تساؤلات حول استقطاب الإعلام لـالمؤثرين اندماج أم محاولة للسيطرة
آخر تحديث GMT 15:50:06
المغرب اليوم -

في وقت تواجه وسائل الإعلام التقليدية إشكالية انصراف الجمهور

تساؤلات حول استقطاب الإعلام لـ"المؤثرين" اندماج أم محاولة للسيطرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تساؤلات حول استقطاب الإعلام لـ

صورة تعبيرية
القاهره - المغرب اليوم

في وقت تواجه وسائل الإعلام التقليدية إشكالية انصراف الجمهور عنها إلى منصات التواصل الاجتماعي، يزداد انتشار مقدمي المحتوى على مواقع التواصل. وطرَح انتقال «المؤثرين» –أي الـ«إنفلوينسرز»- من مواقع التواصل، إلى تقديم محتوى تلفزيوني، تساؤلات حول هل ما إذا كان هذا الاستقطاب من الإعلام لـ«المؤثرين» بات اندماجاً أم محاولة للسيطرة؟

بينما يؤكد صحافيون وإعلاميون أن «الثوابت الأساسية للعمل الإعلامي، تختلف كلياً مع ثوابت مواقع التواصل»، وتطويع «المؤثرين» لخدمة المشهد الإعلامي «مراهنة غير مضمونة»، يرى آخرون أن «استقطاب الإعلام المحترف للشخصيات المؤثرة، سوف ينعكس على ما يقدمه الإعلام، والعلاقة بينهما ستكون تكاملية، المستفيد الأول منها هو المتابع».

الصحافية آسيا العتروس، رئيس تحرير جريدة «الصباح» التونسية، قالت إن «ما يقدَّم عبر مواقع التواصل الاجتماعي يصعب السيطرة عليه، فكل مَن يحمل هاتفاً خلوياً وحسابات على منصات التواصل يُمكنه الآن أن يصنع محتوى. لذلك فتطويع (المؤثرين) لخدمة المشهد الإعلامي مراهنة غير مضمونة». وتابعت العتروس أن «الثوابت الأساسية للعمل الإعلامي التي تعتمد على المثابرة والجهد تختلف كلياً مع ثوابت مواقع التواصل القائمة على الاستسهال ورفض أي مجهود إضافي. وهذه الأخيرة تركض فقط وراء الرائج، حتى وإن كانت أخباراً مزيفة»، موضحة: «الآن، المشهد تغير كثيراً بسبب مواقع التواصل وما فرضته من منافسة شرسة... فالتنافس مطلوب، لكنه ليس دوماً شريفاً».

من جهته، قال خالد البرماوي، الصحافي المصري المتخصص في الإعلام الرقمي، إن «الرهان في العلاقة بين الإعلام التقليدي ومؤثري مواقع التواصل يعتمد على المصلحة المشتركة في إيجاد منطقة وسط... هي المنطقة بين لغة الإعلام الرصينة التي لم تعد تناسب جيل الألفية، ولغة مواقع التواصل البسيطة. للجانبين هدف مشترك، يتمثل في صناعة محتوى جذب للجمهور، وتحقيق هدف ربحي، ضمن إطار يتسم بالمهنية».

ما يجدر ذكره أن شخصيات «مؤثرة» انتقلت من مواقع التواصل إلى تقديم محتوى تلفزيوني، مثل العراقية ديما الأسدي، التي يتابعها نحو مليون شخص. إذ تحوّلت الأسدي من تدوين أسلوب حياتها عبر حسابها الشخصي على «إنستغرام»، إلى الانضمام لفريق عمل برنامج «نواعم» على شبكة «إم بي سي»... كذلك الأمر بالنسبة إلى اللبنانية كارين وازن، التي يتابعها 5 ملايين متابع، إذ تقدّم «مهرجان الضيافة» في دبي، بعدما جرت العادة أن تقوم بهذا الدور مقدمة برامج «محترفة». وأخيراً أطلقت وزارة الإعلام المصرية مبادرة بعنوان «سفراء الإعلام الجُدد»، استهدفت «اختيار مجموعة من (المؤثرين) على مواقع التواصل، ليكونوا الواجهة الجديدة للإعلام المصري، أو حلقة الوصل بين الإعلام التقليدي وجيل الشباب، الذي لا يتفاعل مع أي محتوى إلا الذي يأتي له عبر الهاتف»، وذلك حسب بيان لـ«الإعلام المصرية» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

المبادرة المصرية اختارت «20 شخصية مؤثرة (إنفلوينسرز) يمثلون قطاعات ومجالات متنوعة». وذكرت «الإعلام المصرية» أن «هناك معايير وُضعت من متخصصين لتحديد المؤثرين المؤهلين، لتمثيل قنوات للتواصل مع الجماهير، من دون الإخلال بأدبيات مهنة الإعلام، فلم يكن عدد المتابعين لكل مؤثر، هو الفيصل، بينما قيمة ما يقدمه لمتابعيه».

ووفق هنا الورداني، إحدى «المؤثرات» اللواتي اختارتهن مبادرة «الإعلام المصرية»، فإن «الإعلام الحديث ما هو إلا امتداد لوسائل الإعلام التقليدية، مع تغيير سبل الوصول للمشاهد. والمنافسة كانت متوقعة مع تطور سبل تداول المعلومات، وبروز مواقع التواصل الاجتماعي في هذا المجال». وأردفت أن «الوقت صار مهيئاً الآن للاستفادة من احترافية وسائل الإعلام التقليدية في تقديم المحتوى، مع ما حققه المؤثرون من جماهيرية على مواقع التواصل، ليلتفّ الجميع حول هدف مشترك هو الارتقاء بفكر وأسلوب المتابعين».

للعلم، معظم متابعي الورداني في المرحلة العمرية بين 15 و25 سنة، أي فئة الشباب». وهي توضح خلفية ذلك بالقول: «هؤلاء انقطعت صلتهم بالإعلام التقليدي، وأصبحت مواقع التواصل هي النافذة الأكثر استحواذاً على وقتهم. هذا ما يُشعرني كمؤثرة بمسؤولية تجاه كل ما أشارك به على مدونتي»، مضيفة: «الهدف من مدونتي مساعدة المتابعين على اكتشاف أجمل الأماكن والمزارات في مصر».

بالعودة إلى البرماوي، فإنه يوضح أن «استقطاب الإعلام للمؤثرين لمخاطبة الجيل الصاعد يتطلب أولاً تحديد أي مؤثر يمكن أن يخدم المحتوى الإعلامي ويضيف لمضمونه». ويُفرق البرماوي بين المؤثر الذي يشارك المتابعين بنمط حياته فحسب، وبين نوع آخر أكثر تخصصاً مثل الطبيب أو المهندس أو الباحث في مجال بعينه»، موضحاً: «صحيح أن النوع الأول، كان الأكثر شعبية في البداية، لكن الرهان الأبعد سيكون على المؤثر المختص... وأتوقع أن يكون أكثر تأثيراً مستقبلاً»، ثم يتابع: «المؤثر المتخصص له مصداقية بفضل إلمامه بمجال علمه، وهنا لن تتناقض السرعة والحرية مع معايير المحتوى الإعلامي».

حسب البرماوي فإن «استقطاب الإعلام المحترف للشخصيات المؤثرة التي نجحت بالفعل في الوصول لعدد ضخم من المتابعين، سينعكس على ما يقدمه الإعلام». ويصف البرماوي: «العلاقة بين الإعلام التقليدي، الذي يمتلك الاحترافية، وبين المؤثرين الذين نجحوا في تحقيق جماهيرية افتقرت إليها وسائل الإعلام خلال السنوات الأخيرة بالعلاقة التكاملية والمنفعة المتبادلة، المستفيد الأول منها، هو المتابع».

في سياق موازٍ، يفيد مراقبون بأن «المؤثرين نجحوا في استقطاب المعلنين، بفضل ما تمتلكه مواقع التواصل من حرية تداول للمعلومات. وهي بالتالي، تساعد الشركات المعلنة على تحديد الجمهور المستهدف بدقة، ومن ثم اختيار الإنفلوينسر الذي يحقق الغرض مباشرةً، وهذا من شأنه جعل هؤلاء الشباب قوة اقتصادية مؤثرة في السوق».

وحقاً، يشير تقرير لموقع «ستاتيستا» -وهي شركة ألمانية متخصصة في بيانات السوق والمستهلكين- خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى «صعود قوة المؤثرين بوتيرة أسرع من التصورات». ووفق التقرير فإن «سوق المؤثرين على (إنستغرام) وحده كان يُقدَّر في عام 2018 بنحو 1.8 مليار دولار أميركي، وبحلول 2020 تضاعفت هذه القيمة لتصل إلى 6 مليارات دولار».

أما موقع «بيزنس إنسايدر» الأميركي فإنه يتوقع «أن تنفق العلامات التجارية نحو 15 مليار دولار، في سوق المؤثرين على مواقع التواصل ككل بحلول عام 2022». ويرى مراقبون متابعون أن «هذه الأرقام تعكس مدى جماهيرية المؤثرين على مواقع التواصل، الأمر الذي يفتقر إليه الإعلام المحترف في الوقت الحالي».

أخيراً، حول الاستفادة التي يحققها «المؤثر» في وسائل الإعلام التقليدية، قال الإعلامي حسين الجوهري، أحد المؤثرين، الذين اختارتهم وزارة الإعلام المصرية أخيراً، معلقاً: «إذا توحّدت الأهداف بين وسيلة الإعلام والمؤثرين تتحقق الاستفادة... إن المؤثر بحاجة إلى دعم وسائل الإعلام لما يقدمه، وهذه الشراكة لن تؤثر على مصداقيته لأن هناك علاقة بُنيت بالفعل على مدار سنوات بينه وبين متابعيه».

وقد يهمك ايضا:

عقوبات على منصات إلكترونية أجنبية لفرضها رقابة على وسائل الإعلام الروسية

ترامب يهاجم وسائل الإعلام ويتّهمها بالتغطية على فساد جو بايدن

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تساؤلات حول استقطاب الإعلام لـالمؤثرين اندماج أم محاولة للسيطرة تساؤلات حول استقطاب الإعلام لـالمؤثرين اندماج أم محاولة للسيطرة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 10:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شروط المملكة المغربية لإعادة علاقاتها مع إيران
المغرب اليوم - شروط المملكة المغربية لإعادة علاقاتها مع إيران

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:49 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

المغربية عزيزة جلال تعود للغناء بعد توقف دام 30 عامًا

GMT 02:57 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

3 مشروبات شائعة تُساهم في إطالة العمر

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أبرز الأماكن السياحية في مصر

GMT 17:04 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ديوكوفيتش يقترب من سامبراس ويحلم بإنجاز فيدرر

GMT 12:56 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الوداد ربح لقبا للتاريخ !!

GMT 22:00 2019 الأحد ,09 حزيران / يونيو

إسماعيل الجامعي رئيسا جديدا للمغرب الفاسي

GMT 02:18 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

نجمات هوليوود تحتضن صيحة "الليغنغز" الملون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib