ممارسة العنف الزوجي لم تعد مقتصرة على الرجل في المغرب
آخر تحديث GMT 13:19:44
المغرب اليوم -

ممارسة العنف الزوجي لم تعد مقتصرة على الرجل في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ممارسة العنف الزوجي لم تعد مقتصرة على الرجل في المغرب

العنف الزوجي
الرباط -المغرب اليوم

لم تعد ممارسة العنف الزوجي مقتصرة على الرجال. هذه حقيقة غالبا ما يتم التغاضي عنها وأحيانا إنكارها. فالرجال بدورهم يقعون ضحايا للعنف الأسري من طرف زوجاتهم.ففي المغرب، أفادت المندوبية السامية للتخطيط بأن أزيد من 42 بالمائة من الرجال تعرضوا لفعل عنف واحد على الأقل، 31 في المائة منهم تعرضوا للعنف الممارس من طرف الزوجة أو الزوجة السابقة أو الخطيبة أو الشريكة الحميمة.وفي هذا الصدد، يقول رئيس جمعية الدفاع عن الأزواج ضحايا العنف الأسري، فؤاد الهمزي، إن الضحايا يتعرضون للضرب والإهانة، وأعمال الشعوذة والابتزاز الاقتصادي والجنسي، لكنهم يعانون في صمت ولا يستطيعون التحدث أو تقديم شكاية.

وأوضح الهمزي أنه بدافع الحرج من إثارة موضوع يصنف في خانة الطابوهات أو بسبب الشعور بالذنب، يجد الرجل المعنف نفسه أسيرا للذكورية التي يفرضها المجتمع، ويمكن أن يلتزم الصمت طويلا ويحاول تقليل آثار العنف الجسدي والنفسي الذي يتعرض له دون البحث عن حماية؛ مؤكدا أنه يسعى من خلال جمعيته إلى مساعدة الرجال في وضعية نزاعات زوجية أو عائلية، والمعرضين للعنف الزوجي والأسري، أو في حالة الانفصال في ظروف صعبة.وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء: "مازلنا نعيش داخل مجتمع تقليدي يتميز بتوجه أحادي الجانب. لا يمكن للرجل إلا أن يكون المعتدي العنيف والمرأة هي دائما الضحية المضطهدة".

من جانبها، أكدت عالمة الاجتماع، سمية نعمان جسوس، أن الرجال المعتدى عليهم كانوا موجودين دائما في كل المجتمعات "بما في ذلك مجتمعنا، سواء في المدينة أو في القرى"، مشيرة إلى أن المجتمع شهد العديد من التحولات التي حطمت هذا الطابو ومكنت النساء من سلطة أكبر على المستوى الأسري.وأوضحت جسوس أن "النساء غيرن تمثلهن لمؤسسة الزواج وتصورهن لمكانتهن داخلها. وسواء كانت متعلمة أو أمية، ترغب المرأة اليوم في أن تعيش بطريقة عادلة في إطار علاقة متناغمة مع الزوج. لم تعد المرأة تأتي إلى حفل الزفاف مطأطأة الرأس وخاضعة، لكنها تسعى إلى إرساء علاقة رابح-رابح مع الزوج".

وقالت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الرجل المغربي "المتمسك بامتيازاته الثقافية، ليس مستعدا بعد لهذا التغيير"، وهو ما يخلق استعدادا مسبقا بين الزوجين لنشوب الصراع.وتابعت أنه عندما تتم إدارة الخلافات بشكل سيء، يمكن أن يصبح الشخص، سواء أكان رجلا أم امرأة، عنيفا بالفعل.

ووفقا لجسوس، يمكن أن تكون العلاقة الخاضعة للتقلبات بين الزوج والزوجة مضطربة عندما يظل الزوج أسير تربيته التقليدية على الرغم من اختياره الزواج من امرأة عصرية.ومن جهتها، قالت ناهد رشاد، المدربة المتخصصة في العلاقة الزوجية، إنه إلى جانب التغيرات المجتمعية، هناك عوامل أخرى يمكن أن تدفع بالمرأة، "هذا الكائن الناعم"، إلى أن تصبح عدوانية.

وأشارت رشاد إلى أن الأمر يتعلق بالخصوص ببيئتها الأسرية والسلوك الذي تتبناه الإناث داخل عائلتها تجاه الذكور، مسجلة أن المرأة يمكن أن "ترث" العنف وتمارسه إثر ذلك في حق الزوج.وأضافت أن بإمكانها أيضا أن تستعيره من محيطها، كما يمكن أن تكون هي نفسها ضحية للعنف في الماضي، سواء داخل عائلتها أو في إطار تجربة زواج سابقة، مما يدفعها إلى اتباع نفس المسار دون أن تدرك ذلك.

وفي مواجهة مثل هذه الشريكة، توصي المدربة بضبط النفس والهدوء؛ موضحة أن العدوانية يغذيها العنف، في حين أن الهدوء "قادر على تجريد الآخر من سلاحه". وشددت الخبيرة على ضرورة التحكم بقوة في العواطف، والتحلي بالثقة والحزم ومحاولة إرساء أسس الحوار.

وعلى الصعيد القانوني، أكدت مريم الإدريسي، المحامية بهيئة الدار البيضاء، أن أي رجل وقع ضحية للعنف له الحق، على غرار المرأة، في اللجوء إلى العدالة وفق مقتضيات القانون الجاري به العمل.وأوضحت المحامية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه للوهلة الأولى، يبدو أن القانون رقم 13-103 المتعلق بمكافحة العنف ضد المرأة يخص، انطلاقا من تسميته، المرأة حصريا، "غير أن الأمر بخلاف ذلك! يعاقب القانون أي تصرف عنيف بغض النظر عن جنس الضحية".

وتابعت أن المغرب منخرط منذ سنوات في محاربة العنف الزوجي، مع تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وهو أحد أهداف التنمية المستدامة، موضحة أن جميع المواد المكملة أوالمعدلة لمقتضيات القانون الجنائي ذات الصلة بالعنف الزوجي موجهة لأي شخص، رجلا كان أو امرأة.واعتبرت المحامية أن العديد من الرجال نجحوا، في الواقع، في الحصول على حضانة أطفالهم وتم تعويضهم في إطار الطلاق للشقاق لأنهم كانوا ضحايا عنف من طرف زوجاتهم.

ومن الصمت الذي كان يحيط بالحياة الخاصة إلى التعميم الإعلامي اليوم، أصبح العنف الزوجي، وخاصة الذي يعاني منه الرجال، أمرا معترفا به. ويمكن أن تتحول الأسرة، التي هي في الأصل، فضاء للمحبة وحماية الخصوصية، إلى مكان للهيمنة والعنف المرتكبين في الخفاء، والمحميين بالعار والشعور بالذنب.كما يمكن أن تكون العواقب وخيمة، خاصة في ظل وجود أطفال، من المحتمل أن يعيدوا إنتاج العنف، باعتباره صيغة التواصل الوحيدة التي يعرفونها

قد يهمك ايضا

مندوبية التخطيط تؤكّد أنّ العنف الزوجي يتسبب في مشاكل صحية وعقلية للأطفال

رجل يقطع أنف زوجته لمغادرتها المنزل من دون إذنه

   
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ممارسة العنف الزوجي لم تعد مقتصرة على الرجل في المغرب ممارسة العنف الزوجي لم تعد مقتصرة على الرجل في المغرب



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib