واشنطن - يوسف مكي
كشف فريق من الصحافيين، كان في مهمة على قمة جبل "إفرست" عند وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب نيبال، عن أخطر التفاصيل التي كادت أن تودي بحياتهم في الحادث الذي أودى بحياة 18 شخصًا على قمة الجبل من بينهم المدير التنفيذي لشركة "غوغل" دان فرايدنبرغ.
وأكد مصور "فرانس برس" روبرت شميت، أنَّهم كادوا أن يدفنوا أحياء، مشيرًا إلى أنَّه حاول انتزاع كاميرته عندما بدأ الاهتزاز؛ وتجاوز المحنة بعد ثلاث لقطات هو وزميله مدير مكتب "فرانس برس" كاتماندو عامو كانمبلي.
وأوضح شميت" خرجنا من الخيمة وسمعنا صوتا هو الأكثر رعبًا، كان مثل القطار، ولكنه أتى من مكان عميق وبقوة رهيبة، وكانت هناك غيمة، ذهب عامو كانمبلي إلى الخيمة، وتنبهت أن انظر إلى نفسي بعد رؤية هذه الموجة، هل هي فقط ترتعد أم هو مجرد تفكير، الصوت رهيب والوضع مثير"، وتابع: "أمسكت الكاميرا وضغطت على الزر، وحصلت على ثلاث لقطات، وبعد ذلك قفزت وذهبت تحت الطاولة".
وأضاف: "لديك هذه الرياح التي تحطم الموجة، لقد اكتسحت الجليد، لا أعرف ما الذي انقلب رأسًا على عقب، أم هو مجرد هبوط أرضي، وبعد أن استرحت على ظهري سمعت صوت شيء يتساقط كالصخور، شعرت أنني سأدفن حيًا تحت كتل الجليد المنهارة".
وأشار إلى أنَّه وصل السبت إلى قاعدة مخيم "إفرست" في مهمة صحافية؛ مؤكدًا أنَّ الزلزال الذي ضرب نيبال بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر وخلف نحو 4310 قتيل، وصل إلى أسفل الجبل.
وتابع: "وصلنا للتو بعد رحلة استمرت تسعة أيام، وقد التقطت بعض الصور وذهبت لأبحث عن مكان للخيمة، لم نقف لمدة عشر دقائق، ثم بدأت الأرض تتحرك، لقد نشأت في كولومبيا حيث الكثير من الهزات الأرضية، ولكنني لم أرَ شيئًا كهذا من قبل".
واستطرد: " بعد الانهيار بدأ كل شيء على الجبل بالتحرك والانهيار، كل شيء تراكم على رأسي، ووسط السكون التام بعد الانهيار، أدركت أنني على قيد الحياة حيث كنت قادرًا على التنفس".
وأردف: "كنت أحاول إبعاد كل شيء من على وجهي للحصول على بعض الهواء، ولكن يدي اليسرى كانت تنزف، أعتقد أننا كنا محظوظين؛ لأن الزلزال لم يجرفنا، وبعدها قلت إنني أحتاج الكاميرا التي كانت مغطاة بالثلج، لم تنكسر وكانت العدسة بخير، وبعد ساعة سمعنا انهيارات جلدية أخرى في المناطق المجاورة كانت قريبة ولكن لا يمكن رؤيتها، كان الصوت مخيفًا جدا".
وبيَّن كانمبيلي: "لقد هرعت إلى الداخل للعثور على الكاميرا، ومع الانهيار أغمضت عيني وذهبت تحت الطاولة، وعندما توقف الاهتزاز فتحت عيني، كنت مغطى بالثلج الأبيض، وكأنك ألقيت سكر علي، حاولت أن أتخلص من الثلج ولكن يدي كانت مغطاة بالدماء، ولم أجد نظارتي، وصرخت يا إلهي، بالاسبانية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر