لندن - كاتيا حداد
أكدت "بي بي سي" أنها بصدد إنشاء فريق "الأخبار الكذابة" للتعامل مع الأخبار الزائفة المتزايدة في الآونة الأخيرة التي تظهر عبر مواقع الويب، وكشف مدير قطاع الأخبار، جيمس هاردينغ، أنه يمكن للمؤسّسة زيادة التزامها بالتعامل مع "الأخبار المضللة عمدًا على أساس أنها أخبار صحيحة".
وكشف هاردينغ أن فريق "التحقق من الحقيقة" في المؤسسة، عمل على فحص الحقائق أثناء الحملة الانتخابية الأميركية الأخيرة، في حين يوجد فريق آخر من المحللين تناول المعلومات الكاذبة على منصات التواصل الاجتماعية بالتحليل، وأثار الانتشار السريع للأخبار الكاذبة التي لم يتم التحقّق منها على مواقع الشبكات الاجتماعية مثل "فيسبوك" خلال العام الماضي العديد من الأسئلة الملحّة حول مستقبل وسائل الإعلام، ففي ديسمبر/كانون الأول، كشف "فيسبوك" عن تدابير جديدة تسمح إلى المستخدمين معرفة القصص التي يعتقدون أنها كاذبة.
واتّهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب، شبكة " CNN " بإنتاج الأخبار الكاذبة، ورفض الإجابة على أسئلة مراسل الشبكة خلال مؤتمر صحافي عُقد مؤخّرًا، وأفاد هاردينغ أن ""بي بي سي" لا تستطيع تعديل أو التحكّم في الإنترنت، ولكن لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الظاهرة، إننا سوف نتحقق من حقيقة الأخبار والمعلومات الأكثر شعبية في "فيسبوك" و "إنستغرام"، وغيرها من وسائل الإعلام الاجتماعية، فحيث نرى أخبارًا مضلّلة عن عمد في صورة أخبار، سوف نقوم بنشر الحقيقة ونؤكد على ذلك"
وأفاد البروفيسور تشارلي بيكيت من قسم الإعلام والاتصالات في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إلى صحيفة الإندبندنت أنه "على الرغم من أن مخطط "بي بي سي" الجديد خطوة إيجابية، إلا أنه لن يكون قادرًا على وقف التدفّق المستمر للأخبار الكاذبة على المدى الطويل، إن مثل هذه المبادرات من المحتكم لأن تساعد في هذه المشكلات، فمن الواضح أن ذلك جزءًا من تحوّل استراتيجي في هيئة الإذاعة البريطانية، ويجب أن تحل المشكلة وحدات الأخبار، حيث يتوجّب عليهم إنشاء وحدات للتحقق من صحة الأخبار، وبالنظر إلى القناة الرابعة، فقد حاولت أن تفعّل شيئًا مماثلًا، ومن المهم على مذيعي الخدمة العامة اتخاذ إجراءات لمكافحة التضليل.
وأضاف بيكيت أن "المشكلة مع الأخبار الكاذبة هو أن الكثير من الناس على شبكة الإنترنت لا يهتمون بكونها كاذبة، لأنهم قد يكونوا غاضبون من شيء معين أو أنهم يجدونها مسلية، وهذا ليس شيئًا جديدًا بشكل خاص، كان دائما هو الحال بشكل أو بآخر، مما يجعل من الصعب القضاء على الأخبار الكاذبة تمامًا"، مبيّنًا أن "كل ما يمكن فعله هو إعطاء الناس الذين يريدون تجنب الأخبار الكاذبة الأدوات المناسبة للقيام بذلك، وتقدم لهم الحقيقة، وهذا هي نقطة البداية."
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر