تتكون الفلبين من آلاف الجزر والتي يبلغ عددها على وجه الدقة 7107 جزيرة، وازدهرت السياحة فيها بشكل كبير وأصبح لديها تجربة غوص من الطراز العالمي الى جانب رياضة ركوب الأمواج وبعض من اجمل الشواطئ في العالم, وتكتسب الجزر الوسطي والشمالية من البلاد قيمة كبيرة، وتعتبر بديل سياحي بتكاليف اقل من بالي وتايلاند، وفتحت الخطوط الاماراتية الطريق من دبي الى جزيرة سيبو في الفلبين مما جعل السفر أسهل على السياح لتجاوز مانيلا والذهاب مباشرة الى الشواطئ الجميلة, وتمتاز الشواطئ في الفلبين بالرمال البيضاء والبحار الجميلة الصافية وأشجار النخيل على طول الشواطئ، وتخلو العديد منها من الزحام، ويعتبر مواسم الذروة فيها بين شهري آذار/مارس وحزيران/يونيو، ويقدم الأرخبيل المزيد من المتعة تحت وجه الشمس الحارة يستمتع فيها السائح بشرب جوز الهند الطازج.
وخضعت الفلبين للحكم الإسباني لأكثر من 300 سنة، واسم البلد الأصلي جزر الفلبينيات، ويكرم اسمها الجديد فيليب الثاني ملك اسبانيا، وتعتبر التفالوغ اللغة الوطنية، والتي ما تزال متأثرة بكثرة بالكلمات الاسبانية، وتنتشر بها اسماء بعض البلدات الاسبانية مثل اشبيله التي تنتشر فيها المنازل الخشبية التي تعود للقرن ال16 الى جانب الكتدرائيات المتداعية المصنوعة من الجدران البيضاء والتي تضرر الكثير منها بسبب الزلزال الذي وقع في عام 2013.
واستوطن الأميركان الفلبين في عام 1898، واستقلت البلاد في عام 1946 ولكنها ما تزال متأثرة بالولايات المتحدة الاميركية وخصوصا في حافلات الجيب في مركز مدينة مانيلا ذات الألوان الزاهية، وهي حافلات استخدمها الأميركان في السابق. وتقدم البلد الكثير من خيارات تناول الطعام فالمطاعم تنتشر فيها بكثرة وتقدم الكثير من المأكولات المحلية التي تعتمد بالأساس على اللحوم المنقوعة والمتبلة، وتشتهر أيضا بحلوى "هالو- هالو" التي تتكون من الثلج المجروش والحليب المكثف، وبخلط مع بضعها، ويمتلك المطبخ الفلبين خصائصه الخاصة التي يدعون أنها تزيد الخصوبة وقدرة الرجل الجنسية.
وحصل في البلد دمار كبير في اعصار تايهون الذي حصل في عام 2013، مع العلم ان موسم الاعصار يمتد من حزيران/يونيو الى أيلول/سبتمبر، وأصبح التنقل بين الجزر صعبا، أقيم في اذار/مارس مهرجان مالسيبو الموسيقي الذي يجذب أعمال ذات مستوى عالمي، وجذب الالاف من المحتفلين ليستمعوا للإصدارات الفلينية لبعض الموسيقيين مثل ماردي غرا، ويبلغ سعر الدولار الاميركي 46 بيزو فلبيني، وهذا يعني أن الجنيه الاسترليني يبلغ 65.4 بيزو.
ويسكن الفلبينيون في 2000 جزيرة فقط من كل الجزر، ولكن جزيرة لهجتها الخاصة، ويعتبر أرخبيل بالاوان من الأماكن الخلابة، والذي يملك شاطئ غابة في ببلدة ال نيدو والذي استلهم منه الكاتب البريطاني اليكس غارديلا رواية الشاطئ التي كتبها وهو يسكن في الفلبين.
وتحتوي مدينة بوراكاي فنادق فاخرة ونوادي ليلية تمتد على طول 5 كيلومتر على الشواطئ البيضاء، وتشتهر بطبق فليبو بالرغم من أنه لا يرتقي لطبق فوكيت أو كوه ساموي ولكنه رائع أيضا، وفي المقابل تعتبر جزيرة كوهاغن بقعة صغيرة في سلسة اولانغجو، وتقدم القرى فيها لمحة عن الحياة القليدية، فالصيادون يجيبون البحر ويبيعون منتجاتهم على الشاطئ، فيما زوجاتهم يتجاذبون أطراف الحديث مع الزبائن، وتوفر جزيرة صيد الحيتان السابقة بامليكان رحلات في القوارب لرؤية الدلافين والشعب المرجانية والغطس تحت الماء.
ويعتبر شاطئ سيرغوا على شكل الدمعة مزار لركوب الأمواج منذ الثمانينات ويقع في شمال البلاد، ويشتهر بمدينة لا يونيون التي تجذب المبتدئين في هذه الرياضة، ويمكن الوصول الى معظم الشواطئ عن طريق قارب الصيد التقليدي ذو السيقان الخشبية وتبدو مثل العنكبوت، الى جانب العبارات الطويلة التي تنقل الناس.
ولا تتيح الجزر الفلبينية السباحة مع الحيتان وأسماك القرش، ولكن خليج دونسول في جزيرة لوزون في سيبو الكثير من هذه المخلوقات، وهناك العديد من الرحلات لاطعام الحيتان واسماك القرش ومشاهدتها وهي تسبح، وتتخوف السلطات أن هذا يمكن أن يوقف القروش عن المهاجرة.
وتقدم الجزر الفلبينية تجربة غوص عالمية، ويستمتع الغواصون برؤية الاسماك الاستوائية الملونة التي تسبح بين الشعب المرجانية، وهناك الكثير من شركات الغوص مثل شركة دوت الونا بيتش على شاطئ بانغلاو، وشركة فلبين فن دايفرز التي تراعي كل التفاصيل الصغيرة، والتي تنظم أيضا دروس للغطس للمبتدئين وتوفر رخص للأشخاص الذين يريدون احترافه، وهناك بعض الشركات التي تقدم مصور تحت الماء بسعر 2300 بيزو بما في ذلك الدليل والقارب والمعدات والتصوير.
وتعد منطقة ابو ريف من المناطق الافضل للغوص في العالم، وهناك رحلة على متن القارب كل ثلاث ساعات من جزيرة باندان، الى المنطقة التي تنتشر فيها اسماك القرش وأسماك راي مانتا وأبقار البحر.
وتمتاز الفلبين ايضا بروعة طبيعتها البرية الى جانب جمالها البحري وخصوصا تلال شكولاتة بوهول التي تضم شلالات ونكا التي يبدو شكلها مثل 1200 قبة من النباتات الجميلة، والتي تبدو في موسم الجفاف مثل هيرشي كسز، وأفضل طريقة لاستكشافها تكمن في استئجار دراجة رباعية لاستكشاف الأشكال السريالية للمنطقة والقرى التي تستلقي على قاعدة التلال والتمتع بجمال نهر لوبوك والبط البري الذي يسبح فيه، وهناك قارب نهري بسعر 450 بيزو للشخص الواحد يشمل الغداء ويمكن شراء التذاكر من رصيف لوبوك.
وتجوب حافلة في رحلة من عشر ساعات في مانيلا التي يندرج اسمها على قائمة اليونسكو كمحمية للزراعة الأرز للتمتع بالدرج العملاق الذي يسمى باناوا الذي نحت في جبال افيوجوا منذ حوالي 2000 سنة، واشهرها موقع باتاد، وهناك العديد من الرحلات مع دليلي سياحي واماكن لنوم في أكواخ قش تقليدية يبدأ سعرها بحوالي 300 بيزو في الليلة.
ويقع الى الشمال من مانيلا الجبال الخضراء التي يغلفها الضباب ساغادو وهو مكان تنتشر فيه الكهوف، وواحدة من الاماكن القليلة في العالم التي يمكن العثور فيها على التوابيت الملونة على الطريقة التقليدية للبلاد أسفل المنحدر، ويمكن استئجار دليل من مكتب المعلومات السياحية بسعر 200 بيزو لاستكشافيها، ويحتوي المكان على كنيسة اسقفية تسمى سانت ماري تمتد على طريق ترابي شاق على احدى التلال التي يقع على قمتها مقبرة.
وتحتوي الفلبين على الكثير من الحيوانات الغريبة منها مخلوق يجمع بين الفأر والضفدع والقرد، فهو مخلوق فروي كبير بعينين تشبه عيون الضفادع، ويمسى تارسير ومن الانواع المهددة بالانقراض، ويبلغ طوله حوالي خمسة بوصة، ويعيش في بوهول، ويمكن زياراته في محميته الطبيعة مقابل 50 بيزو، ويعتبر من الحيوانات الليلية، هذا الى جانب اليراعات المتوهجة مثل أضواء عيد الميلاد في شارع اكسفورد والتي تعيش على أشجار المانغروف في أسراب كبيرة، وتكلف الرحلة لرؤيتها في الغابات 1950 بيزو للشخص الواحد بما في ذلك العشاء.
وتقدم معظم الجزر كابانيات من الخيزران على الشاطئ كأماكن للنوم مقابل أقل من 500 بيزو في الليلة، ولكن للأشخاص الذين يبحثون عن مكيف للهواء وبوفيه افطار مفتوح فعليهم التوجه الى الفندق الفخم شانغريلا ماكتان الذي يقدم الغرفة المزدوجة بسعر 11 ألف بيزو، وتدير عائلة في بانغلاو مزرعة تحتوي على مطعم يستخدم المنتجات العضوية مقابل 3000 بيزو في الليلة بما في ذلك وبحة الفطور، وتعتبر مجموعة الفنادق المحلية هينان مكان متوازن بين روعة فئة الخمس نجوم والطابع المحلي، ولديها ثلاث منتجعات في بوراكاي وفتحت منتجع رابع في الونا بيتش في عام 2014، وبصدد بناء رابع في جزر العذراء في ارخبيل بالاوان، وتقدم الغرفة المزدوجة بسعر 4919 بيزو.
وتحتوي الجزر الكبيرة في الفلبين على مطارات، وتعتبر الرحلات الداخلية رخيصة نسبيًا، وهناك طيران بين الامارات وخصوصا دبي و سيبو وتمر في مطار هيثروا بأسعار تبدأ من 949 جنيه استرليني، على متن عدة خطوط منها الخطوط الجوية الفلبينية التي تقدم رحلات بلا توقف بين هيثرو ومانيلا، الى جانب الخطوط الجوية السنغافورية، وطيران الاتحاد، والخطوط الجوية القطرية، ولا ينصح الناس بالتوجه الى جنوب الفلبين اليوم بسبب استمرار المواجهات بين الحكومة والمتشددين الاسلاميين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر