الرباط -المغرب اليوم
حطت طائرة قادمة من مدينة بوردو بالجمهورية الفرنسية، الأحد، بمطار الصويرة موكادور وعلى متنها 172 سائحا، ما يفتح الباب أمام عودة الحياة إلى القطاع السياحي المغربي الذي يشكل العمود الفقري لاقتصاد المدينة.وبمناسبة استقبال هذا الوفد السياحي المهتم بالسياحة الثقافية، استرجعت الفنادق نشاطها واستعدت لاستقبال السائحين.
وفي انتظار وصول وفود أخرى في المقبل من الأيام، بدأ القطاع السياحي بمدينة الصويرة يتماثل للشفاء من الانعكاسات السلبية لجائحة “كوفيد-19″، بعد الفتح التدريجي لسمائها أمام حركة الطيران الدولي.وقام المكتب الإقليمي للسياحة بكل الإجراءات التي ستساعد السياحة بهذا الإقليم على استرجاع زخمها وعافيتها، بفضل ما يزخر به من مواقع أثرية، كان آخر اكتشاف في هذا المجال واحدة من أقدم المجوهرات في تاريخ البشرية داخل كهف بزمون، يصل عمرها إلى حوالي 142 ألف عام، إلى جانب كون المدينة مثالا يحتذى به في ما يتصل بالتسامح والتعايش بين الديانات، خاصة الإسلام واليهودية؛ إذ شكلت في ما مضى المدينة الإسلامية الوحيدة بغالبية سكانية من اليهود بلغ تعدادهم 16 ألفا.
وعن هذا الانتعاش، قال رضوان خان، رئيس المكتب الإقليمي للسياحة بالصويرة، إن إعادة الفتح التدريجي لسماء “مدينة الرياح”، “يريح الفاعلين بالقطاع السياحي بخصوص اختياراتهم ويوضح قدرة المغرب على الانطلاق من جديد، في ظل القيادة المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس التي تتميز بالاستبصار والحكمة اللذين تعامل بهما الملك مع هذه الأزمة الوبائية”.
وأضاف خان في تصريح اعلاميأن “جميع الإجراءات اتخذت على مستوى مطار موكادور، والفاعلين السياحيين سعداء بالعودة التدريجية للسياحة بمدينتنا مع وصول هذه الرحلات، فكل الفنادق تجندت لاستقبال الضيوف في ظروف ممتازة من حيث الالتزام بالإجراءات الوقائية لمكافحة الوباء”، مشيرا إلى أن الحياة بدأت تدب من جديد في موكادور التي تعتمد بشكل شبه كلي على النشاط السياحي، سواء السياحة الوافدة من الخارج أو من الداخل.
وفي الإطار ذاته، أفاد المرشد السياحي ميلود شاشا بأن الحالة الراهنة للسياحة بمدينة الصويرة جد إيجابية، خاصة خلال شهري يوليوز وغشت، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، ما جعل كل المهن المرتبطة بالقطاع السياحي تعيش تفاؤلا قل نظيره في ظل الجائحة، لكن توقف الخطوط بين المغرب وبريطانيا وألمانيا وهولندا، وجه إلى القطاع السياحي ضربة موجعة من جديد، خاصة وأن سياح هذه الدول التي تعاني من قساوة البرودة يختارون موكادور في هذه الفترة.
وأوضح شاشا، في تصريح اعلامي، أن “عددا لا بأس به من السياح من الجمهورية الفرنسية ومن الولايات المتحدة الأمريكية، ومن وجهات أخرى، استقبلتهم فنادق المدينة العتيقة، واشتغلنا معهم كمرشدين سياحيين، ونطالب الجهات الحكومية بإشراك المهنيين في أي قرار سيتخذ مستقبلا بخصوص قطاع السياحة”.
وفي تصريح اعلامي، طالب لحسن أشلفتا، رئيس جمعية “الوفاق للمطاعم التقليدية بالصويرة”، بـ”تعزيز اللجنة العلمية، التي نعتز بمجهوداتها، بمهنيين من القطاع السياحي والصناعي والخدماتي، حتى تتمكن من بلورة اقتراحات تراعي الجوانب الاقتصادية والاجتماعية لهذه القطاعات وعموم المستخدمين والعمال ولا يتكرر قرار إغلاق الحدود الجوية بشكل فردي”.
وقال أشلفتا إن “الجواز الصحي شكل قرارا محرجا لأرباب المطاعم الذين يستقبلون زبائن من دول أوروبية وباقي العالم، ومغاربة، يتوفرون على الرخص الاستثنائية، ومنهم من دخل المطار بالوثائق الضرورية، فكيف نطلب منهم نحن التحقق من توفرهم على هذه الوثيقة غير القانونية في الوقت الذي يتمثل دورنا في الترحيب بهم وتوفير سبل الراحة لهم؟”، مضيفا: “بما أننا لا نتوفر على الصفة الضبطية، فكيف يعقل أن نقوم بهذه المهمة التي شكلت لنا إحراجا كبيرا مع زبائننا؟”.وعن معاناة هذا القطاع بسبب توالي قرارات الإغلاق، أكد الفاعل السياحي ذاته أن المهنيين يحسون بأن “هذا الاقتصاد الذي يشكل مصدر عيش سكان مدينة الصويرة، لم يعد ذا أهمية لدى الحكومة التي تحمل شعار توفير مناصب الشغل، في الوقت الذي شكل أول قرار لها ضربة موجعة لكل المهن المرتبطة بالقطاع السياحي”، وفق تعبيره.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر