الدارالبيضاء - فاطمة القبابي
أكد المهدي لمينة رئيس جمعية التحدي أن حملة التوعية ضد التحرش الجنسي في وسائل النقل لازالت مستمرة إلى غاية 20 من الشهر الجاري، في مختلف وسائل النقل العمومية، ومختلف المؤسسات التعليمية، والفضاءات العمومية، وذلك قصد توعية الشباب والذكور بأهمية احترام المرأة، وزرع قيم الاحترام والمساواة بين الجنسين.
وأبرز لمينة، في تصريحات خاصة إلى "المغرب اليوم"، أن الحملة تهدف لتوعية المواطنين، خاصة مستعملي وسائل النقل العمومي، ضد ظاهرة التحرش الجنسي، باعتبار هذه الوسائل إحدى أهم الفضاءات التي تعرف تفشيا صارخا للظاهرة. وأوضح المتحدث ذاته، أنه تم تجاوز العدد المستهدف تحسيسه في هذه الحملة إلى أكثر من 10 ألف مواطن، مشيرا أن هذه النتائج تبشر بنجاح الحملة.
وأضاف لمينة أن هناك تجاوب كبير من طرف مستعملي وسائل النقل العمومية سواء من الإناث أو الذكور، حيث لقيت الحملة استحسان الجميع وتجاوب كذلك من طرف سائقي وسائل النقل العمومية خاصة حافلات النقل العمومي، داخل مدار مدينة الدار البيضاء.
وأشار الجمعوي إلى أن مجموعة من الشباب انخرطوا في هذا العمل التوعوي، الذي يهدف التحسيس بظاهرة التحرش الجنسي في صفوف مستعملي وسائل النقل العمومي، كأحد أهم الفضاءات التي يمارس فيها التحرش اعتبارا للحاجة اليومية لهذه الوسيلة.
وأورد لمينة أن هذه الحملة تأتي تحت شعار "ما تحرش بيا .. وسائل النقل ليك وليا"، موضحا أن المنطلق في هذا الإطار هو كون الشابات والنساء بصفة عامة هن ضحايا التحرش المؤدي في أغلب الأحيان إلى العنف والابتزاز، الذي يؤثر أخلاقيا ونفسيا واجتماعيا على هذه الشريحة الهشة في المجتمع، مؤكدا أن الدعم الكبير لهذه الفئة، وللحملة بصفة عامة لعب دورا مهما في إنجاح مهمتنا كجمعويين، من اجل خلق قوة ضغط لوضع إطار قانوني لحماية النساء في الفضاء العام.
وقال المتحدث ذاته إن هناك مطالب اليوم من طرف النساء بالمزيد من الحملات التوعوية للحد من الظاهرة التي باتت تؤرق النساء بمختلف الفضاءات العمومية، وخاصة بوسائل النقل، مطالبين بوضع كاميرات مراقبة داخل وسائل النقل، والمطالبة وضع جهاز امني أو مرافقة الشرطة داخل وسائل النقل خاصة الحافلات العمومية للحد من الظاهرة . واستطرد لمينة قائلا: البرنامج يستهدف النساء والشباب بالمؤسسات التعليمية، مشيرا إلى أن البرنامج يواصل طريقه نحو التقدم بمختلف المؤسسات وذلك لخلق حوار صريح مبني على الأخذ والعطاء والتفاهم بين التلاميذ، وتسليط الضوء على الظاهرة وإشراك هذه الفئات في مختلف الحلول التي يمكن تطبيقها على ارض الواقع.
وشدد لمينة على ضرورة تطبيق التوصيات أو الخلاصات التي خلصت إليها الحملة، مستدركا رغم أنها لازالت في منتصف الطريق، قائلا "تبين لنا أن مجموعة من النساء والفتيات تمكن من البوح بما يتعرضن له من أشكال العنف والابتزاز والتحرش الجنسي داخل وسائل التنقل العمومي وخاصة الحافلات، معبرين عن رفضهم لمثل هذه الأشكال التحقيرية والابتزازية، ومطالبين بوضع مختلف الحواجز للحد من الظاهرة التي باتت تؤرق النساء والفتيات ".
واختتم المتحدث، "كما استنتجنا غياب الوعي لدى مجموعة من المواطنين بهذه الظاهرة فضلا عن غياب التربية الجنسية بين أوساط الشباب المغربي، الذي مازال يتعامل مع المرأة كجسد"، موضحا اليوم تمكنا من إخراج الظاهرة للوجود ولم تعد "طابو" في الوسط المغربي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر