تجتمع مقدمتا البرامج غريتا فان سوسترن وميغن كيلي للعمل معًا مرة أخرى في فريق الأخبار في محطة NBC، فيما أوضح أحد الأشخاص المطلعين أن سوسترن "62 عامًا"، لم تحب كيلي منذ أن إلتقتها قبل 12 عامًا عندما كانا يعملان معا في فوكس نيوز، ويضيف المصدر: "بدأت الإثنتان العمل معًا في مكتب فوكس نيوز في العاصمة واشنطن حيث انضمت ميجن للمحطة في 2004 ولم تحبها سوسترن مطلقًا، وكانت تغير للغاية من ميجن"، وأوضح المصدر أن هذه الغيرة جزئيًا ترجع إلى سرعة صعود كيلي في فوكس نيوز، وبلغت الغيرة ذروتها عندما حصلت كيلي على برنامجها الخاص في فترات الذروة عام 2013 باسم "The Kelly File".
وأعلنت كيلي الجمعة، في آخر حلقة لها على فوكس نيوز إنضمامها إلى محطة NBC في مفاجأة مذهلة وبخاصة بالنسبة لسوسترن التي لم تكن تعلم بانتقال كيلي "46 عامًا" للمحطمة في ظل انتقالها هي الأخرى واستقرارها في نفس المحطة، وتبدأ سوسترن برنامجها على المحطة بلقاء في السادسة مساء مع صديق ومستشار الرئيس باراك أوباما فاليري غاريت، وكانت سوسترن تعمل في فوكس نيوز منذ عامين عندما انضمت كيلي إلى المحطة عام 2004، ودرست كلتا المذيعتان القانون وعملتا به قل أن تنطلقان في العمل في مجال الصحافة التليفزيونية، وجاءت سوسترن إلى فوكس نيوز من محطة سي إن إن عام 2002 وأعطيت برنامج خاص بها بواسطة الرئيس التنفيذي حينها روجر أليس باسم On the Record، وكان يتم بثه على الهواء في العطلة في العاشرة مساء وتغير موعده وأصبح يبث في السابعة مساء منذ عام 2013 وأدى هذا التغيير إلى إطلاق برنامج كيلي The Kelly File، ويذكر أن سوستر كانت تفكر في مغادرة سي إن إن لشعورها بأنه يتم دفعها للمغادرة بواسطة كيلي، وهو ما أنكرته سوسترن.
وذكرت كيلي عندما سُئلت في برنامج What Happens Live مايو/ أذار الماضي عما إن كانت زميلتها سوسترن تدعمها "إنها تعمل في مكتب العاصمة وأنا أعمل في نيويورك ولا أراها، إنها مشغولة وتقوم بالكثير من الأشياء"، ولم تعلق سوسترن على وسائل التواصل الاجتماعية على قرار مغادرة كيلي فوكس نيوز مثلما فعلت مع الزملاء السابقين، وتم استبدال سوسترن ببيرتي هوما في سبتمبر/ أيلول الماضي بعد إعلانها مغادرة فوكس نيوز، ورغبت سوسترن في الاستمرار في تقديم برنامج واحد على الأقل في المحطة إلا أنه فوكس نيوز أخبرتها بعدم إمكانية ذلك بعد إعلانها مغادرة المحطة، ما جعل سوسترن تكتب في ذلك الوقت قائلة "لم تكن فوكس نيوز بمثابة المنزل لي لسنوات قليلة، واستندت إلى التعاقد الخاص بي وهو ما يسمح لي بالمغادرة حاليا، فالعقد كان ملزم بوقت محدد، لكني أحببت زملاء وطاقم العمل والمشاهدين وهو ما يجعل القرار صعبا، وأتمنى أن أواصل عملي في مجال التقديم الإعلامي".
وأعلنت سوسترن الإثنين، عودتها للعمل لدى محطة NBC ما يجعلها من المضيفين القلائل الذين عملوا في قنوات الكابل الثلاثة الرئيسية، وتبين أنها ستعود ببرنامج 'For the Record' والذي يبث في السادسة مساءا في أيام العطلات، وأفاد رئيس المحطة فيل غريفين "غريتا شقيقة حقيقية وتحظى بشجل حافل في العمل الصحفي الشاق، وستكون قدرتها على الحكم على الأخبار إضافة جيدة للمحطة في إطار بناء الزخم الخاص بنا مع بداية العام الجديد والإدارة الجديدة".
وتابعت سوسترن " أنا سعيدة لبدء الفصل الثاني من عملي لدى محطة MSNBC، فالمحطة هي الوجهة الصحيحة للأخبار الذكية والتحليل، وأتمنى البث يوميًا والإنضمام إلى الصحافيين والمحللين الموهوبين، أحترم ذلك"، فيما أعلنت المحطة قبل يومين عن انضمام ميجن كيلي إلى فريقها حيث ستقدم برنامج في المجلة الإخبارية الأحد بعد انتهاء عقدها الحالي مع فوكس نيوز في يوليو/ تموز، وأطلق روبرت مردوخ بيانًا بعد أن علم بانتقال كيلي إلى المحطة قائلا " أتمنى لها الاستمتاع بنجاحها في مهنتها وأتمنى لها ولأسرتها كل الخير"، ويذكر أن كيلي حصلت على عرض للبقاء لمدة 4 سنوات لدى فوكس نيوز مقابل 100 مليون دولار لكنها رفضته للانتقال إلى محطة NBC، ويشاع أنها ستحصل على حوالي 15 مليون دولار في وظيفتها الجديدة، وهنأت كيلي إثنين من زملائها الذين انضموا إلى المحطة في أوقات الذروة إلا أنها لم تشر إلى سوسترن.
وبدأت سوسترن في العمل التليفزيوني عام 1991 عندما طلبت منها سي إن إن تغطية قضية وليام كنيدي سميث في المحكمة، ووكانت قضية كنيدي المهمة الأولى لسوسترن حيث استغرقت هيئة المحلفين 77 دقيقة لتبرئة وليام بعد 10 أيام من الشهادة، واتهم وليام نجل السيدة جون شقيقة جون وروبرت كنيدي باغتصاب امرأة قبل بضعة أشهر عند اجتماع العائلتين المشهورتين معا في ولاية فلوريدا في عيد الفصح، بينما أوضح وليام أن ممارسة الجنس تمت بالتراضي، فيما زعمت 3 نساء أخريات بتعرضهن للاعتداء أيضا من قبل وليام إلا أنه تم رفض شهادتهم لأنهم لم يتقدموا بأي شكوى رسمية قبل المحاكمة.
وعملت سوسترن كمدرس مساعد في كلية الحقوق لكنها حصلت على أجازة أثناء تغطية قضية وليام بفضل موظفة استقبال تحاورت معها سوسترن في إحدى الحفلات، ووجهت سوسترن الشكر لهذه الموظفة عند تكريمها في حفل جوائز الخريجين من جامعة جورج تاون عام 2010، مضيفة "مغزى القصة أنك لم تكن تعرف أن المطاف سينتهي بك على شاشة التليفزيون"، وتكرر ظهور سوسترن منذ تغطية قضية وليام كمحللة قانونية على شبكة سي إن إن، وقدمت سوسترن تعليقًا وضحًا مميزًا عند تغطية قضية جون واين بوبيت عام 1994 أثناء محاكمة زوجته المتهمة بقطع قضيبه بسكين بعد اتهامات مزعومة له بالاعتداء والاغتصاب في سرير الزوجية، وزادت شعبية سوسترن لدى المشاهدين مع تكرار ظهورها حتى أصبحت نجمة من خلال قضية OJ Simpson، وسافرت سوسترن عام 1995 إلى لوس أنجلوس لسماع البيانات الافتتاحية في القضية وعند صدور الحكم تغيرت حياتها إلى الأبد، حيث شاهد نحو 2 مليون مشاهد تشريح الخبراء على قناة سي إن إن لما حدث في القضية ولم يكن هناك محللا قانونيًا أفضل من سوسترن التي تولت الأمر بالفعل، ولم تخش سوسترن من إبداء رأيها المخالف للخبراء استنادا إلى دراستها للقانون وقضايا القتل، واتجهت سوسترن إلى النقاش مع من لا تتفق معهم وأبرزهم دومينيك دوني، ما أدى إلى اختلافها معه على الهواء ودفعه إلى مغادرة الحلقة.
وقدمت سوسترن بعدها برنامج Burden of Proof على سي إن إن الذين ينظر في القضايا القانونية وشاركها في التقديم روجر كوزاك وتم بث البرنامج منذ 1995 حتى 2001 حتى ألغته المحطة، وحصلت بعدها على برنامجها الخاص The Point على سي إن إن إلا أنه تم إلغاؤه بعد موسم واحد في ظل اندلاع حرب مزايدة بين سي إن إن وفوكس نيوز لضم سوسترن إلى فريق العمل، وانتهى الأمر باتجاهها إلى فوكس نيوز حيث قدمت برنامج On the Record، واستغلت الشهر الأجازة في الفارق ما بين هذا الانتقال في عمل جراحة تجميل لعينيها حيث كان عمرها حينها 47 عامًا.
وولدت سوسترن في ولاية ويسكونسن كشقيقة لثلاث أطفال لربة المنزل مارجيري وووالدها أوربان فان سوسترن وهو قاضي منتخب تجمعه صداقه جيدة بالسيناتور جوزيف مكارثي، وانتخب أوربان مكارثي كأفضل رجل عند زواجه من مارجري، وأظهر مكارثي ثقته في أوربما واختاره للتخطيط الاستيراتيجي لحملته، ونجح مكارثي في الحصول على مقعد في مجلس الشيوخ عن الولاية عام 1946، واتجه مكارثي إلى المنافسة على المكتب الوطني وكان يجب علي كليهما الفوز حتى يتم وضعهم في محكمة الدائرة إلا أن أوربان لم يتجه إلى العاصمة وفضل البقاء بجوار العائلة بدلا من الانضمام إلى الموظفين السياسيين، فيما أصبح مكارثي سياسيًا شهيرًا متجها من خلال خطبه إلى إثارة المخاوف بشأن الشيوعية.
وولدت سوسترن عام 1953 وقضت طفولتها في مدينة أبليتون وتخرجت من جامعة ويسكونسن ماديسون في عام 1976 حيث درست الجغرافيا والاقتصاد ثم قفزت إلى كلية الحقوق وقضت 3 سنوات في جامعة جورج تاون وحصلت على الدكتوراة، دافعت سوسترن عن رجل متهم بارتكاب جريمة قتل وحشية في آلاسكا في إحدى فترات تدريبها لدى شركة محاماة كبيرة في واشنطن العاصمة، ومارست عملها لسنوات كدفاع جنائي ومحامي مدني مع حصولها على درجة الماجستير في القانون عام 1992، وعادت إلى مدرسة المحاماة بعد فترة لتعمل كمدرس مساعد، وتزوجت من المحامي كوال والمستشار القانوني لسارة بالين عام 1998، وكان ذلك زواجها الأولى والزواج الثالث لزوجها ولم ينجبا أطفال، وهما أعضاء كنيسة السيانتولوجيا وهو ما لم تعلنه سوسترن في أي لقاء لها، ولم تكن سوسترن مهتمة بالدين حتى لقائها زوجها في الثمانينات.
وأوضح زوجها كوال أن الكنيسة ساعدته في صفقة لقضايا المخدرات وهو ما خشي أن يسبب مشاكل في حياته، وعمل الززوجان في المحاماة حتى استضافت سوسترن برنامجها الخاص في سي إن إن، فيما مثّل كوال ليزا ماري بريسلي عندما طلقت مايكل جاكسون، ويملك الزوجان منازل في مختلف أنحاء البلاد على الرغم من أنهما باعا منزلهما في أنابوليس بولاية ماريلاند مقابل 1 مليون دولار، وعرضوا شقتهم في نيويورك للبيع بقيمة 3.2 مليون دولار، ويملك الزوجان منزل في كلير ووتر في فلوريدا والتي تضم العديد من السيونتولوجيين، وتعمل شقيقتها ليزا سوسترن كطبيبة نفسية وتدير عيادتها الخاصة في العاصمة واشنطن وعملت سابقا في جامعة جورج تاون، وعارضت السيانتولوجيا طويلا مجال الطب النفسي باعتباره نوع من الفساد فيما يدعم هذا المذهب العلاجات البديلة بدلا من العقاقير الطبية في المستشفيات، ولا يبدو أن علاقة الشقيقتين تدهورت بسبب معتقداتهم الشخصية الخاصة، وبالإضافة إلى عملها في المجال التليفزيوني كتبت سوسترن كتاب عام 2003 بعنوان 'My Turn at the Bully Pulpit: Straight Talk about the Things That Drive Me Nuts.'
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر