تعد المملكة الأردنية، أحد أهم مناطق الجذب السياحي في الشرق الأوسط، ووجهة سياحية مميزة ومقصدا للسياح والزوار من مختلف أنحاء العالم طوال السنة، وذلك لتمتعها بمنتج سياحي متنوع وفريد، كما أنها تعد مقصدًا جاذبا لمحبي السياحة والسفر والاكتشاف خصوصا الجيل الجديد من زواره، بفضل ما تجمعه المملكة من مزيج بين المعاصرة والعراقة، والتنوع في التضاريس والمناخ، والاستقرار الأمني، والتاريخ والتراث الغني، وفوق ذلك حسن الضيافة عند شعبها وكرمه.
كما أن القطاع السياحي في الأردن من أهم القطاعات الرافدة للاقتصاد الأردني، حيث بلغ الدخل السياحي بحسب بيانات البنك المركزي الأردني، 8ر5 مليار دولار مسجلا ارتفاعا عن عام 2018 بنسبة 2ر10 بالمئة، وشهد الأردن ارتفاعا في أعداد الزوار خلال العام الماضي بنسبة 9 بالمئة، ليصل إلى 4ر5 مليون زائر، مقارنة مع 9ر4 مليون زائر في عام 2018.
وكانت المواقع السياحية والأثرية الأكثر استقبالا للسياح خلال العام الماضي، مدينة البترا التي شهدت ارتفاعا غير مسبوق في أعداد الزوار حيث بلغ عدد زوارها 135ر1 مليون زائر، فيما وصل عدد زوار جبل نيبو حوالي 670 ألف زائر، وعدد زوار كنيسة الخارطة بمادبا 467 ألف زائر، مدينة جرش 475 ألف زائر، ووادي رم 364 ألف زائر، المغطس 183 ألف زائر، الكرك 49 ألف زائر.
ويمتاز الأردن بتنوع المجالات السياحية، منها السياحة الثقافية والدينية، والترفيهية، والعلاجية "الاستشفائية"، والمغامرات، والسياحة البيئية، وسياحة المؤتمرات والمعارض، وكذلك المواقع الأثرية الشهيرة، والمحميات الطبيعية، كما تزخر المملكة بعشرات المواقع السياحية والأثرية، أشهرها مدينة البترا، التي تم اختيارها من عجائب الدنيا السبعة ويزورها نحو مليون سائح سنويا، والبحر الميت، أخفض نقطة في العالم عن سطح البحر، وجرش التي تتلاقى فيها حضارات الرومان واليونان والشرق، ووادي رم المعروف بوادي القمر لشبه تضاريسه بتضاريس سطح القمر.
وفيما يخص السياحة الصحية والاستشفائية "العلاجية" يعد الأردن من الدول الرائدة في مجال الاستشفاء العلاجي، ويشتهر بموارده الطبيعية العلاجية من المياه المشبعة بالمعادن وشلالات المياه الساخنة والطين البركاني في البحر الميت والحمامات المعدنية الحارة في ماعين والحمة الأردنية (شمال المملكة) وحمامات عفرا.
ويتمتع الأردن بشبكة طبية في كل من القطاع العام والخاص، والعديد من المستشفيات المتميزة والأطباء المميزين، حيث تعد الخدمات الطبية في الأردن من أشهر المستشفيات على مستوى الشرق الأوسط في مختلف الفروع الطبية، وهنالك العديد من المستشفيات المتخصصة التي تعالج السرطان وأمراض القلب والأمراض البصرية والعقم وطب الأسرة علاوة على مجالات التخصص الأخرى كالطب التجميلي وغيره.
ولخدمة زوار المملكة القادمين للسياحة الصحية والاستشفائية "العلاجية"، افتتح الأردن مكتبا للسياحة الصحية والتعافي في مطار الملكة علياء الدولي، وذلك لتسهيل إجراءات قدوم المرضى الراغبين بالعلاج في المملكة.
وفيما يخص السياحة الدينية في الأردن، عرفت المملكة بهذا النوع من السياحة منذ القدم، عندما كان يفد إليها الكثير من الزائرين لزيارة المعالم الدينية، رغبة منهم في توسيع دائرة الثقافة الدينية لديهم.
ويزخر الأردن بالعديد من الآثار الإسلامية، حيث يوجد على ترابه أضرحة ومساجد ومقامات لأنبياء عاشوا أو مروا على ترابه، مثل مقام النبي شعيب والنبي نوح والنبي هارون، ومقام النبي أيوب، وكهف أهل الكهف، بالإضافة إلى مقامات صحابة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
وتمثل أرض الأردن بالنسبة للمسيحيين الموجودين في المنطقة، والقادمين من أماكن بعيدة، المكان المثالي لإحياء المراحل والحقب المختلفة في الكتاب المقدس، كما تقع على الأرض الأردنية الكثير من الأماكن المقدسة المتمثلة بمواقع الحج المسيحي كالمغطس، جبل نيبو، مكاور، كنيسة سيدة الجبل في عنجرة، وكنائس مار الياس.
وتسعى الحكومة الأردنية، ومن خلال المجلس الوطني للسياحة الذي أعيد تشكيله عام 2017، برئاسة وزير السياحة والآثار، وعضوية عدد من الشركاء من القطاع العام والخاص وممثلي عن المجتمعات المحلية والعاملين بالقطاع السياحي من ذوي الخبرة، إلى تقديم خطط متكاملة ومدروسة لتطوير المنتج السياحي في الأردن.
ويقوم المجلس بوضع التشريعات ورسم السياسات العامة، وإقرار الخطط والبرامج اللازمة لتنفيذها، وتطوير المواقع السياحية، وكل ما هو من شأنه تطوير السياحة في الأردن، ويعمل المجلس أيضا على وضع سياسات التعليم والتدريب والتأهيل السياحي، والتوصية بتحديد المواقع السياحية في المملكة، واقتراح مشاريع القوانين والأنظمة المتعلقة بالسياحة، ووضع أسس ترخيص وتصنيف المهن السياحية، بالإضافة إلى وضع أسس تحديد اسعار الخدمات السياحية.
وبهدف تنشيط السياحة الداخلية وتمكين المجتمعات المحلية وتوفير فرص العمل للأردنيين أطلقت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة العام الماضي، برنامج "أردننا جنة" المدعوم من الوزارة بنسبة 40 بالمئة من تكاليف الطعام والشراب والإقامة، والنقل المجاني عبر حافلات سياحية حديثة.
ويوفر البرنامج، الذي بلغ عدد المستفيدين منه بالمرحلة الأولى نحو 80 ألف مواطن، أنماطا سياحية متنوعة ومختلفة، وتجربة سياحية فريدة تتحملها موازنة العائلة الأردنية، ويتضمن زيارات لحوالي 45 وجهة سياحية وأثرية في المملكة، فضلا عن إمكانية المبيت في مجموعة من الفنادق البيئية والمخيمات السياحية، بأسعار في متناول العائلة الأردنية.
وأطلقت وزارة السياحة نظاما إلكترونيا يسمى بالتذكرة الموحدة "Jordan pass" والذي يعد الأول عربيا، وهو عبارة عن موقع إلكتروني متطور ومتخصص، تتاح فيه عملية شراء تذكرة الدخول إلى الأردن بيسر وسهولة من قبل الزوار من جميع أنحاء العالم، حيث جاء لتسهيل حركة دخول الزوار إلى المواقع السياحية، وتوفير المال والوقت والجهد.
ويتيح نظام التذكرة الموحدة زيارة العديد من المواقع الأثرية والتاريخية والمتاحف في المملكة ضمن تذكرة شاملة وبسعر 70 دينارا ما يعادل 99 دولارا.
وتعد التذكرة الموحدة التي تجاوزت مبيعاتها خلال العام الماضي 247 ألف تذكرة، بطاقة مرور تسمح لحاملها بزيارة أكثر من 40 موقعا سياحيا وأثريا داخل المملكة، بما في ذلك زيارة مدينة البترا، وتعفى الأفواج السياحية والأشخاص من جميع الجنسيات من دفع رسوم تأشيرة الدخول إلى المملكة، شرط شراء الزائر التذكرة الموحدة قبل الدخول، وتأكيد إقامته لمدة لا تقل عن ثلاث ليال متتالية.
وتتضمن التذكرة ثلاث فئات لتناسب اختيار جميع الزوار حيث تغطي هذه الفئات جميع مناطق الجذب السياحي في المملكة، ويستطيع الزائر اختيار الباقة المفضلة للرحلة التي تناسبه، وذلك من خلال النشرات التعريفية للمواقع السياحية الموجودة على الموقع.
قد يهمك ايضـــًا :
"سفير الصين " مدينة جرش تستحق أن تكون على قائمة التراث العالمى
هيئة تنشيط السياحة" الاردنية" تفوز بجائزة عالمية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر