إدمان التواصل الاجتماعي يغتال الروابط الأسرية ويهدم العلاقات الزوجية
آخر تحديث GMT 20:00:14
المغرب اليوم -

إدمان "التواصل الاجتماعي" يغتال الروابط الأسرية ويهدم العلاقات الزوجية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إدمان

التواصل الاجتماعي
الرباط -المغرب اليوم

أحكمت وسائل التواصل الاجتماعي قبضتها على الروابط الاجتماعية والعلاقات الأسرية والحياة العامة، وبات إدمان هذه المنصات الافتراضية أقصر طريق إلى تفكك الأسرة و طلاق الأزواج وخفوت الدفء العائلي.شكلت الأسرة على مر عقود مشتلا للتربية، بوصفها مجتمعا مصغرا ونظرا لارتباط هذه البنية المجتمعية بحياة أغلب الأفراد والأجيال السابقة؛ فإلى جانب الوظيفة الأساسية التي كانت تؤديها في التربية والتواصل وتشديد أواصر المحبة، شكلت الأسرة قطعة فريدة من الفسيفساء المنيرة للحياة، والتصقت أدوارها في ذاكرة الأجيال بالمناسبات الدينية وباقي الاحتفالات الأخرى، وما كان يتخلل ذلك من لقاءات واجتماع حول مائدة الطعام وتبادل الزيارات بين الأهل والأحباب. 

أما اليوم، فإن كثيرين لا ينظرون بعين الرضا إلى واقع الأسرة المغربية، وقد اتسعت هوة التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة داخل البيت نفسه، ولم تعد تخفى على أحد العلل التي أصابت هذه البنية المجتمعية التي أضحت تتحول من سيء إلى أسوأ، ولعل أبرز عوامل هذا التحول يرتبط بظهور وسائط الاتصال الجديدة.

يرى الدكتور أحمد درداري، أستاذ جامعي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية عبد المالك السعدي بتطوان، أن التطور التكنولوجي غير من النظم الثقافية للمجتمعات واستلب الأفراد الكثير من القيم الإنسانية والاجتماعية، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي فضاءات ثقافية واجتماعية بديلة وخالية من الحدود المألوفة في الثقافة الدينية وحدود العادات والتقاليد الاجتماعية التي كانت صمام أمان الروابط العائلية، فاستبدل الممنوع بالمباح وتوجه الأفراد نحو الحرية المبالغ فيها.

وقال الأستاذ الجامعي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “الخطير في الأمر هو سهولة ولوج اليافعين إلى المعلومات المهددة للأجيال، وافتقاد التواصل المباشر، وتباعدت العلاقات وتكون مناطق نفوذ افتراضية وملكية خاصة ومعلومات شخصية بين أفراد الأسرة الواحدة وسعت فجوة التباعد المبني على شخصنة الحياة الافتراضية”.وأوضح الأكاديمي المغربي أن بروز هذه المنصات أسهم في طغيان العلاقات الثنائية على حساب العلاقات الجماعية الأسرية، “ومات بذلك دور الأبوين، ولم يعد التحكم في التربية والتأطير الأسري ممكنا، بل بقي فقط دورهما الغائب عن المواجهة وضعيف التأثير في الأذواق والاختيارات الثقافية والاجتماعية”. 

وشدد الباحث ذاته على أن إدمان هذه الوسائل إلى حد الهوس “أفضى إلى تصدع مكنون البشرية، وهذا ما يتطلب إعادة تقنين استعمال الإنترنت والولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي والتحكم في المخاطر المهددة للثقافات والمعتقدات والروابط الأسرية والاجتماعية”.

وأضاف الأستاذ درداري أن الإنترنت خرب البيوت وساهم في تفكيك الأسر، ودمر البيئة الطبيعية للإنسان وأفرز ظواهر دخيلة من قبيل الطلاق والتحرش وسرقة المعلومات والتشهير ونشر صور وفيديوهات إباحية تمس وتخدش الحياء العام.وأكد المتحدث أن “مستقبل العلاقات الأسرية في ظل سوء استعمال الإنترنيت صار مهددا بالزوال وحلول الفرد الافتراضي محل الأسرة الواقعية، وسيكون مظهرا للبشرية المنحطة الفاقدة للقيم والترابط الأسري والاجتماعي”.

قد يهمك أيضا:

 الأمم المتحدة تستعين بالروبوت المغربية "شامة" لمناهضة العنف والتمييز ضد النساء

النساء المغربيات تغزو المؤسسات بعد انتخابات 2021

   
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدمان التواصل الاجتماعي يغتال الروابط الأسرية ويهدم العلاقات الزوجية إدمان التواصل الاجتماعي يغتال الروابط الأسرية ويهدم العلاقات الزوجية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 10:12 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
المغرب اليوم - بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 02:37 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأسهم الأوروبية تنهي تداولات الأسبوع على انخفاض طفيف

GMT 03:49 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

كيف يمكن إحلال 40 مليار دولار واردات سنوية من مجموعة بريكس

GMT 21:29 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الدولار عند أعلى مستوى في شهرين ونصف والين يتراجع

GMT 01:10 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بعض دول الـ«بريكس» لها مؤشرات اقتصادية عالية

GMT 02:26 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع الاحتياطي النقدي المصري 279% في 10 سنوات

GMT 02:41 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

دبي تطلق مشروع أكبر مكتبة في العالم العربي

GMT 03:05 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

ساندي تُبدي سعادتها بدورها في فيلم "عيش حياتك"

GMT 00:30 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عبد الحق الخيام يلقي نظرة الوداع على والدته

GMT 15:43 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة بيجو 301 في المغرب

GMT 02:03 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بالوتيلي يقود نيس للفوز على ديغون ومهدد بعقوبة مشددة

GMT 17:36 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بسمة وهبة تتعرض لهجوم حاد بعد حضورها عزاء والدة لطيفة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib