واشنطن ـ يوسف مكي
يتعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب للانتقاد أحيانًا بسبب عطلاته المتكررة من أجل لعب الغولف، بينما نظيره الروسي فلاديمير بوتين سعى إلى التباهي بمؤهلاته الرجولية من خلال الكشف عما فعل في إجازته الماضية، وتلك المرة حرص الرئيس الروسي على أن ينتشر خبر ذهابه للصيد، ولم ينتظر هادئًا بجانب الضفة ممسكًا عصا بها خيط، وإنما غطس في البحيرة السيبيرية، وطارد سمكة الكراكي لساعتين تحت الماء، ثم أمسكها باستخدام البندقية ذات الرمح.
وكشف بوتين عن صدره العاري بينما كان يصيد، تلك المرة باستخدام الصنارة، بجانب وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، الذي كشف أيضًا عن صدره العاري، وبالطبع أرسلت الصور والفيديوهات لاحقًا للإعلام، وصرح المتحدث الرسمي الرئاسي لقناة الحكومة الروسية "تاس" إنها كانت عطلة قصيرة للغاية ولكنها مليئة بالأحداث، وأضاف أن بوتين أمسك سمكة الكراكي، وهي سمكة متوحشة تمتلك أسنانًا حادة كالموس، بعد أن ارتدى بدلة الغطس والسنوركل وبدأ في الصيد بالرمح، مع استخدام كاميرا احترافية لتصوير مغامرته تحت الماء، فيقول "لقد صور لقطات متميزة أثناء صيد سمكة الكراكي، فهو طاردها لساعتين قبل أن يتمكن من إصابتها أخيرًا".
ويبدو أن الصيد بالرمح أحدث نشاط في سلسلة من الأنشطة المصممة لإظهار بوتين في صورة الرجل القوي أمام الشعب الروسي، لقد صُوِر سابقًا يركب حصانًا خلال السهول الروسية وهو عار الصدر، يغلب خصمه في الجودو، وينقذ حياة طاقم عمل ببرنامج تليفزيوني عن طريق إطلاق سهم مخدر على نمر متوحش كان يهجم على طاقم العمل، ولكن قيل لاحقًا إن النمر "المتوحش" أخذ من حديقة حيوان ليمثل جزءًا في دعاية إعلامية، ومن الجلي أن بوتين ينظر لإجازته الأخيرة باعتبارها وسيلة للدعاية، لقد اُلتقطت صوره أيضًا أثناء السباحة والتجديف خلال المياه القوية في جنوب سيبيريا.
وتظهر السعادة بمثل تلك الصور على النقيض التام لما حدث بخصوص إجازة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ اُنتُقِد لترك البيت الأبيض لمدة 17 يومًا، ليقيم في نادي الغولف الذي يمتلكه في ولاية نيو جيرسي، واستغرقت تلك الإجازة الصيفية ضعف المدة التي استغرقتها إجازة باراك أوباما خلال عامه الأول في المنصب، بالرغم من انتقاد ترامب الدائم لسلفه لأخذه الكثير من الإجازات، وأيضًا قد تباهى كثيرًا بأنه سيبذل الكثير من الجهد لخدمة الشعب الأميركي، معلنًا خلال حملة الدعاية في نيوهامبشير: "سأقضي كل الوقت في البيت الأبيض وأرهق نفسي في العمل لتحقيق صفقات رائعة"، كما كتب في كتابه عام 2004: "لا تأخذ إجازات، إذا كنت لا تستمتع بعملك، فأنت في المكان الخطا"، حتى إنه أخبر مقدم البرامج لاري كينج أن: "معظم الناس الذين يراهم ناجحين لا يأخذون إجازات".
وحسبت صحيفة الواشنطن بوست أن أيام الإجازة التي أخذها ترامب فاقت ثلاث مرات أيام الإجازة التي استمتع بها أوباما في ذات المرحلة من توليه المنصب، بالرغم من أن المساعدين الرئاسيين قالوا إن إجازته الأخيرة كانت بحكم الضرورة لأن البيت الأبيض أخلي من الموظفين لإجراء بعض أعمال الصيانة.
ووقع ولع ترامب بالغولف تحت الفحص الدقيق من قبل، بعد أن قدم مدير الإعلام المقال أنثوني سكاراموتشي تصريحات للمراسلين إن الرئيس لا يسجل غير ضربات المبتدئين، وفي تقارير البيت الأبيض عن التصريحات، أصبحت التصريحات عن مهارته أكثر إبهارًا، وهو ما لم يكن واضحًا إن كانت غلطة كتابية بسيطة أم محاولة متعمدة لتحسين صورة القائد الأميركي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر