أدانت المرشحة الرئاسية في الانتخابات الأميركية المقبلة هيلاري كلينتون، حركة المقاطعة المعادية "لإسرائيل" في خطاب أرسلته إلى الملياردير حاييم سابان مؤيد منذ فترة طويلة وقطب هوليوود والعشرات من زعماء اليهود الآخرين.
وكتبت المرشحة الأوفر حظا في السباق للفوز بترشيح "الحزب الديمقراطي" للرئاسة كلينتون، إلى سابان لطلب نصيحته حول "كيف يمكن للقادة والمجتمعات في جميع أنحاء أميركا العمل معًا لمواجهة الحملة"، وأعربت عن الرأي المدعي أن "الحملة تسعى إلى معاقبة إسرائيل وتملي على الإسرائيليين والفلسطينيين طريقة حل القضايا الأساسية للنزاع بينهما".
وتسعى المقاطعة، التي تقودها جماعات الدعوة الفلسطينية الذين يدعون أن "إسرائيل" تشبه الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، إلى سحب الاستثمارات وفرض العقوبات وإلى مقاطعة الشركات التي تتعامل في "إسرائيل" وتشجيع المنظمات والمؤسسات لتصفية أعمالهم من البلاد حتى ينتهي ما يسمونه "احتلال إسرائيل واستعمارها لكل الأراضي العربية".
وأفادت كلينتون في الرسالة المؤرخة بتاريخ 2 تموز / يوليو، "حملة المقاطعة غير مثمرة في السعي إلى تحقيق السلام وضارة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، فضلًا عن العودة إلى الكفاح ضد محاولات أخرى لعزل ونزع الشرعية عن إسرائيل".
واستبعدت كلينتون، خلال خطابها الذي أرسلته إلى حاييم سابان، محاولة المساواة بين "إسرائيل" ونظام الفصل العنصري، الذي كان متبعًا في جنوب أفريقيا، لافتة إلى أن أي حركة مقاطعة هي محاولة لوضع حل أحادي الجانب للصراع الفلسطيني "الإسرائيلي".
وأشارت كلينتون إلى إمكانية توحيد القوى لمواجهة الجهود الرامية لفرض العزلة على "إسرائيل"، من خلال وقف التبادل التجاري والحركة التعليمية معها.
وأكدت كلينتون في تصريح لها الأحد أنها ستكون "صديقًا أفضل من الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما لإسرائيل، في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية".
وأثنى أحد أبرز المؤيدين الديمقراطيين الأميركيين لـ "إسرائيل" هارون كياك، على خطاب كلينتون، مفيدًا "حركة المقاطعة ليست مناهضة للاستيطان أو معادية لإسرائيل فقط، فهي تقوم أساسًا على أيديولوجية معادية للسامية، ويفضل الحديث عن ما هي أفضل طريقة للتوصل إلى حل الدولتين ولكن لن يكون هناك سلام طالما أن الجانب الآخر لا يعترف بحق إسرائيل الأساسي في الوجود".
وأعرب عن أمله في أن هذه الرسالة ستمنع هذا النوع من الإفراط في الهجمات من الجمهوريين، مضيفًا "إنها بطريقة أو بأخرى مضادة لإسرائيل".
وأوضح الباحث الفلسطيني الأميركي، مدير الحملة الأميركية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي يوسف منير، لصحيفة "الغارديان" في حديثه عن الموضوع، "أظهرت هيلاري كلينتون مجددا أنها مخلوق من واشنطن بعيدة كل البعد عن القاعدة التدريجية لحزبها".
ومن ناحية أخرى، أفاد المدير التنفيذي للجنة الطوارئ لإسرائيل نوح بولاك، أن خطاب كلينتون يحمل "أخبارًا سارة" ولكن لا يزال متشكك في حسن نيتها بشأن هذه المسألة، وذهب إلى التحذير "إنها لن تؤخذ على محمل الجد كمرشح مؤيد لإسرائيل إذا كانت ستدعم صفقة أوباما لإيران".
ويمثل خطاب كلينتون واحدًا من أكثر البيانات التفصيلية حول أية مسألة تتعلق بالسياسة الخارجية منذ الإعلان عن خططها لخوض انتخابات الرئاسة في أبريل / نيسان الماضي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر