ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي رئيس حزب الجمهوريين، "على الأرجح سيخرج خاسرا من الانتخابات المحلية" التي تشهد فرنسا جولتها الثانية الأحد، لاسيما بعد تحقيق اليمين المتطرف نتائج قياسية في الجولة الأولى، ليس هذا فحسب بل سيتم إطاحة ساركوزي من رئاسة الحزب أيضا، بعد أن أصبح "شخصا غير مرغوب فيه" داخل حزبه.
تضيف الصحيفة، في تقرير لها، أن أعضاء الحزب يفضلون لو أن الرئيس السابق يبتعد عن حملتهم حتى يستطيعوا التفوق على اليمينية المتطرفة "مارين لو بان" والتي حققت انتصارا كاسحا في الجولة الأولى.
واعتبرت "إندبندنت" أن تراجع شعبية ساركوزي تعكس تداعيات مزعجة على المدى الطويل لزيادة دعم اليمين المتطرف بقيادة حزب "الجبهة الوطنية"، ومع ذلك، أشارت استطلاعات للرأي في الأيام الأخيرة، أن نتائج الثلاثة سباقات الرئيسية ستكون متقاربة، وأغلب الظن لن تستطع الجبهة الوطنية تحقيق طموحها المتعلق بحكم منطقة فرنسية لأول مرة.
رئيس الوزراء مانويل فالس، رئيس الحكومة الوطنية الاشتراكية، قال: "لقد وصلنا إلى لحظة تاريخية" في الفترة التي سبقت ذهاب المصوتين إلى صناديق الاقتراع في عطلة نهاية الأسبوع، مشيرا إلى أن انتصار اليمينيين يمكن أن يؤدي إلى "حرب أهلية" في فرنسا.
حتى لو فشلت السيدة لوبان، سيظل اليمينيون محققين علامة فارقة في تلك الانتخابات. الحزب، الذي يزعم أنه خفف من حدة أصوله المعادية للسامية والعنصرية، يهدد الآن بحل محل يمين الوسط باعتباره واحدا من القوتين الرئيسيتين في السياسة الفرنسية.
وقال جان كريستوف لاغارد، زعيم حزب الوسط "UDI": "كلما تحدثنا بلغة صعبة أكثر أعطينا مصداقية للأطروحات السخيفة من اليمين المتطرف، فأجراس الخطر تدق بالفعل".
إن صعود حزب اليمين المتطرف، يضاعف من احتمالات فوز الرئيس الاشتراكي الحالي الذي لا يحظى بشعبية، فرانسوا هولاند. فرنسا لديها الآن ثلاثة قوى سياسية متساوية تقريبا: يسار الوسط، واليمين الوسط، واليمين المتطرف، وهذه ليست الحالة التي يمكن أن تستمر.
وتسمح الانتخابات المحلية والبرلمانية بنظام التسامح وتعدد الأحزاب والتحالفات، على عكس الانتخابات الرئاسية، حيث إن مرشحين اثنين فقط يصلان إلى الجولة الثانية منها.
يبدو أن لوبان تأكدت من بلوغ الدور الثاني في مايو 2017، إنما في الوقت الحاضر، يبدو أن منافستها في الدور الثاني قد تكون للسيد هولاند بدلا من ساركوزي أو مرشح آخر من اليمين الوسط.
وأنبأت نتائج الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي أيضا برفض لاذع لحزب الاشتراكيين الحاكم، وخصوصا في المعاقل السابقة لليسار في الشمال الغربي والمناطق الصناعية القديمة في الشمال الشرقي. وقد مثلت النتائج كارثة تاريخية ليمين الوسط، القوة التي حكمت فرنسا لأكثر من نصف السنوات الـ 70 الماضية.
جاءت السيدة لوبان لأول مرة في الجولة الافتتاحية في واحدة من المناطق - نور-با-دو-كاليه-بيكاردي، بأكثر من 40% من الأصوات، في حين أن ابنة أخيها ماريون ماريشال لوبان تصدرت التصويت في مناطق أخرى، وهي منطقة رئيسية في الجنوب الشرقي تتضمن ساحل الريفيرا، وتدعى بروفنس ألب كوت دازور.
في هذه الحالة، سوف يعلن ساركوزي انتصاره، ولكن العديد من كبار الشخصيات في حزبه، لن ينخدعوا مرة أخرى. حالما يتم الإعلان عن النتائج هذه الليلة، ستبدأ حملة انتخابية أخرى لاختيار مرشح رئاسي لليمين الوسطي.
ودُمرت فرص فوز ساركوزي بجدارة، ولكن يخشى زعماء يمين الوسط أن أي مرشح آخر، على الأرجح رئيس الوزراء السابق، آلان غوبيه، يمكن أن ينسحق أمام طوفان اليمين المتطرف.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر