باريس ـ مارينا منصف
كُشف أخيرًا عن الطريق "الأغلى على مستوى العالم"، والمعروف بشكل رسمي "المكان الأروع"، فعندما تطأ قدماك قصر "Belle Epoque" أو "الحقبة الجميلة" في فرنسا، يكمن تحت قدميك الملايين من زجاجات الشمبانيا المعتقة ، في حين أعلاه ستشعر وكأنك تحيي أجواء فيلم درامي ؛ على خلفية من الساحات المشذبة و المحافظة بشكل لا مثيل له على طراز المنازل والقصور من القرن 18 و 19 لمنتجي الشمبانيا الرائدة في فرنسا، إنها تشبه استوديوهات يونيفرسال، ولكن من دون صخب.
وحصل الشارع على حيوية كبيرة، عندما أعادت بيريه جويت افتتاح قصر "الحقبة الجميلة" التاريخي وإنفاق عدة ملايين من الجنيهات، بعد سنتين من التجديد ليتّسع إلى نحو 150 ضيفًا، أعيد تصميمه بالكامل من قبل المؤسسة الهندسة المعمارية والديكور الداخلي "غايا ديزاين"، والتي يوجد مقرها في باريس ، وقد تم إرجاع القصر المكوّن من طابقين، وتجديده على طراز أواخر القرن الثامن عشر إلى هيكله الأصلي، بهدف الحصول على تجربة أفضل عن التراث العلامة التجارية التي يبلغ عمرها 200 سنة والتمعن بروية في شغف العائلة المؤسسة للنبيذ والفن والطبيعة.
وقد يكون قصر "Belle Epoque" واحد من العديد من القصور الكبرى الموجودة على طول هذا الطريق، ولكن عدد قليل يمكنه يحتفي بحقبة الفن الحديث هذه- يمتلك هذا القصر أكبر مجموعة للتراث الحديث ذي الجودة العالية من "متحف الفن الفرنسي " في أوروبا، كان هذا القصر بمثابة كنز لا يصدق ، وهو يتميّز في حاوياه الأثاث والإضاءة والفن الذي كُلف المهندسين المعماريين بتكريم هذا الحدث بحضورهم افتتاح هذا التجديد.
وأوضح لونفين أنّه "أجرينا الكثير من الأبحاث لاستعادة القصر إلى حالته التاريخية، وإزالة الدرج المركزي وإعادة الضوء الطبيعي إلى الطابق الأول"، كما أضاف "لقد درسنا أيضا الفن الرائج أبان هذه الفترة للتأكد من أن البهو من الفسيفساء واللوحات الجدارية الزخرفية والأفاريز هي حقيقية"، والنتيجة هي عرض غير عادي للأثاث الرائع والمنحوت يدويًا بشكل لا مثيل له، والإضاءة البرونزية والمنحوتات التي تنتقل من خلال الأسرة، فجاءت الديكورات الداخلية مليئة بالضوء ومفعمة بالحياة مع منحنيات التصاميم الخاصة بحركة الفن آنذاك، وأشكال الزخارف النباتية؛ التي بنيت حديثًا والمحاكة باليد، وسجاد تاي بينغ تطؤه بقدميك إلى ورق الحائط والستائر الحريرية المستنسخة من المطبوعات الأرشيفية، استخدم أتيليه فيليب كودراي 1.100 متر من القماش و 270 متر من الفرانشات من بريل، فيريل دي بيلفال وتشارلز برغر لصنع ستائر النوافذ والأسرة لعدد ست غرف ضيوف في الطابق العلوي.
ويشمل القصر كذلك على روائع أخرى، في صالون مارغوريل المجاور "الذي سمي على اسم لويس الذي زين الأثاث من الزان المنحوت لهذه الغرفة"، تجد لوحة سيراميك من تولوز لوتريك تصور مطربة الملهى إيفيت غيلبرت، و مزهرية من الكريستال" سيفر" التي حصل عليها الفنان فرانسوا روبرت كارابين من رئيس فرنسا، ولكن القصر أقرب ما يكون إلى معرض عن متحف، وقد كفل المدير الإبداعي أكسيل دي بوفنت على أن يكون قصر "Belle Epoque" له علاقة مع المصممين والفنانين الذين يحتضنان العالم النباتي الشائع في القرن الحادي والعشرون، "لقد ورثنا مجموعة مذهلة ولكن نريد أيضا بناء إرث للأجيال القادمة من خلال تكليف المصممين المعاصرين جدا، الذين أنشأوا حوارا مع الماضي والحاضر من خلال هذا القصر".
وقصر "الحقبة الجميلة" ليس مفتوحًا للجميع، وإنما للمدعوين فقط، خلاف ذلك، يمكن الإقامة بين أسطورة الجمال هذه والتحفة الفنية الجديدة مقابلة 100,000 يورو " 88,000 جنيه إسترليني تقريبا" تتضمن تذوق نوع ميز من خمور "Cuvée".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر