واشنطن -المغرب اليوم
اقتحم حوالي 30 عنصرًا من عناصر الأمن الإيراني يوم الإثنين، منزل الصحافية والناشطة سبيدة جوليان، وأخرجت قسرا من منزلها، في حين سحب العملاء هواتف كل فرد من أفراد أسرتها.
وقالت الصحافية الأميركية مسيح علي نجاد، خلال مقال لها بصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن السبب في الاعتقال الوحشي كان واضحا تماما.
وأوضحت نجاد ذلك بأن جوليان، التي كانت في إجازة من سجن بوشهر سيء السمعة، كتبت بيانا مدمرًا يكشف أوضاع عنبر السيدات، واصفة إياه بـ"الجحيم المنسي"، وذلك خلال سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، لاقت انتشارا وأثارت ردود أفعال من عدة إيرانيين ونشطاء بالمجتمع المدني. وكان من بين أشكال التعذيب الذي تحدثت عنه: الاعتداء الجنسي.
وطبقًا لنجاد، أشارت جوليان إلى أن النساء اللاتي لم تكن لديهن أموال كن يضطررن إلى ممارسة الجنس مع الحراس أو يدخلن "زيجات مؤقتة" مع السجناء بعنبر الرجال، كما تحدثت عن كيف انتهى الحال بسيدة أفغانية، التي التجأت إلى إيران مع طفلها بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد، في السجن.
وكتبت جوليان على "تويتر: "تنتظر مجموعة التعذيب أي سجين يحتج، ويهددون بفحص كامل للجسد أمام جميع الموظفين والسجناء الآخرين، الحبس الانفرادي، الاعتداء، خسارة امتياز استخدام الهاتف، إلغاء حقوق الزيارة أو الإجازة".
وبحسب نجاد، تحدثت السجينة السياسية محبوبه رضايي، سجينة أخرى في بوشهر، عن أن الحراس في السجن يهددون باغتصاب وقتل جوليان. وقال رضايي إنها هي نفسها تعرضت للضغط للزواج مؤقتا مقابل المال.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها جوليان السجن، فقد كانت بعمر 23 عاما فقط عندما ألقي القبض عليها في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018 بسبب تقريرها عن احتجاجات عمالية بأحد مصانع السكر. وبعد فترة قصيرة، اعتقلت مع زميلها الناشط العمالي إسماعيل بخشي وتعرضوا للتعذيب في السجن.
وعلى مدار 25 يوما، تعرضت هي وبخشي للاعتداءات من قبل المخابرات الإيرانية قبل إطلاق سراحهما بكفالة.
وبعد إطلاق سراحها بكفالة، رفضت التزام الصمت، وقالت جوليان للمحققين من منظمة العفو الدولية إن سجانيها ضربوها وجلدوها؛ إذ كانوا يحاولون إجبارها على الاعتراف باتهامات "قلب نظام الحكم".
وخلال ساعات الاستجواب الطويلة، كان يتم وصفها مرارا وتكرارا بـ"العاهرة"، واتهامها بإقامة علاقات مع العمال المضربين الذين تدافع عنهم. وبحسب نجاد، يعتبر هذا التعذيب النفسي جزءًا من طريقة العمل، إذ يهدد بإلحاق العار بالسجينات من أجل تحطيمهن، بحسب نجاد.
وبعدما تحدثت علانية عن التعذيب الذي تعرضت له، اعتقلت جوليان عام 2019. وقال والدها، خودارام جوليان، إن قوات الأمن ضربت ابنته أمامه. وعندما حاول ابنه مهدي منع السلطات من دخول المنزل، ضربوه واعتقلوه أيضًا.
وأشارت نجاد إلى أن قضية جوليان مختلفة؛ إذ نشرت مذكراتها من السجن، خلال فترة إطلاق سراحها المؤقت من سجن سبيدار، وتضمنت 19 مشهدا مؤلما من الشهور التي أمضتها في الحجز.
وبعد ظهور الكتاب، اعتقلت جوليان ونقلت إلى سجن إيفين في طهران. وفي مارس/آذار من هذا العام، نقلت إلى سجن في بوشهر في جنوب إيران في إطار سياسة لنقل السجينات السياسيات إلى منشآت نائية.
وقالت نجاد إن نظام الملالي لطالما كان من بين أسوأ سجاني المعارضين والمحتجين في العالم، لكن السلطات تتخذ إجراءات إضافية لسحق روح المعارضات، خاصة شخص مثل جوليان.
لكن ما كشفت عنه جوليان لمس وترا حساسا؛ حيث نفى محمد مهدي حاج محمدي، رئيس السجون الإيرانية، عبر "تويتر" المزاعم، وادعى أن السجناء يحصلون على معادلة عادلة.
ورأت نجاد أنه إذا كان هناك أمر يثير قلق ملالي إيران، فهو الكشف عن التعذيب وسوء المعاملة في سجون البلاد، لافتة إلى أن جوليان دفعت ثمنا باهظا لفضح الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في أماكن الحجز بإيران، وأن العالم يحتاج للاعتراف بشجاعتها والضغط على إيران لإطلاق سراحها.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر