روما - ليليان ضاهر
أكدت والدة الطالب الإيطالي الذي تعرض للتعذيب حتى الموت في مصر، جوليو رجيني، للبرلمان الإيطالي أنها تعرفت على أنف ابنها فقط عند رؤية جثته، وسط تزايد الغضب من تعامل القاهرة مع التحقيق في مقتل الشاب البالغ من العمر 28 عامًا، وفي الوقت الذي يتوقع فيه من مسؤولي الشرطة المصرية تقديم الأدلة الرئيسية لنظرائهم الإيطاليين في نيسان/أبريل المقبل.
وذكر رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشيوخ الإيطالي، لويجي مانكوني، أنه إذا فشلت القاهرة في القيام بذلك، يجب على إيطاليا أن تفكر في استدعاء سفيرها للتشاور، وأشار وزير الخارجية الإيطالي، أنجلينو ألفانو، أن مصر وافقت على توسيع نطاق التحقيق بعد ضغوط من روما.
وشككت الحكومة الإيطالية، الأسبوع الماضي، في ادعاءات القاهرة بأنها حددت عصابة إجرامية ارتبطت بمقتل رجيني، بعد اعتقال أربعة من أفرادها، كل منهم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بزعيم العصابة الذي قتل إثر تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، وكذلك العثور على جواز سفر الطالب الذي تخرج من جامعة كامبريدج في إحدى الشقق المملوكة لهم، وذكرت الشرطة المصرية أنها تعتقد أن ريجيني وقع ضحية لهذه العصابة والتي كانت تأمل بإجباره على إفراغ حسابه المصرفي.
وتحدثت وسائل إعلام إيطالية ومصادر دبلوماسية غربية في القاهرة عن وجود شكوك بأن الأجهزة الأمنية المصرية كانت وراء اغتيال الشاب الإيطالي والذي وجدث جثته مشوهة بعد تسعة أيام من اختفائها في 25 كانون الثاني/يناير الماضي، وتحدثت والدته باولا ريجيني "لن أقول لكم ماذا فعلوا له، لكني تعرفت عليه فقط من خلال أنفه في ما كانت بقية جثته مشوهة بالكامل حتى إنها لا تشبه جوليو"، وأوضحت أنها التقطت صورة لجثته المشوهة وهي على استعداد لنشرها إذا استمرت القاهرة في رفض تسليم نتائج التحقيق إلى الشرطة الإيطالية.
وتابعت "ما يعذبني هو فكرة أنه في أول ضربة تلقاها علم أن حياته انتهت، فقد كان يمتلك كل المعرفة والثقافة والذكاء كي يعرف أنه على وشك الموت، وقد رأيت على وجهه كل مصائب العالم، ولم نشاهد تعذيبًا مثل هذا منذ عهد مناهضة الفاشية"، وكان ريجيني يدعم الحركات العمالية في مصر وهو موضوع حساس ويكتب مقالات تنتقد الحكومة تحت اسم مستعار.
ورفضت روما كل القصص التي وضعتها مصر، بما في ذلك المزاعم السابقة بأن الطالب كان يعمل جاسوسًا، وهو اتهام نفته والدته بشراسة، وقالت محامية العائلة اليساندرا بالريني "يحب على المحققين المصريين أن يجمعوا كل ما هو مفقود بما في ذلك سجلات الهاتف والبيانات التي جمعت من مواقع الخلية في المنطقة ولقطات فيديو الأمن من مكان قريب من المترو حيث اختفى والمنطقة التي عثر على جثته فيها"، وأضافت والدته نحن لا نعرف ماذا كان يرتدي جوليو عند اكتشاف الجثة، ونريد معلومات أكثر عن العصابة وجواز السفر وكيف حصلت عليه أيضًا"، وتابع مانكوني أنه إذا لم تسلم القاهرة كل المعلومات فإن وزارة الخارجية الإيطالية ستعلن مصر دولة غير آمنة، الأمر الذي من دون شك سيؤثر على الكثير من أعداد السياح الذين لا يستهان بهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر