لندن ـ كاتيا حداد
تحمَّلت طفلة بريطانية مسؤولية أسرتها مبكرا للغاية، إذ تعمل على رعاية والدتها وأخيها الأكبر نظرا إلى مرضهما وعدم وجود من يساعدهما.
واعترفت إميلي وود، البالغة من العمر 11 عاما من نورث يوركشاير، أنه كان عليها أن تكبر قبل أوانها لأنها لابد أن تقوم بأعمال المنزل لأمها وأخيها جوزيف، في حين أن والدها يعمل بدوام كامل حتى يتمكنوا من دفع فواتيرهم.
وتعاني والدة إميلي، هايلي "48 عاما"، من اعتلال عضلي يسمى "الميتوكوندريا"، وهي حالة إنهاك تؤثر على العضلات كلها. وأوضحت هايلي "أعاني من مرض يؤثر على جميع عضلاتي، فلا أستطيع الأكل أو القيام بأي من النشاطات اليومية العادية نظرا لأني ضعيفة للغاية".
ويعاني الابن جوزيف من حالة مماثلة، إلا أن أعراضه تأتي على موجات منفصلة، مما يجعله يستطيع مساعدة أخته في أعمال المنزل كلما كان قادرا على ذلك.
وأشارت إيميلي إلى أن كل ما تتذكره منذ طفولتها حتى الآن هو رعاية والدتها، وعلى الرغم من أن الأم تحصل على بعض المساعدة بضع ساعات في الأسبوع من عمال الرعاية، إلا أنها لا زالت في حاجة لرعاية ابنتها، إذ تقوم الصغيرة بالعديد من المهام من الطهي والغسيل وإعطاء والدتها العلاج والطعام والذهاب لشراء احتياجات المنزل.
وإميلي واحدة من بين 700 ألف طفل ممن يقدمون الرعاية في أنحاء برطيان دون سن الـ 18. وأوضحت أنها تتمكن من الحصول على بعض الراحة واللعب مع الأطفال الآخرين عندما تأخذ دورها مع بعض مجموعات الدعم المحلية لبضع ساعات.
وأوضحت "أنا أحب طهي وجبات الطعام لعائلتي، وفي بعض الأحيان أخبر أصدقائي أنني لا أستطيع القيام بأي نشاط معهم، ولكني أعتقد أنني قد تعودت على ذلك، نضجت بشكل أسرع من غيري من الأطفال".
ولفت الوالد، كيفن، أنه يكسر قلبه أن يشاهد ابنته، التي تحب الرقص والرماية، قد فقدت طفولتها الهانئة. وتابع "نشعر بالقلق بشأن خسارتها لطفولتها، لأنها اضطرت إلى تحمل المسؤولية في وقت سابق لأوانها"، وأبرز "عندما أذهب إلى العمل يصبح على إيميلي ملأ الفراغ الذي أتركه، فإنها تعود من المدرسة إلى البيت ولا تعرف ما ستجده، فقد عدت إلى المنزل في مرة فوجدت هايلي على الأرض".
ولفتت الطفلة إلى أنها تمارس رياضة الجري في المدرسة حتى تتمكن من أن تنسى متاعب المنزل لبعض الوقت، ولكنها تريد الاستمرار في مساعدة الآخرين عندما تكبر.
واختتمت حديثها بالقول "أريد أن أعمل في الكيمياء الحيوية حتى أتمكن من صنع الأدوية ومساعدة الناس الذين يعانون مثل أمي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر