الرباط -المغرب اليوم
في سبيل بناء أسري سليم ومتماسك في المغرب، صدر كتاب جديد معنون بـ”رخصة الزواج” للباحث والمرشد النفسي زهير بلحمر، بعنوان فرعي هو “من أجل أسرة مستقرة ومستمرة-مقالات وأبحاث في التأهيل الزواجي”.ويروم المؤلف الجديد “الإسهام في نشر ثقافة أسرية مبنية على أسس صحيحة علميا وسليمة معرفيا”، تخلو من “المواقف والانطباعات الشخصية والتحيزات الذاتية”، في سبيل “المشاركة في بناء أسرة متماسكة ثابتة أمام كل التحديات التي يمكن أن تواجهها والأزمات التي تمر منها، والعواصف التي تحيط بها من كل جانب بغرض التمتع بجودة في الحياة الشخصية أولا، والزوجية ثانيا، والوالدية ثالثا، والأسرية رابعا، والمجتمعية خامسا؛ باستغلال الممكن إلى أقصى قدر ممكن وفق الظروف والإمكانات والفرص المتاحة لكل أسرة؛ حيث تفعل كل أسرة ما يناسبها.”
ويؤكد الكتاب على كون الأسرة هي “اللبنة الأساس للمجتمع”، التي “إذا صلحت صلح المجتمع، وإذا فسدت فسد المجتمع”، وبالتالي، من أجل ضمان صلاحها، “لا بد من مقومات وأسس، أولها المقوم المعرفي والفكري، فهو بمثابة البوصلة التي توجه الفرد للاتجاه السليم ليستبين المنهج القويم فيسلكه دون اعوجاج أو انحراف.”
ويذكر المؤلف أن مقالات الكتاب “تمتح من شريعتنا الغراء أولا، والعلوم الإنسانية الخادمة لها ثانيا، وعلى رأسها علم النفس الأسري وعلم الاجتماع الأسري والقانون بمعنييه العام والخاص، دون إغفال أو إهمال لثقافتنا الشعبية الحاضنة لحكمة المغاربة وخبراتهم الإيجابية التي راكموها عبر سنين في العلاقات الزوجية خاصة، والأسرية عامة، كل هذا من أجل فهم عميق لقضايا الأسرة وامتداداتها بشكل كلي وشمولي.”
وفي تقريظ أسماء الشروقي، مستشارة نفسية عضو هيئة التدريس بمعهد وليام جلاسر ب الولايات المتحدة الأمريكية، كتبت أن هذا الكتاب “مساهمة علمية تنظر للزواج بوصفه مشروعا يحتاج إلى تخطيط مسبق لضمان جودة مخرجاته، حيث يقدم خريطة طريق لكل مقبل على الزواج أو لكل متزوج فقد البوصلة ويريد إعادة بناء العلاقة الزوجية لتحصيل السكينة والمودة.”وذكرت الشروفي أن الكتاب يسعى إلى “رسم معالم الزواج السعيد المستقر الذي من دعائمه نضج طرفي العلاقة، بدءا بمرحلة الاستعداد للزواج، ومرورا بمرحلة الخِطبة وانتهاء بسبل مواجهة التحديات والصعوبات”، مع تقديم “بعض الحقائق النفسية التي لا بد من معرفتها، بالإضافة إلى أدوات عملية تساهم في بناء المهارات النفسية والاجتماعية، وتنميتها لتحقيق الجدارة والنضج النفسي لدى الشريكين”، بغية “الحصول على بيئة أسرية دافئة وداعمة ومستقرة”.
وفي تقديم زهور الحر، رئيسة المنتدى المغربي للوساطة الأسرية، كتبت أن الحياة البشرية قد “بدأت من علاقة فطرية بين زوجين خلقهما الله سبحانه، وأودع فيهما فطرة حب البقاء والتناسل، فشرع الزواج نظاما لإنشاء الأسرة التي تعد قاعدة المجتمع الإنساني والخلية الأساس فيه لإنشاء أفراد تربطهم أواصر القرابة والمصاهرة والبنوة والأمومة في مجتمع تحكمه قواعد وضوابط وأحكام وقوانين، لكي تقوم الأسرة على أسس سليمة، تضمن لها الاستمرار والبقاء، وتمكنها من أداء وظيفتها الأساسية في تكوين وخلق أجيال تساهم في النهوض الحضاري والارتقاء بالقيم والمبادئ النبيلة لتحقيق الكرامة الإنسانية.”
وزادت المقدمة أنه “مع التحولات والتغييرات التي عرفتها الحياة البشرية في كل المجتمعات، وضمنها المجتمع المغربي، والتي كان لها تأثير كبير على الأسرة من حيث التركيبة والأدوار والعلاقات بين أفرادها، مما شكل تحديات كبرى أمام هذه المؤسسة تجلت في انتشار المشاكل الزوجية، وبروز حالات العنف والتفكك العائلي بالانفصال والطلاق، وهو ما يدعو إلى ضرورة استحضار أدوار الإرشاد الأسري وخدماته بكونه عملا منظما وخدمة اجتماعية تواكب الأسرة المغربية في مسارها لنشر ثقافة وقائية وعلاجية وإذكاء الوعي بأهمية الأدوار وتحمل المسؤوليات وفهم الحقوق والواجبات في هذه المنظومة الصغيرة ذات الآثار الكبيرة على المجتمع وعلى الشعوب”.
وأضافت الحر أن هذا ما حدا بثلة من الباحثين والدارسين إلى “المناداة بضرورة تنظيم الخدمة الاجتماعية للأسرة، وتقنينها عن طريق الإرشاد الأسري والوساطة الأسرية في حل النزاعات الأسرية بطرق ودية للحفاظ على التماسك الاجتماعي، وتنقية العلاقات من كل الشوائب التي تعوق عملية الإحساس بالسلم والأمان والارتقاء بالسلوكيات والمعاملات لنشر قيم المحبة والتسامح والمساواة والإنصاف.”وسجلت في الأخير أن “زهير بلحمر، المرشد النفسي والاستشاري الأسري، يعد من ضمن هؤلاء الباحثين الذين شغلهم واقع الأسرة المغربية، في ظل ما يعرفه الواقع من تنامي حالات النزاعات والتفكك الأسري وارتفاع نسب الطلاق، بالرجوع إلى نقطة الانطلاق وهي الزواج، وتسليط الأضواء على هذه العلاقة التي يجب أن تقوم على أسس متينة، وقناعات فكرية بمعرفة الشريك، وطريقة اختياره، وكيفية التعامل معه، واستثمار فترة الخطبة للتقارب وتملك مهارات وقدرات لمعالجة ما قد يعتري هذه العلاقة من صعوبات أثناء الحياة اليومية.”
قد يهمك ايضا:
عتبة الولوج إلى الطبقة الوسطى ترتفع أمام الأسرة المغربية
نسب الأطفال "خارج الزواج" يُحيي مطلب مراجعة مدونة الأسرة المغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر