أطلق السناتور "الجمهوري" راند بول حملته الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، الثلاثاء، بنسخة معدلة للاتجاه التحرري الذي يأمل في أن يميزه عن المرشحين الذين يتنافسون في الاتجاه المحافظ المتشدد.
ووعد بول في اجتماع حاشد شهدته ولاية كنتاكي مسقط رأسه، بتخفيض الضرائب وتحديد مدة ولاية أعضاء الكونغرس ووضع حد فوري للتجسس من قبل وكالة الأمن القومي كجزء من العودة إلى المبادئ الدستورية.
ووجَّه تصريحات نارية غير اعتيادية لمرشح جمهوري، إذ تحدث مطولا عن الفقر داخل المدن، وكان خطابه الحاسم لكل من "الجمهوريين" و"الديمقراطيين"، نقلا عن مارتن لوثر كينغ واقتباسًا من الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان.
ويعد دخوله رسميًا في المسابقة يمثل لحظة حاسمة في السباق للفوز بترشيح الحزب "الجمهوري" الذي من المقرر أن تكون الانتخابات التمهيدية الرئاسية الأكثر ازدحامًا منذ عام 1976.
ومن المتوقع أن يكون هناك أكثر من 10 مرشحين للرئاسة يتنافسون للحصول على دعم الحزب "الجمهوري" لكن أيا منهم لم يظهر حتى الآن باعتباره المرشح الأوفر حظا بشكل واضح.
ويعتبر بول الأول من بين المتنافسين الرئيسيين الأربعة الذين سيتم الاقتراع حول أيهم الأفضل في تجمع مبكر وأساسي لإعلان الترشيح رسميًا، ومن المقرر أن يعلن في الأسابيع المقبلة كل من حاكم فلوريدا السابق جيب بوش، وحاكم ولاية ويسكونسن سكوت ووكر وحاكم فلوريدا الحالي ماركو روبيو.
وأصبح سناتور ولاية تكساس ذو الانحياز الواضح لحزب "الشاي" تيد كروز، أول جمهوري يعلن ترشيحه الشهر الماضي؛ ولكن هو واحد من مجموعة أكبر من الطامحين للرئاسة من الدرجة الثانية.
أما بول فهو طبيب عيون بالغ من العمر 52 عامًا انتخب لمجلس الشيوخ الأميركي عام 2010، وبصرف النظر عن مجال المرشحين "الجمهوريين" المحتمل على القضايا غير الاقتصادية، فإنَّه يدعم، على سبيل المثال، الاعتدال في قوانين تجارة المواد المخدرة "الماريغوانا" والتقارب بين واشنطن مع كوبا.
وكان خطاب بول أمس الثلاثاء، موجها بشكل مباشر إلى المؤمنين بالحزب "الجمهوري" الذين سيختارون من الذي سيعمل ضد المرشح "الديمقراطي المفترض" هيلاري كلينتون، عام 2016.
واستمد الخطاب أمام أنصاره في أحد فنادق وسط عاصمة كنتاكي لويزفيل في صياغة خالصة من المثل العليا للسياسية الأميركية جنبا إلى جنب مع محاولة إقناع المتشككين "المحافظين" بأنه يمتلك القدرة ليكون القائد العام للقوات المسلحة.
وأكد ناشطون كبار في حملته الانتخابية، أنَّ التصورات عن فلسفته التحررية جعلته لينًا فيما يخص الأمن القومي ولعلها أعظم نقاط ضعفه في مرحلة الترشيح.
كما أنَّ السياسة الخارجية ارتفعت لتصل قمة جدول أعمال الناخبين في الانتخابات التمهيدية الجمهورية، خصوصًا منذ ظهور "داعش" في العراق وسورية، ما اضطر بول وغيره إلى تعديل مواقفهم في الأشهر الأخيرة، مطالبين بزيادة الإنفاق العسكري.
وكان والده، رون بول (79 عامًا) عضو كونغرس سابق من تكساس، الذي انتقد بشكل قاطع لا لبس فيه الإمبريالية الأميركية؛ لكن تم إقصاؤه بعيدًا عن مسرح الأحداث في الزاوية، وكان بول قد افتتح خطابه بتوجيه الشكر لأبيه قائلًا "والدي" ولم يقل سيناتور.
وتم تصنيف رون بول الثالث والثاني في ولاية ايوا ونيو هامبشير والمؤتمر الحزبي الأول عام 2012، مدعوما بقاعدة حماسية من الناشطين التحرريين الأصغر سنا.
ولكن حتى في شكله المخفف، شعارات بول التحررية والوعود بمزيج غير عادي من السوق الحرة والاقتصاد مع مواقف حول العدالة الجنائية والسياسة الخارجية ستجد صدى لدى الناخبين الشباب، والناشطين المناهضين للحرب، المدافعين عن الحريات المدنية وغيرها من اليسار.
وكانت مخاطر هذا النهج غير التقليدي واضحة على الفور كما أنَّه تعرض لهجوم من قبل المعارضين الممولين جيدًا من اليسار واليمين، وقال إنَّه يشعر بالقلق بشأن التصريحات التي أدلت بها إيران قبل الاتفاق النووي الإطار، ولكن خلافا لجميع المرشحين الجمهوريين، بول لم ينتقد مباشرة الصفقة النووية الناشئة، مكتفيًا بالقول إنَّه لا يستطيع دعم اتفاق "لا ينتهي طموحات إيران النووية ويتخذ تدابير تحقيق قوية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر