باريس ـ مارينا منصف
تشهد الانتخابات اليمينية التمهيدية إقبالًا كبيًرا، وتعتبر فرص نيكولا ساركوزي للوصول إلى جولة الإعادة في الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية العام المقبل، في خطر الوقوع كضحية للتصويت التكتيكي لليسارين.
ويتنافس ساركوزي البالغ من العمر 61 عامًا، للحصول على مكان في جولة الإعادة الأسبوع المقبل ضد رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه، البالغ من العمر 71 عامًا، والذي كان يحظى بنسبة تأييد كبيرة لفترة طويلة حتى فقد الكثير من شعبيته في الأيام الأخيرة، وفرانسوا فيون، البالغ من العمر62عامًا، رئيس وزراء سابق أيضًا، والذي تزايدت شعبيته في اللحظة الأخيرة في استطلاعات الرأي.
ويحظى السباق لاختيار مرشح للحزب الجمهوري اهتمامًا كبيرًا، ومن المحتمل أن يلتقي الفائز، ويتنافس مع مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية، المعارضة للاتحاد الأوروبي، والمعادية للمهاجرين، في نهائي انتخابات الإعادة الرئاسية المقبلة في أيار/مايو المقبل. وهذا ما دفع العديد من غير المؤيدين لليمين، أن يدلوا بأصواتهم لصالح رجل من المرجح أن يصبح الرئيس المقبل لفرنسا.
وتباينت الآراء بشأن انتخاب ساركوزي، فقال المصور الفرنسي الألماني، اليساري من الدائرة الـ11في باريس "شعرت بشيء غريب حيال التصويت لمرشح الجناح اليميني، ولكن لم أكن الوحيد. وبالنسبة لي أري أن أي شخص غير ساركوزي وجوبيه سيكون سيئًا، لا يوجد أحد في اليسار في الوقت الراهن يمكن أن يكون الرئيس، وإذا انتهت انتخابات الإعادة الرئاسية بين مرشح الجناح اليميني ولوبان، فسيكون من المروع التصويت لساركوزي".
وأوضح ليونيل بايليس، مؤلف من فينسين، إحدى ضواحي باريس الشرقية، قائلًا "كأحد المتعاطفين مع اليسار منذ أول تصويت لي عام 1988، سأصوت لآلان جوبيه في الجولة الأولى من المرحلة التمهيدية، وسننتظر ونرى للجولة الثانية اعتمادًا على النتيجة، وهدفي هو القضاء على ساركوزي الذي يضر بفرنسا ومساعدة جوبيه في الفوز في الانتخابات التمهيدية"، وفي نهاية المطاف، كان يأمل في التصويت لايمانويل ماكرون، المنشق من الوسط سابقًا، والذي أطلق حملته الانتخابية الأسبوع الماضي.
وأكد اليساري ديمتري كويرندي، البالغ من العمر 34 عامًا، من أيفيل في شمال فرنسا، "أعتقد أنه من المهم القيام بموقف محدد، وإرسال رسالة مفادها أننا لا نريد اليمين أن يرتبط مع الجبهة الوطنية، أو على الأقل تأييد مواقفها بشأن الهجرة وأشياء من هذا القبيل".
وكان ساركوزي اقترب من أقصى اليمين من خلال تصريحاته الشديدة، بشأن الهوية الوطنية والإسلام والهجرة، في حين اقترب السيد جوبيه من الوسط، وحتى الناخبين اليسارين مع خلال تعهده لجمع الفرنسيين معًا لخلق "هوية سعيدة" للأمة التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة والهجمات المتطرفة. ونسبة المشاركة في طريقها إلى أن تكون أعلى مما كانت عليه في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية الاشتراكية في عام 2012، ووصلت إلى 2.7 مليون صوت. وتعتبر المشاركة المرتفعة ميزة مالية للحزب الجمهوري، والتي تعاني من ضائقة مالية منذ اتهامها على نطاق واسع للإسراف في الإنفاق خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2012، وتصّر السيدة لوبان التي تعتقد أن انتخابات دونالد ترامب في أعقاب البريكست، ينبئ بانتصار في أيار/مايو المقبل، على أن يمين الوسط يرقص الآن على لحنها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر