الرباط _المغرب اليوم
كان الاحتفال باليوم العالمي للمرأة مختلفا هذه السنة في المغرب، فقد تم تسليط الضوء على مجهودات النساء اللواتي كن في الصفوف الأمامية في مواجهة جائحة كورونا، والنساء اللواتي عانين بسبب الحجر الصحي.وكان من اللافت مضاعفة الكثير من النساء مسؤولياتهن وأعبائهن تجاه أسرهن وأبنائهن ومضاعفة معاناتهن، حيث فقدت العديد من النساء عملهن، وتعرضن لشتى أنواع العنف الزوجي. وبهذه المناسبة نظمت "فيدرالية رابطة حقوق النساء" بشراكة مع إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية بفضاء محطة أكدال بالعاصمة المغربية الرباط، معرضا فنيا كاريكاتيريا حول موضوع "حقوق النساء وآثار جائحة كورونا".المعرض من إنجاز الفنان المغربي سعد جلال، ويهدف إلى التذكير بحقوق النساء في المغرب، ودق ناقوس الخطر من طرف الفيدرالية
والتعبير عن استيائها من تعمق الفوارق ومظاهر اللامساواة بين النساء والرجال في ظل الجائحة، وتأخر تفعيل المناصفة الدستورية، وعدم إعمالها في القوانين الانتخابية وفي مواقع القرار والمناصب العليا. وتضم لوحات المعرض قضايا المساواة والإرث وزواج القاصرات والعنف بمختلف أشكاله.وتقول لطيفة بوشوي، رئيسة "فيدرالية رابطة حقوق النساء"، إن الهدف من المعرض هو تسليط الضوء على أوضاع المرأة كاريكاتيريا في مجالات متعددة سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وتنموية، وذلك لإبراز الهشاشة والتمييز وما تعاني منه المرأة في المغرب، لغاية الإصلاح وتحقيق التنمية الشاملة بالمغرب. وتوضح رئيسة الفيدرالية، في بيان عبر صفحتها في فيسبوك، أن اختيار هذا الفن للاحتفال باليوم العالمي للمرأة بالمغرب، كان أنجع وسيلة للتحسيس
بأوضاع النساء عبر الفن، و"تقييم الحصيلة السنوية، التي فاقمت من أزمتها جائحة كورونا، التي ساهمت بشكل كبير في تراجع العديد من المكتسبات التي حققتها المرأة في السنوات السابقة، وتعميق الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والمجتمعية عموما بين النساء والرجال بالمغرب، وكشفت بالملموس عن معاناة النساء من التمييز والعنف، وأظهرت بقوة تجلياته وآثاره على الصحة النفسية والجسدية للضحايا". أما الفنان المغربي سعد جلال، معد الرسومات الكاريكاتيرية لهذا المعرض المستمر إلى نهاية مارس الجاري، فيقول ، إن هذه التجربة الفنية هي الثانية من نوعها، بعد تجربة سابقة له السنة الماضية مع السفارة البلجيكية بالمغرب وفي نفس الفضاء، محطة القطار أكدال، أكبر محطة بالمغرب، والتي يعبرها حوالي 10 آلاف مسافر يوميا. وأكد أنه اختبر من خلال التجربة نجاعة الفن الكاريكاتيري في التحسيس بقضايا المرأة، لأنه يتجاوز حاجز اللغة، ويستعمل الرموز البصرية والسخرية الجادة في التعبير عن القضايا المجتمعية مثل قضايا النساء. وحول تجربته مع "فيدرالية رابطة حقوق النساء" والمكتب الوطني للسكك الحديدية بالمغرب، يوضح بأنها "تجربة فريدة حاولنا فيها عبر ورشات عديدة تضمين تجربة الفاعلات الجمعويات وشهادات النساء المعنفات في
لوحات ترتكز على الرموز البصرية لتقريب الفكرة من المتلقي، وهو ما قدمته في هذه الرسوم". وأضاف أن الرسومات "تشكل خلاصة عمل جماعي، كان هدفه تقريب وجهات نظر نساء مغربيات عن طريق الرسم، حيث ركزنا في تقديم هذه الأفكار على الجانب الإيجابي أيضا من دون الاقتصار على تصوير الواقع السلبي، كل ذلك في محاولة لشرح متمنيات وآفاق المرأة المغربية برموز بصرية تنضح بالواقع وآمال المستقبل، وما يجب أن يتوفر لإنصاف المرأة المغربية". ويشير الفنان سعد جلال إلى أن اهتمامه ينصب على تيمة حقوق الإنسان، وهو ما يركز عليه في معارضه التي سبق له تنظيمها مع هيئات ومنظمات دولية بالمغرب، مثل اليونسكو والاتحاد الأوروبي، معتبرا الكاريكاتير الوسيلة المثلى للتحسيس والتعبير دونما حاجة لاستعمال الكلمات، فهو
الفن المشاغب الذي يوصل الرسالة بغض النظر عن ثقافة أو لغة المتلقي، على حد تعبيره. وتجدر الإشارة إلى أن "فيدرالية رابطة حقوق النساء" بالمغرب قد رصدت العديد من المؤشرات المقلقة حول أوضاع النساء الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والتي أعلنت عنها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.وتمثل ذلك في تأثير الجائحة على فرص الشغل بالنسبة للنساء، والذي كان كبيرا، لأن النساء يشتغلن في الخدمات والسياحة وفي قطاعات إنتاجية توقف عملها، مثل الفلاحة، الصناعات، المناولة، الطيران، وعاملات منزليات. كما تضررت قطاعات أخرى تشكل النساء الجزء الأكبر من عمالتها، مثل الحلاقة والحمامات وتنظيم الحفلات.وفي المغرب، لا يتعدى النشاط الاقتصادي للنساء 22.2 بالمئة، وبطالة النساء تصل إلى 14 بالمئة، والفوارق في الأجور تصل 17
بالمئة. وسجلت الفيدرالية 4663 فعل عنف مورس على النساء بمختلف أنواعه في السنة الماضية، حيث شكل العنف النفسي أعلى نسبة بـ47.9 بالمئة، يليه العنف الاقتصادي بنسبة 26.9 بالمئة، ثم العنف الجسدي بنسبة 15.02 بالمئة. ناهيك عن بعض حالات العنف الجنسي والاغتصاب.كما تصدر العنف الزوجي بكل أشكاله بنسبة 86 بالمئة أنواع العنف الممارس ضد النساء خلال فترة الحجر الصحي.وبخصوص ضعف تمثيل النساء في المؤسسات المنتخبة والمناصب العليا بالمغرب، ذكرت الفيدرالية أن نسبة تمثيل النساء بالبرلمان ضعيفة جدا، إذ لا يشكلن سوى 21 بالمئة بمجلس النواب.
قد يهمك ايضا
جهود محاربة العنف ضد المرأة تجني نتائج هزيلة في المجتمع المغربي
العنف ضد المرأة يُشعل الأردن وعشرات النساء ينظمون وقفة احتجاجية أمام البرلمان
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر