برلين ـ جورج كرم
وصلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إلى هامبورغ، مساء الخميس، لحضور قمة مجموعة العشرين، برفقة زوجها فيليب، ومستشارها فيليب هاموند، وتعد القمة أول اجتماع دولي رئيسي لماي منذ فشلها في الحصول على أغلبية شاملة في الانتخابات العامة التي جرت الشهر الماضي.
ولفت ابن رئيس الوزراء الكندي، جوستين ترودو، الانتباه، في وقت سابق، حيث قاد رئيس الوزراء الكندي وصول زعماء العالم لحضور قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، ونزل ترودو، 45 عامًا، سلالم طائرته مع زوجته صوفي، 42 عامًا، التي تقف جانبه وبرفقة ابنه هادريان 3 أعوام الذي يتأرجح بينهما، وفي مكان آخر في هامبورغ، خرجت شرطة مكافحة الشغب إلى الشوارع لمواجهة المظاهرات الضخمة التي يخطط لها نشطاء يساريون.
و اجتذب زعيم الحزب الليبرالي الكندي الكثير من الاهتمام لمظهره الجيد، وأعلن نجما البوب شاكيرا وفاريل وليامز، يوم الأربعاء، أنهما سينضمان إلى أول مهرجان للمواطنين العالميين في أوروبا لدفع القادة إلى إنهاء الفقر المدقع، وقالت شاكيرا إن الحفلة ستضغط على الحكومات للالتزام بأهداف التنمية المستدامة التي تدعمها الأمم المتحدة والتي تهدف إلى إنهاء أسوأ أشكال الفقر بحلول عام 2030.
وأضافت شاكيرا، "بكوننا مشاركين في مهرجان المواطن العالمي، أعتقد أنه يمكن أن نكون الجيل الأول الذي يؤكد على حصول الأطفال في كل مكان على التعليم الجيد والرعاية الصحية والتغذية السليمة لكسر حلقة الفقر التي لا يزال يقبع بداخلها الملايين من الناس"، وأوضح وليامز أن "الجيل المقبل يستحق مستقبل أفضل. دعونا نتأكد من أن قادتنا يوفرون الموارد اللازمة لتجنب الملايين من الفقر المدقع في جميع أنحاء العالم"
وتأتي رسالة القمة في وقت يحاول فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب نداء قويا للمساعدة الخارجية واقترح تخفيضات كبيرة في المساعدات لوضع "أميركا أولا"، وتوزع حفلة المواطن العالمية تذاكرها مجانا إلى المؤيدين ممن يتعهدون باتخاذ الإجراءات التي تشمل الكتابة إلى قادتهم بدعم المساعدات الأجنبية، كما توسع المهرجان في نوفمبر إلى الهند، حيث خرج 80 ألف من المشجعين في مومباي لحضور حفلات فنانين من بينهم "كولدبلاي" و مغني الراب "جايز"، كما عرضت طبعة هامبورغ، بثًا مباشرًا على "يوتيوب"، نجوم ألمانيين كبار، بما في ذلك أندرياس بوراني و هربرت غرونيمير، ويبلغ متوسط الدخل لأكثر من 10% من الناس في العالم 1.90 دولار أو أقل كل يوم في عام 2013، على الرغم من أن تلك الإحصائيات قد انخفضت بنسبة 25 نقطة مئوية منذ عام 1990 وسط جهود عالمية منسقة، وفقا لإحصائيات البنك الدولي، وكان ترودو أول زعيم يصل إلى القمة التي تستمر يومين والتي من المحتمل أن تكون الأكثر حدة منذ سنوات مع وجود خلافات تتراوح بين الحروب وتغير المناخ والتجارة العالمية.
وسيحضر الاجتماع، الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين الروسي وشي جين بينغ الصيني وقادة آخرين ، وقد يتلاشى هذا الاجتماع بفعل الاحتجاجات، وبعد فترة وجيزة من وصول ترودو، وصل دونالد ترامب لأول اجتماع لمجموعة العشرين له مع زوجته ميلانيا، وفي وقت سابق من اليوم كان الرئيس في بولندا، حيث بدا أخيرا أن يغضب من روسيا إزاء "أنشطتها المزعزعة للاستقرار في أوكرانيا" و "دعم الأنظمة العدائية بما في ذلك سورية وإيران"، وحث ترامب حكومة بوتين على الانضمام إلى الولايات المتحدة وحلفائها في مكافحة التطرف العنيف، بيد انه رفض إعلان اختراق الانتخابات العام الماضي في الولايات المتحدة من قبل الكرملين.
ورحب عمدة هامبورغ، أولاف شولز، برئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، وفي الشهور الأخيرة واجه زوما انتقادات من زعماء العالم وشعبه بعد أزمة اقتصادية متفاقمة في بلاده، وفي أبريل/نيسان الماضي احتج عشرات الآلاف من مواطني جنوب أفريقيا للمطالبة باستقالة الرئيس بعد أن رفض وزير المالية برافين جوردهان خفض وكالة تصنيف كبرى ثانية لتصنيف الحكومة السيادي للائتمان إلى وضع غير مرغوب فيه.
واستعدت المدينة الألمانية لاحتجاج عنيف بعنوان "مرحبا بكم في الجحيم" بعد أن استخدمت شرطة مكافحة الشغب مدفع المياه ورذاذ الفلفل لتخليص معسكر الاحتجاج غير المصرح به يوم الثلاثاء، مما اسفر عن إصابة 5 أشخاص وجلب المخاوف من مزيد من المتاعب في المدينة الساحلية الشمالية من هامبورغ، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 100 ألف متظاهر قبل القمة وخلالها، تستضيف المدينة الثانية فى ألمانيا أكبر اجتماع دولي لها ونشرت حوالى 20 ألف شرطي حول مواقع الحدث.
وتأمل السيدة ميركل في إبقاء الأمور تحت السيطرة داخل مركز مؤتمرات المدينة حيث تعقد القمة، ومن المتوقّع أن يكون البحث عن حل توافقي صعبًا مع الضيوف بمن فيهم الرؤساء الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، وقالت السيدة ميركل إن القادة سيعالجون تنظيم الأسواق المالية ومحاربة التطرّف والأوبئة ومكافحة تغير المناخ، من بين قضايا أخرى، وأن "حرية التجارة القائمة على القواعد والتجارة العادلة" ستكون قضية هامة.
وأوضحت ميركل أنّه "يمكنك أن تتخيل أنه سيكون هناك مناقشات لن تكون سهلة، ويمكن أن تكون العولمة حالة مربحة للجانبين، لا يتحتم ألا يكون دائما هناك فائزين وخاسرين"، وفي أعقاب قرار السيد ترامب الأخير بالانسحاب من اتفاق باريس الذي يحارب تغير المناخ، فإن المعركة ضد الاحتراز العالمي تعد اهتمام بارز في المناقشات التي ستجري في القمة"، وقد رفضت السيدة ميركل دعوات البعض من أجل الدفع ببيان قوي عن "G19" - بدون الولايات المتحدة - بشأن تغير المناخ، وأفاد تشو قوانغ ياو نائب وزير المال الصيني للصحافيين يوم الخميس، بأن بكين لم تؤيد أيضا، وبيّن أنّ "السياسات التي تنتجها مجموعة العشرين يجب أن تكون بتوافق جميع الدول الأعضاء، لا ينبغي استبعاد أحد، الصين سوف تعزز بقوة سياساتها اتخاذ المزيد من التدابير ضد تغير المناخ"، وقد تم تجهيز الضباط بتعزيزات مكافحة الشغب والعربات المدرعة والطائرات العمودية وطائرات المراقبة بدون طيار. وأنشئ مركز احتجاز للمحتجزين يتسع ل 400 شخص، ويوجد قضاة احتجاز.
وقد تم الاعلان عن حوالى 30 مظاهرة قبل الاجتماع وخلاله نظمه نشطاء مناهضون للعولمة وعلماء البيئة ونقابات عمال وطلاب، وتقوم الشرطة أيضا بالتحقيق في حريق أضرم في محل توكيل سيارة بورش حيث اشتعلت النيران في 8 سيارات فاخرة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر