الرباط -المغرب اليوم
على بعد حوالي 13 كيلومترا من مدينة أزرو التابعة إداريا لإقليم إفران، تقع غابة أرزغورو، التي أطلق عليها في بداية القرن الـ19 اسم الجنرال الفرنسي هنري جوزيف غورو، الذي عينه الاستعمار الفرنسي آنذاك حاكما على إفران والنواحي، حسب العديد من الروايات الشفهية التي استقتها من مرشدين سياحيين أبناء المنطقة.
ويبلغ علو شجرة أرز غورو أكثر من 45 مترا، وبالرغم من أنها توفيت منذ سنوات لكنها تعتبر الشجرة الأكثر شهرة والتي تجلب الزوار إلى هذه الغابة التي تعرف بانتشار قرود المكاك البربري المهدد بالانقراض؛ وذلك لاكتشاف ما تخفيه داخل عروقها اليابسة هذه الشجرة من أسرار الماضي وتاريخ المنطقة.
صالح بنيحيى، مرشد سياحي وابن مدينة أزرو، قال إن هذه الشجرة يفوق عمرها 850 سنة، ويعتبرها العديد من المسؤولين والمهتمين بالغابة أنها هي الأقدم من نوعها في إفريقيا، موضحا أن هذه الشجرة الصامدة رغم عوامل الطبيعة والبشر تعتبر موروثا ثقافيا محليا يجب الاعتناء به من قبل الدولة وحمايتها من النهب والقطع من مافيات الأرز، وفق تعبيره.
وأضاف بنيحيى، في تصريح اعلامي، أن هذه الشجرة حولت الغابة المحيطة بها إلى مزار سياحي مهم بمنطقة إفران، لافتا إلى أن هذه الشجرة التي أطلق عليها اسم الفرنسي مكتشفها يزورها سياح من مختلف دول العالم خاصة الفرنسيين والطلبة الأجانب المهتمين بتاريخ رجالات الدولة الفرنسية وكذا المؤهلات الطبيعية والغابوية بالمغرب.
وتحوم الكثير من قردة على هذا المزار السياحي الإيكولوجي، حيث اعتادت الحصول على الطعام والشراب من السياح والزوار الراغبين في كسب ود القردة ومقابل التقاط صور بالقرب من هذه الحيوانات التي تعتبرها المياه والغابات من الحيوانات المتوحشة.ويعرف عن شجرة الأرز أنه من جنس الأشجار دائمة الخضرة ومن الفصيلة الصنبورية، سريعة النمو، يتراوح طولها ما بين 30 و45 مترا، حسب مصدر من إدارة المياه والغابات بإقليم إفران، مضيفا أن شجرة الأرز قد يفوق عمرها ما بين 800 سنة و1500 سنة.
وأفاد المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، بأن الأرز من الأشجار المعمرة وتعتبر غابات الأطلس الكبير والأطلس المتوسط وبويبلان والريف موطنا أصليا لهذا النوع من الأشجار، موضحا أن 75 في المائة من أشجار الأرز في العالم موجودة في المغرب.وأكد المتحدث نفسه أن شجر الأرز يعتبر من الأشجار المستهدفة من قبل مافيات الغابة، حيث تعرضت مساحات مهمة من المجال الغابوي خاصة غابات الأرز في السنوات الأخيرة إلى استنزاف خطير وقطع وحشي، مشددا على أن الحفاظ على هذا الموروث الغابوي يتطلب تنزيل عقوبات جنائية على المافيات والمتورطين معها في العمليات الإجرامية التي تقوم بها في حق الغابة.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر