مجموعة إم بي سي تنوي إطلاق قناة خاصّة بالمملكة المغربية
آخر تحديث GMT 12:09:26
المغرب اليوم -

انقسامٌ في الشارع بين مُعارض للفكرة ومُؤيِّد لها بشروط

مجموعة "إم بي سي" تنوي إطلاق قناة خاصّة بالمملكة المغربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مجموعة

مجموعة "إم بي سي" الإعلامية
الرباط - المغرب اليوم

تجول منذ أشهر غير قليلة في أوساط متتبعي عمل التلفزيون والحياة الإبداعية في المنطقة العربية، إطلاق "إم بي سي" قناة خاصة بالمغرب.

تُخامر الفكرة أذهان مسؤوليها وذهن رئيسها الأمير الوليد الإبراهيم، وتلاقي هوى لدى مهندسي المرحلة الجديدة في المملكة العربية السعودية، وهي بصدد الدخول في مراحل التشغيل الفعلي من خلال البحث عن الأسماء التي ستؤثث المشروع، والبحث عن الفقرات التي ستكون عموده الفقري.

في المغرب الفكرة لا تلاقي اعتراضا كثيرا، لكنها في الوقت ذاته لا تلاقي ترحيبا واضحا. كيف ذلك؟ الفكرة الآن في مرحلة التأكد من المراد منها، وهي أساسا في مرحلة محاولة فهم طريقة اشتغالها وهل ستضع في اعتبارها البلد الذي تنوي أن تتوجه إليه وإلى جمهوره؟ أم أنها ستخرج هكذا في الفضاء مباشرة دون إعارة أي انتباه للبلد لمسؤوليه ولجمهوره، ولا توضح الأهداف المشتركة التي يفترض أن تكون بينها وبين هذا البلد الذي تنوي التحدث مع ناسه وأهله.

مخاوف المغاربة من المشروع مبررة جدا. يجب هنا التذكير أن قنوات مشرقية أخرى أرادت في وقت سابق أن تقوم بنفس الدور، لكنها قامت به بطريقتها الخاصة بها البعيدة تماما عن الطريقة المغربية، أي أنها خاطبت بطريقة مشرقية الجمهور المغربي، لذلك لم تنجح الخلطة. وعوض أن نشهد مشاريع إعلامية متكاملة تنتعش هنا وتنعش السوق الإعلامية في المغرب والمشرق، وتكون عبارة عن جسر حقيقي بين هذا الهنا وبين ذاك الهناك، وجدنا أنفسنا أمام تجاذب لم ينته أبدا، انتهى في حالات معينة بإقفال مكاتب لقناة هنا، أو بمنع مراسلين من العمل، أو باحتجاجات لم تتوقف من الجانبين، وهي كلها مظاهر سلبية تسير عكس المراد من مشاريع مثل هذه يفترض أن تكون أداة تواصل لا أداة تكريس لقطيعة دائمة وأبدية بين جمهور الشرق وجمهور الغرب في العالم العربي.
في المغرب، الحاجة ماسة فعلا لمشاريع إعلامية جديدة، تمتلك رأس مال ضخم أكبر بكثير من ذلك المتوفر للقنوات التلفزيونية العمومية المشتغلة في المجال، والتي يجمع كل المتتبعين أنها غير قادرة على الاستجابة لكل حاجيات الفرجة الإخبارية والترفيهية والتثقيفية للجمهور المغربي، المعروف بشغفه بالاطلاع على كل شيء. لكن الاعتراف بالقصور المادي لدى قنواتنا، لا يعني أن المجال الإعلامي لدينا مستباح ومفتوح لكل من يرغب في ملئه بأي طريقة من الطرق.

لا، المغرب استفاد من الفوضى الإعلامية والتلفزيونية غير الخلاقة التي عرفتها بلدان مشرقية كثيرة، والتي حولتها في لحظة من اللحظات إلى ميدان مستباح يقدم فيه الشيء ونقيضه، وغالبا خارج أعراف التلفزيون الحقيقية.

شاهدنا في سنوات الاحتقان العربي وخصوصا في لحظات الربيع الكاذب قنوات دجل وشعوذة، وقنوات تتحدث باسم الدين تحارب قنوات أخرى تتحدث باسم نفس الدين. وشاهدنا قنوات تابعة لتنظيمات حزبية تتعارك على الهواء مباشرة مع تلفزيونات تابعة لتنظيمات حزبية. بل وصل الشرق في مرضه التلفزيوني، وفي استسهاله لمهنة جد معقدة مثل التلفزيون، حد فتح المجال في لحظة من اللحظات لقنوات قبلية لكي تحارب عبر الهواء مباشرة قنوات قبلية أخرى، في مشهد كان مقبولا في الجاهلية بكل سهولة، لكنه في يوم الناس هذا يتسبب في الضحك/البكاء الذي تحدث عنه الشاعر منذ القديم.
في المغرب لا مجال لهذه الفوضى لأن المغرب يفقه جيدا معنى التلفزيون وخطورته، ويعرف أنه يخاطب أكبر شريحة من شرائح المتلقين عبر وسائل الإعلام (أكبر حتى من تلك التي يخاطبها الإنترنت ووسائل الإعلام الرقمية التي لازالت تبني كل عمودها الفقري على المنتوج الإعلامي التقليدي ولم تصل في العالم العربي على الأقل إلى مستوى إنتاج منتوج خاص بها ينافس فعليا منتوج الإعلام التقليدي)، لذلك لا مفر من طرح السؤال: هل سيكون هذا المشروع -إذا ماكتب له أن يرى النور فعلا- إضافة حقيقية تغني العلاقة التاريخية بين دولة منشأ "الإم بي سي" وهي العربية السعودية هنا، وبين المغرب باعتباره مجال فرجة كبير تعرف على منتوج "الإم بي سي" منذ التسعينيات من القرن الماضي؟

أم بالعكس ستكون هذه التجربة أداة تشنج تضاف لأدوات أخرى، بعد أن تقرر، دون أخذ أي إذن، أن توجه منتوجها للبلد دون أن يتم الاتفاق على كل التفاصيل بما فيها الصغيرة، بل في مقدمتها الصغيرة التي يعرف الجميع أن الشيطان يسكن فيها في التلفزيون وفي غير التلفزيون؟

تكوين الشخصية المغربية، الحديث باسم خصوصيتنا المحلية المتفردة والبعيدة عن التشبه بغيرها من الخصوصيات، احترام التعددية الحزبية والسياسية والهوياتية والعرقية الموجودة في المغرب، إتاحة الفرصة لكل الأصوات الفاعلة في المجتمع المغربي لكي يكون لها مكان في هذا المشروع الإعلامي المرتقب، عدم المساس إطلاقا بالثوابت المغربية وفي مقدمتها الوحدة الترابية، أي عدم القبول نهائيا باللعب بالخرائط وتقديم هذا اللعب في وقت لاحق باعتباره خطأ تقنيا لا داعي للانتباه إليه كثيرا، ثم العمل على أن يكن هذا المشروع إذا ماكتب له الخروج إلى الحياة يوما حقا، نتاج تعاون كامل بين من يرغبون في هذا الاستثمار الإعلامي في فضاء فرجتنا المحلية وبين هذا البلد الذي سيتوجهون إليه، كلها تفاصيل ضرورية وجب أن تكون أوضح من الوضوح، قبل أن يتم أي شيء.

في انتظار ذلك، على تلفزيوننا العمومي بقطبه، وبمختلف قنواته أو المصالح التابعة له، أن يفهم أن الزمن أصبح يداهمه أكثر، وأن مشاريع عديدة ستعرف طريقها إلى المكان، وأنه لم يعد ممكنا الاكتفاء بدور من لا يسمع الانتقادات الموجهة إليه، بل المطلوب اليوم هو المرور إلى مرحلة هجومية قادرة على الإبداع في هذا المجال، وقادرة على صنع تلفزيون آخر يمكنه فعلا مخاطبة الناس هنا، وإشباع كل فضول الناس هنا، وجعل الناس هنا تستغني عن (مد اليد) إلى "الريموت كونترول" طلبا، لمساعدة أجنبية لن تضع مصلحتنا في مقدمة أولوياتها، بل ستضع مصلحتها هي في ذلك المكان، وهذا حقها على كل حال، مادامت الآمرة بالصرف، والتحكمة في أوجه تصريف هذا الصرف.

قد يهمك ايضا:

إدارة "إم بي سي" تؤكّد دخول المجموعة قطاعات جديدة في مختلف المجالات 

حايك يكشف السبب وراء انقطاع بث "إم بي سي " الأحد الماضي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجموعة إم بي سي تنوي إطلاق قناة خاصّة بالمملكة المغربية مجموعة إم بي سي تنوي إطلاق قناة خاصّة بالمملكة المغربية



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب
المغرب اليوم - استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب

GMT 09:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى
المغرب اليوم - أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى

GMT 09:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدّر ميدان

GMT 05:47 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

3 لاعبات من الحسنية في المنتخب المغربي النسوي

GMT 03:03 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

وعود صينية تٌضمد جراح أسهم شركات الألعاب

GMT 20:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سوني تطلق سماعة أذن لاسلكية بسعر منافس جدًا

GMT 13:05 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أغرب حالات الولادة في الحيوانات

GMT 06:47 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العراق يقلّص زراعة محاصيل الشتاء إلى النصف

GMT 06:37 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفضل المعالم السياحية في "إيبوه" الماليزية

GMT 00:27 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

معرض V & A دندي واحدٌ مِن أجمل المتاحف في العالم

GMT 06:01 2014 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

أشغال الجلد الطبيعي مميزة للغايّة

GMT 06:44 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

استراتيجية التوتر: رهان قوة جديد حول الصحراء..

GMT 16:22 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

طريقة تحضير خبز الصاج باللبن الرايب

GMT 06:24 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

أهم منتجعات التزلج على الجليد في أوروبا وبأسعار مميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib