الرباط - المغرب اليوم
في سابقة من نوعها، تمكنت المغربية “ع.ب” من العودة رفقة ابنتيها من سوريا، بعد مسار شاق من هرب وتدخلات عديدة قبل الوصول الأربعاء الماضي إلى بيت أهلها في تازة.قصة “ع.ب” تختلف عن ما تم اعتياد سماعه عن مغربيات بسوريا؛ فطريقة سفرها كانت بشكل نظامي رفقة زوجها السوري، وهو ما سهل عملية إعادتها رغم قضائها لأشهر بمخيم سوري لترحيل الداعشيات.
وقالت “ع.ب”، ضمن تصريحات ، إنها كانت متزوجة من شخص سوري وتقيم معه بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، وأن قصتها بدأت حينما قرر زوجها السفر لزيارة عائلته بسوريا عام 2018.
وقالت المواطنة المغربية: “كنت رافضة بداية؛ لكن أهله أقنعوني، وافقت بالفعل .. لكن بشرط أن أزور أهلي أولا، خاصة أن والدتي كانت مريضة جدا وأجرت عملية جراحية على مستوى الصدر؛ وهو ما اضطرني إلى البقاء ببلادي ستة أشهر، قبل أن يقرر زوجي أن عليّ أن ألتحق به بسوريا، وقام ببعث تذكرة الطائرة من الدار البيضاء صوب القاهرة ثم إلى بيروت ثم إلى سوريا”.
وتابعت المتحدثة ذاتها: “وصلت إلى سوريا، وبالضبط المنصورة بمنطقة الرقة، وهناك ظل معي زوجي أسبوعا فقط؛ لأن إجازته كانت قد شارفت على الانتهاء، فيما طلبت مني أسرته البقاء معهم حتى ألد لأنني كنت حاملا حينها”.
وأردفت: “انقلبت الحياة رأسا على عقب بعد مغادرة زوجي، بدأت عائلته تعاملني بعنف لفظي وجسدي وإهانات متكررة، إلى درجة أنني كنت أظن أن الكلب أحسن معاملة مني، ظللت معهم لمدة سنتين وشهر، وكانوا يخيفونني ويهددوني أنه إذا ما غادرت البيت سيتم القبض علي واعتباري داعشية”.
تواصل “ع. ب”: “كانت عائلتي على تواصل معه وأنا أتواصل أيضا مع المحامين لإيجاد حل لمشكلتي، خاصة أنني أنجبت طفلة هناك ولم يقم بتسجيلها، بدأت أتواصل مع محامين عديدين إلى أن أخبرني أحدهم أن أوراقي نظامية؛ لكن المشكل الوحيد أن ابنتي التي ازدادت بسوريا غير مسجلة على عكس ابنتي الكبرى. حينها، قررت الهرب”.
تواصلت “ع.ب” بعدها مع محامين عديدين، وتمكنت من الوصول إلى القوات الكردية وظلت في حماية “أسايش المرأة” لمدة 15 يوما إلى أن قاموا بتحرياتهم للتأكد من صحة المعلومات التي أدلت لهم بها، عقبها طلبت منهم إيصالها إلى الحدود التركية لتتمكن من الوصول إلى السفارة المغربية بتركيا.
وقالت: “أعلموني أنهم يستطيعون فقط إيصالي إلى آخر منطقة حدودية؛ وهو ما تم فعلا، وأوصلوني إلى منطقة الجيش الحر، هناك تعرفت على سيدة أوصلتني إلى قائد جيش تحرى بدوره عن المعلومات التي أتوفر عليها وساعدني على الخروج من بوابة العون”.
التقت هناك بأشخاص عديدين، وانتقلت من بيت إلى آخر من بيوت أعضاء الشرطة العسكرية، قبل أن تستقر في بيت عضو منها يدعى “أبو حسن” لمدة أربعة أشهر، وعقب انقضاء هذه المادة تم نقلها إلى مخيم “العين البيضاء” المخصص لتسفير الدواعش من مختلف الجنسيات.
وقالت: “حين وصولي إلى المخيم أخبرني قائد هناك بأنه تم النصب علي، وأنه طيلة الأربعة أشهر كان أولئك الناس يتأكدون من أنني لا أتوفر على مال”، مفيدة بأنها أجرت حينها مقابلة مع إدارة الهجرة التركية وتلقت وعدا بأنه سيتم إيجاد حل لتسفيرها عقب التواصل مع السفارة المغربية، وهو وضع طال لمدة سنة، قبل أن تتمكن “ع.ب” من تسجيل ابنتها الصغرى، بعد تواصل وتدخل من أعمام زوجها بالرياض وتجهيز أوراقها القانونية بمساعدة تنسيقية المغاربة في العراق وسوريا.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر