واشنطن - يوسف مكي
يعد جيمي والز من رواد الانترنت وسبقت جهوده غوغل وفيسبوك ويوتيوب باعتباره مؤسس موسوعة "ويكيبيديا"، وتعد الموسوعة الموقع الخامس من حيث الشهرة في العالم بمعدل 15 بليون مشاهدة للصفحة في الشهر، واحتلفت الموسوعة مؤخرا عيد ميلادها 15 ما يجعلها موقع كبير السن بالنسبة للسنوات على الانترنت، ما يعني غياب جيل كامل عن متعة المكتبة والبحث المعتمد على الكتب، وفي منزل المستثمر إيان ليال يخبره أولاده المراهقين عندما يتحداهم لاكتشاف شيء جديد قائلين "لا تقلق أبي سوف نبحث عنه في ويكيبيديا".
ويقول ليال " لا يعني هذا أنني أتوق للأيام القديمة وأود أن ألفت النظر إلى أرشيف الموسوعة المكون من 38 مليون صفحة والذي تم إنشاؤه بواسطة جيش من المتطوعين والمحررين قوامهم 80 ألف وعملوا على تحديث صفحات ويكيبيديا، وأخبرني بروفيل ويلز على ويكيبيديا أنه يعرف باسم جيمبو وكان ذلك جزء من قراءاتي الخلفية قبل إجراء مقابلة معه، وبالطبع سألته هل ما تقوله صفحتك على ويكيبيديا صحيح؟ لكنه ضحك باعتبار وجود خلاف على صفحته والتي فسرها البعض بمحاولة والز لإعادة كتابة التاريخ على ويكيبيديا".
وتواجد والز في مركز المؤتمرات للتحدث أمام الجمهور الذي من المحتمل أن يصبح من المستثمرين للتحدث حول مشروعه الجديد " مُشغل الناس" (TPO)، وهي شركة هاتف محمول افتراضية تماثل "giffgaff" والتي تسعى لجذب المساعدين والفاعلين في المجتمع، ويُفترض أن تذهب 10% من الأرباح إلى سبب وجيه من اختبار المساهمين، مع التبرع ب 25% من أرباح الشركة عندما تبدأ في جنيهم للجمعيات الخيرية، وتم تنظيم العمل بواسطة توم كاتريدج، مارك ابشتاين والراحل أندرو روزنفيلد، وعُرف روزنفيلد في دوائر المدينة كمؤسس لشركة مينرفا العقارية، إلا أن الساسة يتذكرونه لانتقاده في فضيحة المال للحصول على الألقاب في حزب العمال.
وانخرط والز في TPO بعد لقائه بالرجال اجتماعيا، وانضم إليهم عام 2014 كرئيس مشارك، وأعجب والز بفكرة المشروع التجاري ذات البعد الاجتماعي، ويعد مشروع TPO سخي للغاية لأنه لا ينفق الملايين سنويا على الإعلان والتسويق، لكنه بدلا من ذلك يعتمد على العصر الرقمي من خلال طريقة اقتصادية قديمة للتسويق وهي التسويق بالكلمة من الفم، ويمكن لمشارع مثلTPO أن تنمو بسرعة شديدة بمساعدة وسائل الاعلام الاجتماعية، وأضاف والز " التسويق بالكلمة من الفم بين المستهلكين هو أقوى من أي وقت مضى، وإذا فكرنا في الأمر منذ 40 عاما ستجد أنك إذا أعجبت بشئ ما حقا فإنك تخبر 5 أشخاص عنه، واليوم إذا أحبب شئ فإنك تنشره على الفيسبوك، والشخص العادي لديه 314 صديقا على الفيسبوك، ولذلك فإن قدرة الشركة على الانتشار دون الإنفاق على إعلانات تليفزيونية قوية جدا اليوم، وما نفكر فيه هو أن المستهلكين اليوم يدعمون المدارس المحلية والكنيسة المحلية أو يدعمون بعض المنتجات وهذا كل ما في الأمر"، وعلى الرغم من عدم الشك في إيثار والز إلا أن عمله هو مصدر للدخل، كما أن والز ليس ملياردير أنترنت مثل مؤسسي غوغل لاري بيغ وسيرجي برين أو مؤسس الفيسبوك مارك زوكربيرغ، وقردت بعض التقارير القيمة الصافية لثورة والز بمليون دولار أو 685 ألف أسترليني، حيث أن ويكيبيديا لا تهدف للربح وتعتمد على التبرعات فضلا عن جيش من المحررين غير مدفوعي الأجر، ولذلك فإن ويكيبيديا ليست آلة لصنع المال مثل موقع أمازون لجيف بيزوس، كما أنها لا تخضع لأسعار الاكتتاب مثل موقع تويتر وعلي بابا، ويعد مشروع والز التجاري الرئيسي هو "ويكيا" وهي خدمة استضافة مجانية لمواقع الويب للمواقع التي تحظى بمشجعين، وهي تحظى بشعبية كبيرة وتأتي فيا لمرتبة 98 بواسطة أليكسا أداة تحليلات الويب.
ولم تتضح الأموال التي يجنيها هذا العمل التجاري باعتبار أن ويكيا شركة خاصة ولا تنشر نتائجها المالية، ويعتبر والز المولود في هانتسفيل بولاية الاباما لندن وطنه على الرغم من اعتياده على السفر إلى ولاية فلوريدا حيث تقيم ابنته المراهقة من زواجه السابق بينما تعد سانفرانسيسكو موطن لويكيا، وتزوج والز من كيت غارفي التي عملت سكرتيرة لتوني بلير عندما كان رئيسا للوزراء، والتي حققت حياة مهنية ناجحة في مجال العلاقات العامة بعد مغادرة مكتب رئيس الوزراء، ووصف والز غارفي زوجته الثالثة بكونها المرأة الأكثر اتصالا في لندن، ولدى الزوجان طفلان أعمارهم عامين ونصف و4 أعوام، ويعشون في نوتينغ هيل وهي ضاحية راقية في غرب لندن وكانت موطنا لديفيد كاميرون وعائلته.
ويعتبر مقر TPO مكتب في شورديتش وهي منطقة في شرق لندن على هامش المدينة وتضم العديد من شركات التكنولوجيا في بريطانيا، وتعززت مكانة والز عندما أصبح مؤخرا مديرا مستقلا لمجموعة ارديان ميديا جروب، فضلا عن مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي ومنتجع ديفوس في سويسرا حيث يتواجد رؤساء الدول مع قادة الصناعة، والتقط والز بعض النصائح من السياسيين عندما سأل عن المبالغ الصغيرة من الضرائب المدفوعة بواسطة شركات الأنترنت مع العمليات الكبيرة في بريطانيا، ويقول والز " إنها مشكلة سياسة عامة أن الشركات لا تدفع، إنها ليست متكافئة وليست عادلة، وأشعر بضرب الشركات طالما أنها تتبع قانون مضلل بعض الشئ، ويجب أن نسأل السياسيين لعلاج هذه المشكلة، وإذا رأينا عملا تجاريا في بريطانيا في وضع غير ملائم للتجارة العالمية فهذا ليس صحيا لبريطانيا وليس عدلا لأحد"، ويقضي والز وقت فراغه مع أطفاله كما أنه قارئ نهم، وتشير صفحته الشخصية على ويكبيديا أنه من محبي الكاتب الروسي الأمريكي آين راند مؤلف كتاب " The Fountainhead".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر