واشنطن ـ رولا عيسى
أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب سلسلة مِن التغريدات بشأن التجارة والتعريفات الجمركية، ولم تظهر أي علامات على التراجع عن التهديدات بالحرب التجارية.
وكتب ترامب السبت عبر "تويتر": "عندما تصل إلى 800 مليار دولار سنويا في التجارة، لا يمكنك خسارة حرب تجارية! لقد انتقدت الولايات المتحدة دولا أخرى لسنوات في مجال التجارة، وحان الوقت لكي تصبح ذكية!".
وجاء ذلك بعد تهديدات صاخبة بالانتقام من كندا والاتحاد الأوروبي الجمعة، عندما سمح ترامب بإعفاءات تلك البلدان من تعريفة الصلب والألومنيوم التي تبلغ 25 و10 في المائة حتى تنتهي صلاحيتها.
بينما ورد رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو، على ذلك بفرض رسوم جمركية انتقامية على سلع أميركية بقيمة 12.8 مليارات دولار، بما في ذلك المعادن وورق التواليت والمايونيز والمناديل، كما هدّد قادة الاتحاد الأوروبي بتوجيه ضربة مضادة، وبدا ترامب غير منزعج من التهديدات في آخر تويتاته، مع ذلك، مما يجعل من الضروري أن تكون تعريفته ضرورية من أجل إعادة التوازن إلى العلاقات التجارية الأميركية.
وكتب ترامب في وقت سابق السبت، أن الولايات المتحدة يجب أن تعامل بشكل عادل بعد فترة طويلة بشأن التجارة، وقال "إذا لم نحصل على أي تعرفية جمركية لبيع سلعهم، وهم يقومون بتحصيل 25 أو 50 أو حتى 100 في المائة لبيع سلعنا، فهذا أمر لا يمكن التساهل معه.. هذا ليس عادلا أو تجارة عادلة، إنه تجارة غبية! وفقا لبيانات البنك الدولي لعام 2016 في العام الماضي، فإن متوسط الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة على جميع الواردات يبلغ 1.5 في المائة".
وفي العام الماضي، أدارت الولايات المتحدة عجزا تجاريا بقيمة 796 مليار دولار مع بقية العالم. واستحوذت الصين على أكبر حصة من العجز، عند 375 مليار دولار. ومع ذلك، فقد أدارت الولايات المتحدة أيضا عجزا تجاريا كبيرا مع الاتحاد الأوروبي، عند 151 مليار دولار، وكندا بسعر 17.5 مليار دولار.
واندلعت مخاوف اندلاع حرب تجارية بسبب انتهاء إعفاءات التعريفة الجمركية على الصلب لصالح حلفاء الولايات المتحدة، وتفاوضت أستراليا على اتفاق جانبي وما زالت تُعفى، كما فعلت الأرجنتين والبرازيل.
قدم ترودو الخميس نداءً عاطفيا، مستشهدا بقتلى الحرب في كندا الذين قاتلوا إلى جانب أميركا في الحرب العالمية الثانية وأفغانستان، بينما كانوا يستولون على ترامب، وقال ترودو: "يبقى الأميركيون شركاءنا وأصدقاءنا وحلفاءنا.. علينا أن نصدق أنه في وقت ما سوف يسود الحس السليم، لكننا لا نرى أي علامة على ذلك في هذا الإجراء اليوم من قِبل الإدارة الأميركية".
وتعدّ كندا أكبر مصدر للصلب المستورد في الولايات المتحدة، إذ تمثل نحو 17٪ من واردات الصلب الأميركية من حيث الحجم، غير أن بعض النقاد يتهمون كندا بشراء فولاذ صيني رخيص وقلبه في الولايات المتحدة من أجل تحقيق ربح، وذلك باستخدام اتفلقيى NAFTA نافتا كخلفية للصين لتجنب أنظمة مكافحة الإغراق الأميركية، وتنفي كندا هذا الاتهام وبدأت الأسبوع الماضي تحقيقا في إغراق الصلب الصيني.
ومن المقرر أن يستضيف ترودو ترامب في قمة مجموعة السبع الأسبوع المقبل في منطقة شارلفوا في كيبيك. وفي وقت سابق من السبت، انتقد ترامب الصحافة التجارية التي ردت إلى حد كبير برعب من احتمال اندلاع حرب تجارية.
وفي صباح السبت، أطلق ترامب مجموعة من التغريدات في الصباح الباكر أشاد فيها بنمو الوظائف في الولايات المتحدة وانتقد وكالة المخابرات المركزية والديمقراطيين ومجلة مولر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر