دقت طبول الحرب بين إسرائيل وإيران، الأربعاء، على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، حيث أطلق الطرفان الصواريخ على بعضهما البعض، ما يشير إلى وصول المنطقة إلى نقطة جديدة من الصراع المحتمل، ولكن بعد الهجمات المتبادلة، اتخذت بعض الدول مواقف حيادية، داعية الطرفين لضبط النفس، وأخرى انحازت ضد طهران بوضع بعض التابعين لها على قوائم المتطرفين.
الضربات الأعنف منذ 2011
أطلقت إسرائيل واحدة من أعنف ضرباتها ضد أهداف إيرانية في سورية، وذلك منذ الحرب الأهلية التي بدأت هناك في عام 2011، بعد مزاعم قصف القوات الإيرانية لقواعد جيش الإحتلال الإسرائيلي بالصواريخ، ويعد هذا الهجوم هو الأول على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، إذ تضرب القوات الإيرانية إسرائيل من سورية، حيث تدعم الرئيس بشار الأسد.
وقالت إسرائيل إن أهدافها شملت تخزين الأسلحة ومواقع الخدمات اللوجستية ومراكز المخابرات التي تستخدمها القوات الإيرانية الخاصة في سورية، كما قالت إنها دمرت العديد من أنظمة الدفاع الجوي السورية، بعد تعرضها لنيران كثيفة ولم يصب أي من طائراتها الحربية.
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الضربات الجوية الإسرائيلية مناسبة؛ لأن إيران عبرت الخط الأحمر، وأضاف في فيديو قصير "نحن في خضم معركة مطولة وسياستنا واضحة: لن نسمح لإيران بتكريس نفسها عسكريًا في سورية."
بريطانيا تؤكد حق إسرائيل الدفاع عن نفسها
وشكر نتنياهو رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، لإدانة بريطانيا الهجوم الإيراني، ودعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وذلك في مكالمة هاتفية في وقت سابق من الخميس، كما أصدر مكتب ماي في وقت سابق، بيانًا يؤكد على النمالمة الهاتفية بين نتنياهو ورئيسة الوزراء.
وقالت تيريزا ماي لبنيامين نتنياهو إن بريطانيا تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الإيراني خلال مكالمة هاتفية الخميس، وذكر مكتب ماي في بيان "أدانت رئيسة الوزراء الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد القوات الإسرائيلية، وقالت غننا نؤيد بشدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الإيراني."
وأضاف البيان أن ماي ونتنياهو اتفقا على أنه من الأهمية مواصلة المجتمع الدولي العمل معًا لمواجهة نشاط إيران الإقليمي المزعزع للاستقرار، وأن تستخدم روسيا نفوذها في سورية لمنع المزيد من الهجمات الإيرانية"، وقالت الحكومة البريطانية إن ماي كررت الموقف البريطاني من الاتفاق النووي الإيراني، وأوضحت أن بريطانيا وشركائها الأوروبيين ما زالوا ملتزمين بشدة بضمان إقرار الصفقة، باعتبارها أفضل طريقة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي".
أعضاء الأمم المتحدة صامتون
ودعا سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دنون، الأمين العام ومجلس الأمن، إلى إدانة هجوم إيران الصاروخي، وهو تحرك غير متوقع للمجلس الذي ينقسم بشدة بشأن سورية، كما دعا إلى إزالة الوجود العسكري الإيراني في سورية، مدعيًا أن طهران "لا تزال تهدد الوجود ذاته لدولة عضو في الأمم المتحدة"، وقال في رسائل إلى مجلس الأمن "إسرائيل ليست مهتمة بالتصعيد لكن في أي ظرف من الظروف لن نسمح لإيران بتأسيس وجود عسكري في سورية هدفه مهاجمة إسرائيل وتدهور الحالة الهشة بالفعل في المنطقة"، ولم تدعو أي دولة عضو في مجلس الأمن إلى عقد اجتماع حول الهجمات.
روحاني وأردوغان تحدثا عن الاقتصاد
وتحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني، هاتفيًا مع نظيره التركي رجب أردوغان، وناقش الاثنان قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، واتفقا على أنه قرار خاطئ، كما اقترح كلاهما توسيع التجارة بين تركيا وإيران للتعويض عن الخسائر الاقتصادية في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة، كما حث روحاني الدول الأوروبية على "أن تعلن بوضوح تصرفاتها ومواقفها للتعويض عن انسحاب الولايات المتحدة في الوقت القصير المتبقي".
الإمارات تضع 9 كيانات على قوائم التطرف
ووضعت الإمارات العربية المتحدة، تسعة أشخاص وكيانات إيرانية على قائمتها للمتطرفين، والمنظمات المتطرفة، بسبب الاشتباه في صلاتهم مع الحرس الثوري الإيراني، وقالت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" "تم تعيين الأفراد والكيانات التسعة لإصالهم ملايين الدولارات الأميركية إلى قوات الحرس الثوري الإيراني"، ولم تحدد ما إذا كان أيًا من الأشخاص أو الكيانات لديهم أي صلة بدولة الإمارات، وأضاف البيان أن الخطوة تم اتخاذها في أعقاب تعاون وثيق مع الولايات المتحدة التي عينت نفس الأفراد والكيانات.
الاتحاد الأوروبي يدعو لضبط النفس
ووصف الاتحاد الأوروبي هجمات إيران المزعومة ضد مواقع جيش الاحتلال بأنها "مقلقة للغاية".
ودعا جميع الأطراف الإقليمية إلى التحلي بضبط النفس وتجنب أي تصعيد، لكنه قال إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، وقالت متحدثة باسم رئيسة السياسة الخارجية في الاتحاد، فيديريكا موغيريني "التقارير عن الهجمات التي شنتها إيران الليلة الماضية ضد مواقع الجيش الإسرائيلي من داخل سورية والتي ردت عليها إسرائيل بضرب أهداف إيرانية في سورية مثيرة للقلق للغاية."
أنغيلا ميركل تحدثت مع روحاني
وأوضح مكتب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أن المستشارة أدانت هجوم الصواريخ الإيراني على المواقع الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، في محادثة هاتفية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، كما أعادت تأكيد دعم القوى الأوروبية المستمر للاتفاق النووي الإيراني، فيما قال مكتب ميركل في بيان إن المستشارة أكدت دعم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا للاتفاق النووي طالما استمرت طهران في الوفاء بالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق، ودعت إلى فتح محادثات مع إيران حول برامج الصواريخ الباليستية وأنشطتها في دول مثل سورية واليمن.
وأضاف البيان إن ميركل أدانت الهجمات التي شنتها إسرائيل على المواقع الإسرائيلية "ودعت إيران إلى المساهمة في تخفيف حدة التصعيد في المنطقة"، ولم يوضح كيف رد السيد روحاني.
فرنسا تنحاز لإسرائيل
وحثت فرنسا إيران على الامتناع عن الاستفزاز العسكري بعد أن قالت إسرائيل إن القوات الإيرانية أطلقت صواريخ من سورية على قواعد الجيش الإسرائيلي في مرتفعات الجولان، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن فرنسا "تطالب إيران بالكف عن كل استفزاز عسكري، وحذرتها من مغريات الهيمنة الإقليمية"، بينما أكدت روسيا أن الضربات الإسرائيلية للمنشآت الإيرانية في سورية تمثل تصعيدًا خطيرًا، وحثت كل من إسرائيل وإيران على تجنب استفزاز بعضهما البعض.
روسيا تتخذ موقف الحياد
وأشار سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إلى أن موسكو ترى في الضربات "تطورًا ينذر بالخطر، فيما أصدر البيت الأبيض بيانًا أدان فيه "الهجمات الصاروخية الاستفزازية الإيرانية من سورية ضد المواطنين الإسرائيليين" ودعم "حق إسرائيل في التصرف دفاعًا عن النفس"، وحذر من أن تصرفات طهران كانت "تطورًا غير مقبول وخطير للغاية بالنسبة للشرق الأوسط بأكمله"، وأضاف البيان "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني يتحمل المسؤولية الكاملة عن عواقب تصرفاته الطائشة، وندعو الحرس الثوري الإيراني ووكلاؤه، بما في ذلك حزب الله، إلى عدم اتخاذ خطوات استفزازية أخرى، كما تدعو الولايات المتحدة جميع الدول إلى توضيح أن تصرفات النظام الإيراني تشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والاستقرار الدوليين".
ويبدو أن إسرائيل وإيران على مسار تصادمي منذ أشهر، إذ في فبراير/ شباط الماضي، أسقطت إسرائيل ما قالت إنها طائرة إيرانية مسلحة دخلت المجال الجوي الإسرائيلي، وردت إسرائيل بمهاجمة مواقع مضادة للطائرات في سورية، وأسُقطت طائرة حربية إسرائيلية خلال المعركة، كما أرسلت روسيا قوات إلى سورية لدعم النظام، لكن إسرائيل وروسيا حافظتا على اتصالات وثيقة لمنع قواتهما الجوية من الدخول في صراع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر