الكاتب أحمد سيك يصف حبسه بالإصابة بالعمى
آخر تحديث GMT 22:28:14
المغرب اليوم -

صحافيون أتراك يروون مأساتهم من داخل السجون

الكاتب أحمد سيك يصف حبسه بالإصابة بالعمى

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الكاتب أحمد سيك يصف حبسه بالإصابة بالعمى

الكاتب والصحافي التركي أحمد سيك
أنقرة - جلال فواز

سجل عدد من الصحافيين المعتقلين والمحتجزين في العالم لعام 2016، ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بعام 2015، وحلت تركيا في المرتبة الأولى في لائحة الدول، بزيادة وصلت أربعة أضعاف منذ الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز، وذلك وفقًا لتقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" السنوي، الذي نشرته في 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
الكاتب أحمد سيك يصف حبسه بالإصابة بالعمى

ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، خطابات أرسلها كُتاب وصحافيون أتراك، من داخل السجون التركية، واصفين المعاناة النفسية والجسدية داخل السجن، وذلك في ظل موجة اعتقالات واسعة، بدأتها تركيا ضد الصحافيين منذ انقلاب يوليو/تموز. وفي الخطاب الأول، قال الكاتب والصحافي التركي أحمد سيك، والذي اعُتقل منذ أربعة شهور بتهمة الترويج للإرهاب، إن الحياة في السجن صعبة للغاية، لكنها تصبح أصعب عندما يكمن سببها في تجريم العمل الصحافي النموذجي.

وأضاف "يحاوطنا الفراغ من كل ناحية، فنحن عالقون بين ماضٍ لا ننتمي إليه ومستقبلٍ لا نعرف عنه شيئا. أن الرابطة الوحيدة بيني وبين زملائي السجناء في العالم الخارجي، هي السماء الصغيرة التي تلوح لنا من وراء الحائط ذو الثمانية أمتار. وهذه المساحة الصغيرة من السماء تكاد تفوق راحة يدي حجمًا، ووضعوا أمامها أسلاكًا شائكة، كأنما يعتقلونها هي أيضًا. وإن الكتابة والحروف تخلق شعورًا بالحرية في مكان كهذا، لا يحمل بين جنباته سوى الظلم والموت، لكنها هذا الأمر محظورًا. ونحن لا نرضى بمجرد مشاهدة التلفاز أو مطالعة الجرائد والصحف".

وتابع سيك "حاليًا أشعر بما سيشعر به أي أحد سُلبت منه حريته لأنه رفض أن يكون صحافيًا مذعنًا لرئيسه. حياتي الآن أشبه بشخص استيقظ من نومه في مكان غريب عنه. كأنك أصُبت بالصمم والعمى، ومع ذلك ترى وتسمع ما حولك. تشعر وكأنهم قد ألجموا لسانك فلا تستطيع الإفصاح عما بداخلك، هذا هو عالمي الآن". وكتبت الخطاب الثاني "نجمي ألباي"، الصحافية وأحد أعضاء مجلس أوزغور غوندم الاستشاري، والتي تواجه تهمة السجن مدى الحياة بدعوى الترويج للإرهاب، وهي الآن مفُرج عنها بعد أربعة أشهر من السجن الاحتياطي، وفي انتظار محاكمتها.

وتستهل "ألباي" خطابها بالقول، "في نهاية أغسطس/آب 2016، كنت خارج إسطنبول، ووجدت أن هناك أمرًا باعتقالي أنا وأخرين في المجلس الاستشاري. نصحني البعض بأن أدلى بشهادتي، لذا عرجت أنا والمحامي الخاص بي على مكتب المدعى العام، الذي قال لي إن المجلس يتبع حزب العمال الكردستاني المحظور، وكل أعضائه متهمون بالترويج للإرهاب. حاولت أن أوضح أنني أدعم حرية الصحافة والتعبير، فقد كنت أؤمن بالحل الديمقراطي والسلمي للمشكلة الكردية، لكني لم أقف في صف العنف أو الإرهابيين".
الكاتب أحمد سيك يصف حبسه بالإصابة بالعمى

وأشارت إلى أن الشرطة ألقت القبض عليها في هذا اليوم، وحال دخولها السجن، أودعوها السجن الانفرادي لعدة أيام لتصبح تحت المراقبة، مضيفة "أعتقد ان هناك منطقًا وراء هذا الأمر. على أي حال، كان سريري نظيفًا ومرتبًا، وكنت أنام كثيرا. وعقب ذلك، نقلوني إلى عنبر حزب العمال الكردستاني الذي يضم نحو 22 امرأة، وغمرتني السعادة بعد التعرف إليهن، فقد كانت تلك المرة الأولى التي أعيش فيها مع أكراد. وكان من السهل التعايش معهم لأن لديهم قواعد اشتراكية، على غرار مضاجع الطلبة في الجامعات. لم تكن تلك المرة الأولى التي أدخل فيها السجن، ففي الثمانينات، ألقت الشرطة القبض عليّ كان ذلك في أعقاب الانقلاب العسكري وتزامنًا مع دعاوى المدعين العامين بتطبيق عقوبة الإعدام. أما الآن فإن أقصى عقوبة يمكن تطبيقها عليّ هي السجن مدى الحياة. كنا متهمون بنفس جريمة عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني. وإنهم يستخدمون القانون كنوع من أداة تعذيب بغرض التخويف لأنك عبّرت عن رأيك".

وروى الكاتب والصحافي، أحمد أتلان، في خطابه، تفاصيل اعتقاله بتهمة إسقاط النظام والتي يواجه على إثرها ثلاثة أحكام بالسجن مدى الحياة، ويقول في معرض خطابه إن "تجاربي في السجن ستتحدث عن نفسها عندما أنشر مذكراتي يومًا ما. كنت أخطط لكتابة رواية قبل أن يضعوني هنا، أفكر في هذا الأمر طويلاً. نحن ثلاثة جالسون في زنزانة واحدة. وبين الفينة والأخرى يجعلونا نمشي في دوائر بفناء صغير. ويُحظر علينا أن نرى أحدًا في ساعات النهار".

وواصل "لا أشعر بخطورة جسدية نحو المساجين الآخرين أو حتى السلطات. فمن يجرؤ على تهديدي عليه تحمل عواقب ذلك. ولما كانت السلطات قد اعتقلتني بموجب قانون الطوارئ، فإن إرسال أو تلقى خطابات أمرًا ممنوعًا تمامًا. إضافة إلى أننا نلتقي محامينا مرة واحدة في الأسبوع، لكننا نتواصل بشكل لفظي فقط. صحيح أن التهم الموجهة إليّ مثيرة للسخرية وغير عقلانية، إلا أن المشكلة الآن هي أن هذا الهراء أصبح نمط الحياة في تركيا، فأنا كالذي يعيش على جزيرة صحراوية ولا يعلم متى ستصل سفينته".

وقالت الروائية والصحافية، "آش إردوغان"، في خطابها، إنها تواجه السجن مدى الحياة بتهمة الترويج للإرهاب، وأفرجت السلطات عنها بعد أربعة أشهر من السجن الاحتياطي وهي الآن في انتظار المحاكمة التي ستقرر مصيرها.  وأشارت في مستهل خطابها إلى أن تعرضت للمزلة والمهانة بطرق لن يتخيلها أعتى المجرمين، فيوم إلقاء القبض عليها، قامت الشرطة بتفتيش شقتها لمدة سبع ساعات، لدرجة أنهم كانوا يفتشون بين صفحات الكتب. وبعد دخلوها السجن، أودعوها السجن الانفرادي ولم يسمح لها بقضاء أكثر من ساعة في فناء السجن. ووصفت الأمر بأنه تجربة جنونية، حيث قضت أول 48 ساعة في السجن دون شربة ماء، وهو الأمر الذي جعلها تشعر بالصدمة والغثيان.

واختتمت حديثها قائلة "تتفنن السلطات في معاملتك بطريقة ليست إنسانية. فمثلاً لا يتحدث الضباط في السجن معنا إلا من خلال فتحة صغيرة في باب الزنزانة، والتي يمررون منها الطعام كذلك. بعد السجن الانفرادي، نقلوني عنبر النساء المتهمات بالانضمام لحزب العمال الكردستاني، فقد ألقي القبض عليّ بموجب المادة 302 من قانون العقوبات، إلا أن تهمتي تجعلني أفكر أنني مؤسسة حزب العمال الكردستاني، أو أنني قائدة جيش مناهض للدولة، فما لبثت أن شعرتُ بالغضب، فلا يمكن لصحيفة أو أي مؤسسة إعلامية أن تكون منظمة إرهابية، إضافة إلى أنني لم أكتب مقالة صحافية منذ 2013، والنباتات كانت محظورة في السجن، ولكن الفتيات حاولن زراعتها في الحمام، لكن سلطات السجن سرعان ما اكتشفت هذا الأمر، وفي المقابل توسلت إليهم الفتيات بطريقة مهينة جعلتني أنغمر في البكاء".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاتب أحمد سيك يصف حبسه بالإصابة بالعمى الكاتب أحمد سيك يصف حبسه بالإصابة بالعمى



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 15:27 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء
المغرب اليوم - هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء

GMT 09:19 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
المغرب اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

" Chablé" يمثل أجمل المنتجعات لجذب السياح

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 20:53 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

شجار بالأسلحة البيضاء ينتهي بجريمة قتل بشعة في مدينة فاس

GMT 22:28 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

ولي عهد بريطانيا يقدم خطة لإنقاذ كوكب الأرض

GMT 05:06 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

"Hublot" الخزفية تتصدر عالم الساعات بلونها المثير

GMT 09:11 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

فتاة منتقبة بطلة فيلم "ما تعلاش عن الحاجب"

GMT 07:11 2018 السبت ,25 آب / أغسطس

فولكس" بولو جي تي آي" تتفوق على "Mk1 Golf GTI"

GMT 16:49 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مكرم محمد أحمد ضيف "الجمعة في مصر" على "MBC مصر"

GMT 16:34 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

مهاجم زامبي على طاولة فريق الدفاع الحسني الجديدي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib