزيرة بهذا الشكل تتكون في القطب الشمالي، مما يلفت انتباهنا إلى أن نفايات العالم الصناعية تنتقل لأقصى شمال الكرة الأرضية.
باختصار يمكنني القول بأنني قد أشبعت رغبتي في الاهتمام بالقضايا البيئية، وبالتأكيد في ظل وجود الأطعمة الشهية والمتعة ووسائل الراحة يمكن تحقيق هذا الإشباع خلال أي رحلة بحرية. وبالنسبة لي فلم تكن لدي أي مشكلة في هذه الرحلة سوى ارتفاع مستوى أعمار باقي المرافقين بالنسبة لي، حيث كان أغلبهم يتعدى السبعين عامًا، في حين أنني لازلت في الرابعة والأربعين من العمر، وربما أكون غير ناضج بما يكفي بالنسبة لعمري.
 
وبالرغم من ذلك فإن الصحبة قد عوضتني عن ذلك تمامًا، فقد خلت الرحلة نهائيًا من عيوب رحلات الأماكن المنعزلة والاستكشافات المتمثلة مثلًا في العزلة في أعلى نقطة على الكرة الأرضية. ففقط في مثل هذه الأماكن يمكنك أن تجد شخصًا مثل كييل، وهو صياد متقاعد قصّ عليً حكاية مذهلة عن مطاردة دب قطبي له في كوخه، قبل أن ينشغل الدب بالفقمة العملاقة الموضوعة في الغرفة الأمامية ويلتهمها ويغرق في النوم، دون أن يستيقظ حتى من صوت تحليق أحد أصدقاء كييل بطائرة هيلوكوبتر فوق الكوخ محاولًا اخافته وابعاده. ولكن الدب استيقظ في النهاية من قيلولته وابتعد بخطى متكاسلة.

وفي نيويورك أليسوند، وهو مجمع سابق لاستخراج تحول حاليًا لمدينة بحوث بالقطب الشمالي على الساحل الغربي من سبيتسبيرجين -أكبر جزيرة في سفالبارد – قابلت نيك كوكس، مدير محطة أبحاث في القطب الشمالي في المملكة المتحدة، حيث أقام المكان الوحيد للملكة المتحدة في منطقة القطب الشمالي على المدى الطويل في عام 1991، وعمل في هذا المكان منذ ذلك الحين.
وبما أنه داوم على زيارة القطب الشمالي طوال الأربعة عقود الماضية تقريبًا، فقد تشكلت لديه رؤية فريدة فيما يتعلق بتغير المناخ في القطب الشمالي، هذا ما دفعني لسؤاله حول أكثر ما لاحظه بهذا الخصوص عبر تلك السنين.

فأجابني: " "أولا وقبل كل شيء، تراجع الأنهار الجليدية. لقد تراجعت حقا بشكل كبير، حيث مر ما لا يقل عن عشرة أعوام منذ كان لدينا آخر نهر جليدي سليم في هذا المضيق البحري ".

وأضاف أيضًا: "خلال السنوات الأخيرة بدأنا نلاحظ سقوط الأمطار في منتصف فصل الشتاء، وهو ما لا نعرفه من قبل، أعني أننا لم نعتد على سقوط الأمطار في أي من فصول السنة، فلم يكن هناك سوى يوم ممطر واحد تقريبًا خلال الصيف، ولكن الآن أصبح هطول الأمطار بشكل أكبر."

وقد أوضح أن خطورة هذا الأمر تتمثل في أن الأمطار تجعل ظروف الحياة أصعب كثيرًا بالنسبة لحيوان الرنة، لأن المياه تتساقط ثم تتجمد، وبالتالي لا يمكن أن تتوغل في الجليد للوصول لغذائها النباتي.
"أما الدببة فلا يحبون ذلك، لأنه مع تناقص الجليد البحري يصعب عليهم إيجاد فريستهم المفضلة هي الفقمة، ونفس الأمر بالنسبة للثعالب التي يصعب عليها الوصول لمخابئ فرائسها من صغار الطيور مثلًا التي تدفنها في سهول التندرا خلال الصيف."
ولكن بالرغم من كل هذه التغيرات السلبية كان كوكس متفائلًا بالنسبة لمستقبل القطب الشمالي، بحجة أن رفع درجة الوعي بمشاكل هذه المنطقة سيحشد كل القوى للمشاركة في حل هذه المشكلات. وأنا شخصيًا أتمنى أن يكون على صواب.
 
 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جولة بحرية تجمع بين الإثارة والمناظر الخلابة والخوف من الدب القطبي جولة بحرية تجمع بين الإثارة والمناظر الخلابة والخوف من الدب القطبي



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib