كلارا ماس ضحت بحياتها لإنقاذ البشر
آخر تحديث GMT 17:29:22
المغرب اليوم -

بعد أن وافقت على جعل نفسها "فأر تجارب"

"كلارا ماس" ضحت بحياتها لإنقاذ البشر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الممرضة الأميركية كلارا ماس (Clara Maass)
لندن - المغرب اليوم

على مر التاريخ، لم يتردد العديد من البشر في التضحية بأنفسهم من أجل تقدم العلم حيث عمد هؤلاء لوضع حياتهم على المحك جاعلين من أنفسهم فئران تجارب بشرية لإثبات نظريات علمية ودحض بعض الأفكار السائدة. وإضافة للطبيبين البريطانيين جوناس كيلغرين والسير توماس لويس وتجاربهما المؤلمة على العظام، وعالم الكيمياء الألماني ماكس جوزيف فون بيتينكوفر وتجربته الخطيرة باستخدام بكتيريا الكوليرا، ومغامرة الطبيب الإيطالي جيوفاني غراسي المرعبة مع الديدان الشريطية، يذكر التاريخ اسم الممرضة الأميركية كلارا ماس (Clara Maass) والتي فارقت الحياة في ريعان شبابها بعد أن وافقت على جعل نفسها "فأر تجارب" بشريا خلال الأبحاث حول مرض الحمى الصفراء.

فأثناء الحرب الأميركية الإسبانية سنة 1898، تطوع العديد من النساء الأميركيات للعمل كممرضات بمراكز الصحة العسكرية بولايات فلوريدا وجورجيا ومنطقة سانتياغو الكوبية للاعتناء بالجنود الذين عانوا طيلة هذه الحرب من أمراض مختلفة، كان أبرزها الحمى الصفراء والتي تسببت لوحدها حسب العديد من المصادر في وفاة عدد هام من الجنود تجاوز عدد الذين سقطوا خلال المعارك.

وتطوعت الأميركية كلارا ماس البالغة من العمر حينها 21 سنة خلال تلك الفترة، للعمل كممرضة لصالح الجيش الأميركي، وقد حافظت الأخيرة على هذه الوظيفة إلى حدود شهر شباط/فبراير 1899، حيث تم الاستغناء عن خدماتها بشكل مؤقت قبل أن تعود مرة ثانية خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1900 لمواصلة مهامهما بكوبا لصالح لجنة بالجيش الأميركي مختصة في دراسة الحمى الصفراء.

فعقب نهاية الحرب الأميركية الإسبانية منتصف شهر آب/أغسطس سنة 1898، انتشر مرض الحمى الصفراء بشكل سريع في كوبا، وهو ما أثار قلق الأميركيين الذين فضلوا إرسال لجنة طبية وعلمية مختصة لدراسة هذا المرض عن كثب.

ونشر الطبيب الأميركي وليام غورغاس (William Gorgas) في خريف عام 1900، إعلانا للحصول على خدمات عدد من المتطوعين لإجراء تجارب حول مرض الحمى الصفراء. ولتشجيع المتطوعين، عرض وليام غورغاس مكافأة قيمتها 100 دولار لكل متطوع،

ووعد بتقديم 100 دولار إضافية لمن يصاب منهم بالمرض. وقد لجأت السلطات الأميركية للاعتماد على فئران تجارب بشرية بدل الحيوانات بسبب عدم قدرتها على تحديد تأثير الحمى الصفراء على هذه الأخيرة وصعوبة الحصول على نتائج واضحة.

وعلى الرغم من علمها بمخاطر الإصابة بهذا المرض ومشاهدتها لمعاناة الجنود خلال الحرب الأميركية الإسبانية، تطوعت كلارا ماس لتكون بذلك واحدة من "فئران التجارب" البشرية لدراسة الحمى الصفراء. وخلال شهر آذار/مارس 1901، أجريت أول تجربة على هذه الممرضة تعرضت خلالها للسعة بعوضة تغذت طيلة الفترة السابقة على دم مصابين بالحمى الصفراء. وعقب هذه التجربة الأولى، أصيبت كلارا ماس بأعراض المرض قبل أن تتماثل تدريجيا للشفاء.

وأثارت نتائج الأبحاث قلق الأطباء حيث كان هؤلاء متيقنين من نقل البعوض للمرض. وبسبب تماثل الذين خضعوا للتجربة للشفاء سريعا، افتقر الباحثون للدليل القاطع الذي يؤكد مسؤولية هذه الحشرة في نقل الحمى الصفراء.

ووافقت كلارا ماس، خلال شهر آب/أغسطس 1901، على أن تتعرض للسعة ثانية من بعوضة مصابة بالحمى الصفراء. لكن خلال هذه التجربة الثانية اختلفت النتائج عن تلك التي تم التوصل إليها بالتجربة الأولى، حيث تدهورت الحالة الصحية لكلارا ماس بشكل سريع لتفارق الحياة يوم 24 آب/أغسطس 1901 عن عمر يناهز 25 سنة.

وحاول الأطباء إثبات نظرية اكتساب جسم الإنسان لمناعة ضد مرض الحمى الصفراء عقب إصابة سابقة به وبسبب وفاة كلارا ماس جاءت النتائج مخيبة للآمال لتثبت عكس ذلك. في الأثناء، أثارت وفاة كلارا ماس موجة استياء شديدة بالولايات المتحدة الأميركية أسفرت عن وضع حد لاستخدام البشر كفئران تجارب أثناء الأبحاث على مرض الحمى الصفراء.

وفي غضون ذلك، دفنت جثة كلارا ماس بمقبرة المستوطنين بهافانا بكوبا وظلت هنالك لأشهر قبل أن تنقل خلال شهر شباط/فبراير 1902 لتدفن بمقبرة فيرمونت بمدينة نيوآرك بولاية نيوجرسي الأميركية.

قد يهمك ايضا :

النساء ميالات للثرثرة بشأن السيدات الجاذبات للرجال والمتبرجات

المرأة الخليجيّة تدخل الحياة السياسية معيّنة غير منتخبة

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلارا ماس ضحت بحياتها لإنقاذ البشر كلارا ماس ضحت بحياتها لإنقاذ البشر



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي

GMT 08:07 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان السعودي أبو بكر سالم بعد صراع طويل مع المرض

GMT 09:55 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جولن لوبيتيغي يؤكد أن إسبانيا ستتعذب بحثا عن التأهيل

GMT 09:56 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

الأسود يقطعون 2600 كلم بين ملاعب مونديال روسيا

GMT 20:12 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

المغربي مروان الشماخ يعيش الـ"عطالة" الكروية

GMT 21:22 2014 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ضبط 300 ألف وحدة أقراص "مهلوسة" في المغرب

GMT 04:10 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

يونس الديب يُبيِّن سبب فشل تجربته مع المغرب الفاسي

GMT 02:25 2013 السبت ,30 آذار/ مارس

روبوت على شكل قنديل البحر في حجم الإنسان

GMT 14:27 2016 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

شاي الناردين يساعدك على الاسترخاء والنوم

GMT 14:41 2016 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

الرجاء يفتقد خدمات عبدالكريم الوادي للإصابة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib