ارتفاع الحجوزات في مراكش في عطلة نهاية الأسبوع يعيد الثقة إلى المؤسسات الفندقية بدأت الحياة تدب من جديد في ساحة جامع لفنا” الشهيرة بمراكش، مباشرة بعد عطلة عيد الفطر، إذ أعادت العديد من المقاهي والمطاعم والمحلات فتح أبوابها من جديد أمام الزبائن، بعد شهور طويلة من الإغلاق بسبب تفشي فيروس “كورونا” وإقفال الحدود وتوقف تدفق السياح على المدينة الحمراء، الوجهة السياحية الأولى بالمغرب.
وعرف “جامع لفنا”، منذ الإعلان الحكومي عن تخفيف القيود الاحترازية على المواطنين، ورفع حظر التجول إلى غاية الحادية عشرة ليلا، والسماح للمقاهي والمطاعم بالعمل إلى غاية التوقيت نفسه، إقبالا كبيرا من المراكشيين والسياح من مختلف المدن، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حيث ارتفعت نسبة ملء الفنادق إلى حوالي 90 في المائة، كما عرف النشاط السياحي المغربي انتعاشا ملحوظا في المدينة والمنتجعات السياحية الموجودة في ضواحيها، مثل “ستي فاضمة” و”أوريكا”، بعد تخفيف قيود السفر على المواطنين والسماح لهم بالتنقل بين المدن، حسب ما أفاد مصدر مطلع.
ومن المنتظر أن تعرف ساحة “جامع لفنا”، التي عانى “حلايقيتها” التشرد بسبب حالة الطوارئ الصحية التي تعيشها البلاد، إعادة تجديد واسع لفضاءاتها، في أفق إعدادها لاستقبال السياح الداخليين والأجانب من جديد، في الموسم الصيفي الحالي، بعد أن يعيد المغرب فتح حدوده مع باقي دول العالم، في يونيو المقبل، مثلما هو متوقع.
وقامت العديد من فعاليات المجتمع المدني بمراكش، بحملة تحسيسية في الساحة، السبت الماضي، من أجل توعية روادها، إضافة إلى أصحاب المحلات والمقاهي والمطاعم، بضرورة احترام الإجراءات الاحترازية المفروضة، من أجل الحد من تفشي الفيروس، كما قامت بتوزيع الكمامات على المارة.
من جهته، قام كريم قسي لحلو، والي جهة مراكش آسفي، بجولة تفقدية في “جامع لفنا”، وتحدث إلى تجارها وصناعها، حول كيفية تجاوز التداعيات الاقتصادية للجائحة، واستمع إلى مطالبهم ومشاكلهم، كما زار متحف التراث اللامادي، الموجود بالساحة، للوقوف على وتيرة إنجاز أشغاله ووقف على سير العديد من المشاريع، التي تهم المدينة العتيقة.
مراكش تتعافى
عرفت مراكش، في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، ارتفاعا في نسبة الحجوزات وليالي المبيت، بفضل الانتعاشة السياحية، التي ساهم فيها إقبال السياح الداخليين، خاصة القادمين من البيضاء والرباط، على المدينة، حسب المصدر نفسه، الذي أكد، في اتصال مع “الصباح”، أن مراكش بدأت تتعافى نسبيا من تداعيات الجائحة، بعد أن عرفت الحملة الترويجية التي أطلقها المكتب الوطني للسياحة تحت شعار “نتلاقاو في بلادنا”، تجاوبا كبيرا من السياح، مما أعاد بعض الثقة والأمل إلى المؤسسات الفندقية بالمدينة، والتي ضربتها الجائحة في مقتل.
ودعا مهنيون في قطاع السياحة بمراكش، إلى تخفيف قيود السفر وفتح الحدود سريعا، من أجل أن تستعيد المدينة تنافسيتها ومكانتها السابقة، باعتبارها أول وجهة سياحية في المغرب، خاصة أن بلدانا مجاورة مثل إسبانيا وتونس كانت سباقة إلى رفع القيود عن السفر الجوي وتليين إجراءات دخول ترابها، مما يجعلها محط أنظار منظمي الرحلات أكثر من غيرها.
نورا الفواري
كنزي
تمكنت مجموعة فنادق “كنزي”، من الحصول على شهادة جودة جديدة لمجموع فنادقها بالمغرب، التي يبلغ عددها 10. ويتعلق الأمر بشهادة “ويلكوم سيفلي”، التي تعنى بتصنيف الفنادق حسب مدى احترامها للتدابير الاحترازية للحد من انتشار وباء “كورونا”، وفقا لمعايير المنظمة العالمية للصحة والمكتب الوطني للسياحة.
وتهدف هذه الشهادة، التي تعتبر عنوانا للثقة في وجهة المغرب على الصعيد الدولي، إلى تشجيع مؤسسات الإيواء السياحي على التطوير المستمر لخدماتها حتى تستجيب لانتظارات السياح الوطنيين والدوليين، بخصوص النظافة والأمن الصحي.هذه الشهادة، إلى شهادة أخرى حصلت عليها مجموعة “كنزي”، في بداية انتشار الفيروس، وهي شهادة “بوزيشيك”، الخاصة بالوقاية والحد من انتشار الأمراض.
مداخيل
أفادت مديرية الدراسات والتوقعات المالية، التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، بأن المداخيل السياحية تراجعت بنسبة 69.1 في المائة، خلال الفصل الأول من 2021، مسجلة خسائر تقدر بـ 11.9 مليار درهم. وأوضحت المديرية، في مذكرتها حول الظرفية، لماي الجاري، أن الوصولات السياحية بالمغرب سجلت خلال الشهرين الأولين من السنة الجارية، انخفاضا قدر في 81.5 في المائة، فيما سجلت ليالي المبيت انخفاضا بنسبة 78.1 في المائة، مشيرة إلى إمكانية تحسنها خلال الفصل الثاني من السنة الجارية، على اعتبار السير الجيد لحملة التلقيح والرفع التدريجي للقيود المتصلة بالسفر وطنيا ودوليا.
استثمارات
تراجعت الاستثمارات الوافدة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العام الماضي، بسبب جائحة كورونا، إلى 1031 مشروعا في 2020، مقارنة ب 1795 مشروعا في 2019، حسب تقرير لمؤسسة “إف دي أي إنتليجنس”. وتصدرت السعودية دول المنطقة، من حيث قيمة الاستثمارات الأجنبية التي جرى ضخها لإنشاء مشاريع جديدة ب 10.4 ملايير دولار، متبوعة بالإمارات في الرتبة الثانية ثم سلطنة عمان، في الوقت الذي تلقت مصر أكبر ضربة بالمنطقة، بعد أن سجلت 1.3 مليار دولار السنة الماضية مقابل 12.2 مليار دولار في 2019.
وفي ما يتعلق بالاستثمارات التي جرى ضخها من دول المنطقة إلى الدول الأخرى، فتصدرت الإمارات المشهد من حيث القيمة وعدد المشاريع، إذ بلغ حجم الاستثمارات التي تم ضخها من الإمارات لإقامة مشاريع في دول أخرى نحو 5.9 ملايير دولار العام الماضي.
قد يهمك ايضا:
19 محل في ساحة جامع لفنا مهددة بالإغلاق
ساحة جامع لفنا في مراكش الأفضل عالميًا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر