كشفت تقارير صحافية أنّ رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، يعتزم تكليف الجيش بالقضاء على قادة تنظيم "داعش" الذين كانوا العقل المدبر لهجمات باريس، في حال وافق مجلس النواب على شن الضربات الجوية هذا الأسبوع.
وأوضح رئيس الوزراء لقادة سلاح الجو الملكي البريطاني، أن عليهم استهداف هؤلاء الذين على رأس وحدة "الهجمات الدولية"، والذين كانوا وراء مذبحة تشرين الثاني/نوفمبر، ويخططون الآن لهجوم على بريطانيا.
وتتضمن الضربات الجوية، التي يمكن أن تتم في غضون ساعات فور تمرير قرار القصف، هجمات جوية ضد مخابئ قيادة "داعش" في الرقة، العاصمة المزعومة للتنظيم، في محاولة للقضاء على ما يدعوه كاميرون "رئيس الثعبان" للتنظيم المتطرف.
وحذر وزير الدفاع مايكل فالون من أن الخطر الذي يهدد بريطانيا من قبل "داعش" يعتبر قويًا، وأن مجزرة على غرار باريس قد تحدث بسهولة في لندن.
ومن المتوقع أن يصوت البرلمان على تمديد الضربات الجوية من العراق لسورية هذا الأسبوع.
والقرار المفترض أن يطرح الأربعاء، سيعلن بشكل واضح أنه لن يتم نشر قوات برية كجزء من العملية العسكرية.
وستستخدم القوات الجوية الصاروخ عالي الدقة الذي تبلغ تكلفته 100 ألف إسترليني، وكان يستخدم على نطاق واسع في ليبيا وأصاب تقريبا 99% من أهدافه.
كما يمكن للأسلحة أن تستهدف المناطق المبنية والأهداف التي تتحرك بسرعة من ارتفاع 20 ألف قدم، ولكن أيضا تحد من الخسائر البشرية نظرا للرؤوس الحربية شديدة التركيز، مما يقلل من الشظايا.
وأوضح كاميرون متحدثا إلى رؤساء حكومات "الكومنولث" في مالطا، أنه كان هناك "حجة مقنعة" للحرب. وبيّن "ظللنا نعمل في العراق حتى قلصنا أراضي التنظيم المتطرف، وسنفعل المثل في سورية، حجتي هي أننا لا يمكن أن ننتظر التوصل إلى حل سياسي، علينا أن نبدأ العمل الآن للحفاظ على بلدنا وشعبنا وباقي الشعوب الأوروبية".
وأشار إلى أن ما يقرب من 100 من نواب حزب العمال يعتزمون دعم الحكومة في التصويت، في حين أنه يعتقد أن عدد المحافظين الذين يخططون للتصويت ضد العمل العسكري سينخفض إلى واحد تقريبا.
ويأمل كاميرون في أن عدد أنصار حزب العمال سيرتفع إلى 115، إذ فوض فالون وفيليب هاموند، لإطلاع نواب الحزب على حيثيات القرار في سلسلة لقاءات فردية، في محاولة لكسب تأييدهم.
وأوضح جيريمي كوربين في وضوح أنه لا يمكن أن يدعم الضربات الجوية لسلاح الجو الملكي البريطاني في سورية، فيما يتعرض لضغوط لإجراء انتخابات حرة بعد مواجهة رد فعل عنيف من حكومة الظل التابعة له.
ولفت زعيم حزب العمال إلى أنه لم يقرر ما إذا كان سيسمح بانتخابات حرة، على الرغم من أن نائبه توم واتسون ووزير خارجية الظل هيلاري بن كشفا عن رأيهما.
كما يواجه كوربين "قتال حتى الموت" في الانتخابات الفرعية في أولدهام الغربية الخميس، مما قد يعني نهاية قيادته للحزب بعد عشرة أسابيع فقط.
وأبرز فالون أنه يحترم وجهات نظر زعيم حزب العمل، ولكنه أكد أن القوة ضرورية لهزيمة تهديد "داعش". وأبرز "هؤلاء لا يمكنك التفاوض معهم، التعامل معهم فقط بالقوة".
وأوضح أن الحملة ضد التنظيم المتشدد ستكون طويلة، ولكنه أكد استبعاد خيار إرسال قوات برية مقاتلة.
وتابع أنّ قوات الأمن في بريطانيا تعمل لمكافحة التهديد المتطرف، لكنه قال إن هناك هجومًا محتملًا مثل الذي شهدته باريس وبروكسل، لا يمكن استبعاده في المدن الرئيسية في البلاد.
وأضاف "التهديد من داعش قوي، كما كان حقيقيا في باريس وبروكسل".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر