أمضى المُصوّر الفوتوغرافي الفرنسي، فريدريك لاغرانغ، 17 عاما في السفر إلى دولة منغوليا ليُصوّر الحياة اليومية، وكانت النتيجة مذهلة.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن لاغرانغ يعيش الآن في نيويورك، الولايات المتحدة، وزار منغوليا لأول مرة في عام 2001، بعدما أعجب بهذه الدولة نتيجة القصص التي رواها جده عنها.
والتقط لاغرانغ مئات الصور الرائعة والضخمة التي كون من خلالها كتابا بسيطا أطلق عليه اسم "منغوليا"، وحارب جد فريدريك لصالح الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، وأسره الألمان وأنقذه الجنود المنغوليون.
وقال لاغرانغ: "تحدّث عن كيفية إنقاذه في أواخر عام 1944 من قبل الجنود المنغوليين الذين كانوا يقاتلون تحت القيادة السوفييتية، أتذكر الإثارة التي كانت في صوته، أثناء حديثه عن كيفية إنقاذه وغيره من السجناء البريطانيين والأميركيين، من قبل هؤلاء الرجال على أراضٍ أجنبية"، وأضاف: "وكانت منغوليا في ذهني منذ ذلك الحين، هؤلاء الرجال أنقذوا حياة جدي، وحياتي أيضا في النهاية".
ولفت: "بعد أعوام عديدة في عام 2001، ادّخرت ما يكفي من المال من خلال عملي كمساعد مصور، وأخذت إجازة لمدة شهر من عملي، ومن ثم سافرت إلى منغوليا، قضيت معظم الشهر في التقاط الصور في الغرب، حيث جذبني الجمال الآخاذ، والمناظر الطبيعية التي لا نهاية لها".
وأوضح: "حين عدت إلى نيويورك، نظرت إلى خريطة منغوليا، وأدركت أنني ذهبت إلى مكان صغير جدا في الدولة التي زرتها، خلال الرحلة الأولى، لذلك شعرت برغبة قوية في العودة مرة أخرى، حيث صحراء غوبي في الجنوب، وصائدي النسور في الغرب، ورعاة غزال الرنة في تايغا الشمالية، وأكثر من ذلك بكثير".
وتصرّف فريدريك وفقا إلى رغبته، وقام بالعديد من الرحلات إلى منغوليا لتوثيق المزيد من المناظر الطبيعية وكذلك الناس.
وتعدّ صوره مزيجا من لوحات البورتريه والمناظر الطبيعية الرائعة، كما أن صورته المفضّلة هي لرجلين مستلقين على بحيرة متجمدة، ويقول: "أحب هذه، صورة الرجلين على الجليد، التقطتها على البحيرة المتجمدة Khövsgöl، أحبّ أيضا بعض الصور التي التقطتها بخلفيات من اللونين الأبيض والأسود"، وأشار:
"هذه صور بحتة جدا، لكن عملية تصوير أشخاص لم يتم توجيه كاميرا إليهم من قبل كانت شيقة وغامضة جدا، كما لم يكن هناك أي تظاهر، مما جعل العملية بأكملها فريدة من نوعها".
وقال فريدريك إن العديد من شعب منغوليا انتابه الفضول لمعرفة سبب رغبته في تصويرهم، لكنه الآن يتمتّع بعلاقة خاصة مع العديد منهم، وأضاف:
"المنغوليون شعب مضياف بطبيعته، ويرجع ذلك إلى أن البلاد كبيرة جدا، ومعزولة، وعلى الناس أن يعتنوا ببعضهم بعض، وبخاصة خلال فصل الشتاء في المناطق الريفية، ولا يقتصر حسن ضيافته على المنغوليين فقط، لكن أيضا أي شخص يقابلونه، بما في ذلك الأجانب".
ويقول فريدريك: "الشعب فخور جدا ببلده وبكونهم منغوليين، لذا فهم سعداء جدا لرؤية مثل هذا الكتاب بهذا الحجم عن منغوليا"، لكن رغم اكتمال كتاب الصور يخطط فريدريك للعودة إلى منغوليا لالتقاط المزيد من الصور.
ترجمة الصور :
- صيّاد نسور من كازاخستان يرتدي البنطلون التقليدي المنقوش برفقة ثعلب.
- تتجمد بحيرة Khövsgöl كل شتاء، ولتوفير الوقت يمرّ الكثير من فوقها، وفي إحدى المناسبات في فبراير/ شباط 2005 ساعد دفء الطقس في ضعف طبقة الجليد، مما قاد إلى انهيارها حين سارت شاحنة فوقها.
- رجلان في حالة سكر وجدهما فريدريك على بحيرة Khövsgöl في أقصى شمال البلاد، وهذه الصورة المفضلة لديه.
- صورة لخورلي، وهو سائق، يسير على الجليد السميك المتجمد لبحيرة Tolbo غرب منغوليا.
- سائق شاحنة يهرب بعد تكسر الجليد.
- صورة جوية رائعة لمدية خوفج التي يغطيها الثلج بالكامل.
- عائلة منغولية تحمل ممتلكاتها على شاحنة لتنتقل إلى المعسكر الشتوي في رحلة تبلغ 125 ميلا.
- أحد رعاة الخرفان على بحيرة أوريغ نور، وعلى اليسار صورة لأب وابنته داخل منزلهما.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر