بيروت - فادي سماحة
توفي الصحافي اللبناني، مصطفى ناصر، مساء الإثنين، بعد صراع مع السرطان. وانسحب ناصر من مهنة المتاعب بعدما عمل في صحيفة "السفير" اللبنانية، وكان مراسلًا لصحيفة "الرياض" السعودية في بيروت ومديرًا لمكتبها، ثم عضوًا في مجلس إدارة "تلفزيون لبنان" في التسعينيات. وانتقل بعدها إلى العلاقات العامة، إذ عمل مستشارًا لرئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري لفترة طويلة، ثم لنجله سعد حتى العام 2010. وعُرف بأنّه "كاتم أسرار" الحريري الأب، ومنسّق اللقاءات التي كانت تجمعه بالأمين العام لـ "حزب الله" السيّد حسن نصر الله.
وفي تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، وفي وقت تعيش فيه الصحافة الورقية أزمة وجودية، خاض ناصر مغامرة من خلال إطلاق جريدة "الاتحاد" في وسط بيروت. غير أنّ المشروع لم يصمد طويلاً. فبعد شهرين على ولادتها، أعلنت الصحيفة أنّها اتخذت قرارًا بـ"التوقف عن الصدور"، عازية الأمر إلى "التعثّر المالي" و"بعض الظروف السياسية الخاصة" التي وُصفت بـ "القاهرة".
ويُعرف مصطفى ناصر في الوسط الإعلامي والسياسي بأنه صحافي، لكنه في الواقع أغلق وكالة الأنباء التي يملكها، واحترف العلاقات العامة، فعمل مع رفيق الحريري فترة طويلة من الزمن، كمستشار أُتيح له أن يخزّن الكثير الكثير من الأسرار التي تضيق بها ذاكرته. وبعد اغتياله كان من الطبيعي أن يتابع مهمته مع سعد الحريري.
وكان مهتمًا بالعلاقة مع حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله، السيد محمد حسين فضل الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية. كما حل على متن أول طائرة لبنانية، أقلعت من مطار بيروت إلى طهران، وذلك بعد نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية وعودة الإمام الخميني في أواخر شباط/فبراير 1979 برفقة وفد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي ذهب إلى ايران برئاسة محمد مهدي شمس الدين لتهنئة ثورتها. وكان مصطفى وقتها مراسلًا لصحيفة الرياض السعودية في بيروت ومديرًا لمكتبها.
وفي أوائل التسعينات، أصبح عضوًا في مجلس إدارة تلفزيون لبنان. وهو محدّث لبق محبّ للحياة تحضره دائمًا روح النكتة، لم يصادَف مرة غاضباً. مدرار في الحكايا الممتعة التي حفلت بها حياته، لكنه كتوم إلى حد الضجر في المسائل التي تستدعي الكتمان. ربما لهذا وثق به رفيق الحريري ومن بعده سعد والسيد نصر الله، ليكون مهندسًا وحاضرًا جميع لقاءات الرجلين سابقًا وحالياً.
وعلى الرغم من كل هذه المزايا والصداقات والعلاقات، لم يربِّ مصطفى ناصر ثروة تُذكَر. وجنت يده أموالًا طائلة، لكنه يهوى حياة الملوك، فصرف الطائل من الأموال.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر