القاهرة - المغرب اليوم
يُركّز مهندسو الديكور العالميون ومصنّعو الأثاث على الألوان المُختارة لـ غرف الأطفال ومساحات اللعب الخاصّة بهذه الفئة العمريّة، لتأثيرات الألوان العاطفيّة القويّة عليها. حسب مهندسة التصميم الداخلي المُقيمة في كندا دانيا فرحات، والمُتخصّصة في ديكورات مساحات الأطفال الداخليّة، فإن الألوان قد تقوم بدور في إثارة شاغليها أو تهدئتهم على النقيض من ذلك، علماً أن الألوان الدافئة، مثل: الأحمر والبرتقالي والأصفر هي الأكثر تحفيزاً، في مقابل هدوء الألوان الباردة، مثل: الأزرق والأخضر.
في إطار استعراض ألوان مساحات الأطفال الداخليّة الدارجة، في العام الجاري، يعرف الأبيض استعادةً في الديكور، وهو يتصدّر الجدران، حسب المصمّمة دانيا؛ فالبياض المستخدم في الطلاء يجعل الغرف تبدو أكبر مساحة وأكثر إشراقاً ومتجدّدة الهواء. أضف إلى الأبيض، تشتمل الألوان المحايدة الأخرى المستخدمة في طلاء الجدران في عام 2022، على: الرمادي المدمج بالبيج (غريج)، وتدرّجات الكريمي، والرمادي الفاتح.
بالمقابل، تتجه الألوان الجريئة إلى الظلال المختلفة من الأخضر والأزرق الداكن والأسود. تستخدم الألوان المذكورة، بشكل رئيس، على الجدران، وهي مناسبة لغرفة الأولاد والبنات على السواء.
إثراء ملمس الديكور
الجدير بالذكر أن كلّاً من ورق الحائط وملصقات الجدران يعرف شعبيّةً في غرف نوم الأطفال راهناً، ويوظّف في إطار إثراء ملمس الديكور وإضافة الجاذبيّة إليه. في هذا الإطار، تنصح المصمّمة بكساء الجدار المركزي في كلّ غرفة بورق الجدران، واشتقاق الألوان الواضحة فيه، للاستخدام في عناصر أخرى في الفضاء المعماري المذكور. وتقول إن ما تقدّم يمثّل صيغة في العمل تتبعها.
مساحة الطفل متعدّدة الوظائف
العمليّة، صفة ملازمة للتصميم الناجح الخاصّ بغرف نوم الأولاد والبنات في سنّ المدرسة؛ في هذا السياق تقول المصمّمة إنّها تولي أهمّيةً لجعل المساحات المذكورة متعدّدة المناطق والوظائف (النوم والدرس واللعب أو الاسترخاء)، مع جعل كل منطقة مصمّمة تؤدي أدوارها على أكمل وجه، والحرص على تعدّد أماكن التخزين فيها، فهذا العامل أساسي.
إذا كانت مساحات الأطفال صغيرة حجماً، فإن وظيفة التخزين تدمج بالأسرّة، كما هي المناضد الجانبيّة متعدّدة الأدراج، مع وضع مقعد واحد عند مؤخرة كلّ سرير، على أن يزوّد مكان الجلوس بمكان صالح لحفظ الأغراض والمتعلّقات.
في مناطق الدراسة، تستخدم مكاتب مزوّدة بفراغات لتخبئة الحاجيات، وأرفف جدارية. وفي كلّ منطقة من مناطق اللعب أو الاسترخاء، يناسب حضور الكرسي الوثير المشابه شكله لكيس الحبوب، ومكان لتخزين الألعاب والكتب.المتحدة)
8 نصائح عامّة لديكورات غرفة الطفل
تدعو المصمّمة دانيا فرحات إلى الالتزام بالقواعد العامّة الآتية المتعلّقة بديكورات غرف نوم الأطفال، في سنّ المدرسة:
1 اختيار نظام ألوان محايد، علماً أنّه من المُمكن تبديل الإكسسوارات والتشكيلات التصميميّة مع تقدّم الصغار في السنّ، والتغيّر الطارئ على أسلوبهم وتفضيلاتهم.
2 في إطار سيكولوجيّة الألوان، يُنصح بتجنب استخدام الأحمر والبرتقالي في غرفة النوم، لأن اللونين المذكورين محفّزان، وقد يجعلا شاغلي الغرف الصغار مستنفرين وسريعي الاهتياج. بالمقابل، يبدو اللونان المذكوران أكثر ملاءمةً لغرفة اللعب.
3 تكبير الإفادة من المساحة المتاحة في كلّ غرفة عن طريق جعلها متعدّدة المناطق ذات الوظائف المختلفة، كما استغلال الحائط. أضف إلى ذلك، يصحّ استخدام الأثاث المتعدد الوظائف والمزوّد بأمكنة للتخزين.
4 لجعل الغرف تبدو أكبر ممّا هي عليه، من الناحية النظريّة، يصحّ توظيف الألوان الفاتحة في الديكورات، مع وضع المرايا في الجانب الآخر للنوافذ وإسدال الستائر من أعلى الأسقف.
5 كلّما كبرت مساحة التخزين في الغرف، أمسى تنظيفها أكثر سهولةً.
6 استخدام الكتب والألعاب في تزيين خزائن الملابس ومناضد الأسرّة الجانبيّة.
7 جعل الإضاءة متعدّدة المستويات عن طريق مخفّت الإضاءة (ديمر)، وذلك لخلق جوّ مريح.
8 تغطية الأرضيّات بالبسط لإثراء ملمس الديكور، كما ربط أجزاء الغرف ببعضها البعض، والتخفيف من الضوضاء.
تفضيلات البنات للألوان الزاهية
في دراسة صادرة عن قسم رعاية الطفل والتنمية، بجامعة ولاية كاليفورنيا، وفي إطار التحقّق من ارتباط الأطفال العاطفي بالألوان، كان سُئل ستّون طفلاً (ثلاثون ولداً وثلاثون بنتاً)، في أعمار تتراوح بين الخمسة أعوام والسادسة والنصف عن لونهم المفضل. ثمّ، عرضت على عيّنة الدراسة، تسعة ألوان مختلفة، الواحد تلو الآخر، وفي ترتيب عشوائي، مع سؤال كلّ منهم: ما هو شعورك تجاه اللون؟
اللافت أن ردود أفعال الأطفال كانت إيجابيّة تجاه الألوان الزاهية، مثل: الزهري والأزرق والأحمر، وسلبيّة تجاه الألوان الداكنة، مثل: البنّي والأسود والرمادي. وكانت ردود أفعال الأطفال العاطفية تجاه الألوان الزاهية إيجابيّة بشكل متزايد مع التقدم في العمر، مع إظهار البنات على وجه الخصوص تفضيلاً للألوان الأكثر إشراقاً، ونفوراً من الألوان الداكنة. بالمقابل، كان الأولاد أكثر عرضة مقارنة بالبنات لأن يكون لديهم ارتباطات عاطفية إيجابية مع الألوان الداكنة.
كانت الدراسة ناقشت المصادر المحتملة لمفاهيم المشاعر اللونية للأطفال، مثل: التجارب المتعلقة بالنوع الاجتماعي والتجارب الشخصيّة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر