ظاهرة الانتحار تشهد ارتفاعًا هائلًا في أوساط المجتمع المغربي
آخر تحديث GMT 00:51:20
المغرب اليوم -
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

ظاهرة الانتحار تشهد ارتفاعًا هائلًا في أوساط المجتمع المغربي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ظاهرة الانتحار تشهد ارتفاعًا هائلًا في أوساط المجتمع المغربي

ظاهرة الانتحار تشهد ارتفاعًا هائلًا
مراكش_ ثورية إيشرم

أصبحت ظاهرة الانتحار تشهد ارتفاعًا هائلًا وبطريقة سريعة في أوساط المجتمع المغربي، ولم تعد تقتصر على فئة عمرية معينة بل تجاوزت ذلك لتصبح ناقوسًا يدق الخطر في صفوف كل الأسر المغربية ومن مختلف الشرائح المجتمعية، وتعدت هذه الآفة الخطيرة صفوف المراهقين والمرضى النفسيين لتدخل وبقوة إلى عالم الراشدين وكبار السن من الجنسين معًا، وهي من الظواهر السلبية التي باتت تكبل المجتمع المغربي بتداعياتها الخطيرة التي تزداد حدتها وبوتيرة متسارعة على صعيد المملكة.

وتحتل جهة مراكش تانسيفت الحوز المراتب المتقدمة في انتشار ظاهرة الانتحار، لاسيما منطقة شيشاوة ضواحي مراكش التي سجلت نهاية 2014 أعلى نسبة في صفوف المنتحرين والتي وصلت إلى 60 في المائة من مختلف الأعمار، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب اختلفت وتنوعت من شخص إلى آخر .

وللخوض في هذه الظاهرة المجتمعية التي توسعت رقعتها بشكل رهيب في المجتمع، إذ وصلت إلى نسبة 97 في المائة على صعيد المملكة المغربية في مدة 12 عامًا وعرفت ارتفاعًا مهولًا لاسيما في جهة مراكش، أجرى "المغرب اليوم" هذا التحقيق رفقة أُسر فقدوا ذويهم وأشخاص أقدموا على محولات انتحار فاشلة، فضلًا عن مجموعة من الأشخاص الذين أصبحوا يعانون الأمرين بسبب هذه المعضلة التي أدت إلى فقدانهم أشخاصًا مهمين وأدت إلى إدخال الكآبة والحزن إلى قلوب الكثيرين وخلفت حالة يائسة وحزينة في أوساط المجتمع وذلك لتوضيح أهم الأسباب المؤدية إلى إقدام الأشخاص على الانتحار ووضع حدًا لحياتهم بأشكال متعددة ومختلفة، إذ كنا نسمع عنها في الحوادث الغربية ونستغرب منها لنجدها انتشرت بيننا وأصبحنا نسمع عنها بشكل كبير ضمن الحوادث المغربية اليومية هذا إن لم تتجاوز الحوادث لتحتل المراتب المتقدمة في المجتمع .

الباتول 39 عامًا موظفة في أحد المنتجعات السياحية في مدينة مراكش وأم لطفلين تؤكد في تصريح لـ "المغرب اليوم" "إنّ ظاهرة الانتحار أدت إلى إصابتي بأزمة نفسية صعبة، وذلك بعد أن أقدم زوجي على وضع حدًا لحياته بسبب المشاكل العائلية التي كنا نتخبط فيها، فمن جهة أسرتي ومن جهة أخرى أسرته، عشنا تحت ضغوط كبيرة من طرف الأسرتين، نظرًا للحالة الاجتماعية الضعيفة التي نعيشها، فضلًا عن كونه تزوج بي رغم أنّ أسرته كانت ترفض هذا الزواج، ما أدى إلى خلق حزازات كبيرة بيننا لاسيما أنه لم تكن هناك علاقة وصل بيني وبين عائلة زوجي حيث لم يقبلوا بي فيما بينهم  حتى بعد أن أنجبت لم تتحسن العلاقة، ونظرًا للضغط الكبير الذي كنا نعيش فيه وكثر الكلام القاسي الذي كنا نسمعه من أسرتي بسبب هذا الموضوع ناهيك عن الوضع المادي الضعيف الذي كان سببًا يجعل أبي ينتقده دومًا وفي كل المناسبات، والظروف صعبة جعلتنا ندخل في مشادات كلامية بشكل يومي وشجارات عنيفة في كل لحظة أدت إلى ترك زوجي للمنزل مدة شهرين قبل أن يعود، حيث بدأنا من جديد إلا أن المشاكل كانت تحاصرنا من كل جهة والتي أدت بزوجي إلى الانتحار في مرحاض داخل عمله، لتصلني الأخبار من الشرطة التي اتصلت بي حيث 

تم العثور عليه جثة هامدة، إذ أقدم على إنهاء حياتها بتناول مادة سامة، هنا انقلبت حياتي رأسًا على عقب، زوج منتحر ومشاكل تحيط بي من كل الجهات أسمع كلامًا قاسيًا من طرف أسرته، أطفالي بلا أب ولا أملك مصدر عيش يساعدني على تربيتهما، وأزمة نفسية لم أستطع التغلب عليها رغم أني خرجت للعمل من أجل أن أعيل أطفالي وألتقي أناس وأجتمع بعدد كبير من الأشخاص بحكم عملي في مجال السياحة إلا أني لم أخرج من تلك القوقعة التي أتخبط فيها منذ ثلاثة أعوام، فالانتحار مصيبة المجتمع والكل يعتبرها وسيلة سهلة في الحد من المشاكل إلا أنها تخلف مشاكل أكبر وتضاعف المعاناة وتؤدي إلى التسبب في توترات نفسية وصحية قد لا يشفى منها الإنسان مهما حاول في حياته".

ومن جهتها تؤكد الحاجة خديجة لـ "المغرب اليوم"،  "أنّ الانتحار لم يكن معروفًا في الأوساط المغربية في القديم ليتحول فجأة إلى حالة عادية تجدها أينما تنقلت وتسمع أنّ آلاف الأشخاص ينتحرون وببساطة وكأن الحياة لا تساوي شيئًا، وأنا فقدت ابني الأكبر بسبب هذه الظاهرة التي تحولت من مصيبة إلى ثقافة داخل البيوت المغربية، وكانت الأسباب التي دفعته إلى إنهاء حياته مشنوقًا هي الخيانة الزوجية، حيث اكتشف أنّ زوجته تخونه مع آخر وانتقل إلى المكان الذي كانا فيه معًا وقتلهما وقتل نفسه تاركًا لي رسالة يطلب فيها السماح على ما سيتسبب فيه من ألم ومعاناة بعد أن يقدم على هذا الفعل الشنيع، لكن لو كان فعلًا على يقين بما سأشعر به بعد أن علمت بما قام به لما تجرأ وأقدم على الانتحار، ولا أحد في هذا الكون يشعر بما أشعر به، والآن مرّ عامين على وفاة ابني وما زلت أرى جثته معلقة في السقف بواسطة حبل في غرفة فيها جثة زوجته وعشيقها غارقتان في الدماء، وهو منظر لا يمكنني أن أنساه أبدًا وفقدان ابني الأكبر ليس بالأمر السهل علي، ولا يمكن أن يكون سهلًا على أي شخص مهما كان قاسيًا أن يرى ابنه منتحرًا ينهي حياته بيده متحديًا بذلك أمر الله وقضائه يصرح بفعلته هذ

ه بصريح العبارة لا أريد هذه الحياة التي منحني الله إياها، أمر لا يمكن للعقل أن يتقبله".

وأوضح عبد المؤمن طالب في العشرين من عمره أنه حاول الانتحار مرة إلا أنه تم إنقاذ حياته في آخر لحظة، مشيرًا إلى أنً "الانتحار تجربة صعبة خلّفت الكثير من المشاكل داخل الوسط الأسري بعدما قمت بها مرة، حيث كان عمري 16 عامًا تشاجرت مع أستاذ في الثانوية وجعل مني سخرية أمام التلاميذ، لم أتقبل الأمر وعدت إلى المنزل حيث وجدت أنّ والدي عرف بالموضوع ولم يمهلني فرصة لأشرح له ما حدث فقام بدوره بضربي ضربًا مبرحًا بواسطة سلك كهربائي وأقفل عليّ الغرفة ولم يسمح لي بالخروج مدة ثلاثة أيام عقابًا لي عما فعلت، وما زاد الطين بلة أنّ التلاميذ في المؤسسة عرفوا بما جرى، الأمر الذي لم أتقبله فقمت بمحاولة انتحار لإنهاء حياتي بعدما أصبحت أرى كل شيء أسود أمامي، فقمت برمي نفسي من نافذة الغرفة المتواجدة في الطابق الخامس إلى الشارع وأصبت بكسور في مختلف أنحاء الجسم إضافة إلى إصابة خطيرة على مستوى الرأس أفقدتني الوعي ودخلت العناية المركز عشرة أيام لأقوم بعدها وأعيش معاناة كبيرة مع العلاج، إلا أنني أصبت بخلل في الدماغ وما زالت أتابع العلاج بسببه حيث أقضي ثلاثة أيام من كل شهر في المستشفى من أجل تلقي العلاج، وبعد أن شفيت تمام من الرضوض والكسور عرض
ني أهلي على طبيب نفسي ساعدني كثيرا لأخرج من تلك المرحلة التي فقدت فيها كل شيء، رسبت وخسرت كرامتي وثقة أسرتي واحترامي لنفسي، واحترام  الآخرين لي بسبب محاولة الانتحار التي كنت سأرتكبها في حق نفسي وحق الحياة التي وهبني إياها الله، وكنت سأتسبب بخلق معاناة لا حدود لها لكل من يحبني لاسيما أسرتي التي لم تتخلى عني وساندني إلى آخر لحظة وما زالت تساندني إلى الآن" مشيرًا إلى أنّ الانتحار ليس حلا بل يضاعف المشاكل والمعاناة التي تتحول من مشاكل شخصية إلى مشاكل عامة.

ومن جهة أخرى يبين السيد محمد فلاح في إحدى الضيعات ضواحي مراكش والبالغ 56 عامًا أنّ "الانتحار تجربة مرة وصعبة لاسيما إذا كان الشخص هو السبب، وأنا كنت السبب في انتحار ابنتي الوحيدة التي رفضت الاستماع إليها، معتبرًا أنها لا تعرف مصلحتها، وقمت بتزويجها من رجل يكبرها بعشرين عامًا مقابل المال الذي سيقدمه لنا، ولم أهتم بمشاعرها ولم أهتم حتى برأيها فقط، وما كنت أراه في تلك اللحظة أنّ الزوج رجل غني وسيقدم لها الحياة الكريمة والرغد، رغم أنها أخبرتني برفضها هذا الزواج وكانت لا تكف عن البكاء إلا أني لم أهتم، وكنت أقول أنها ستتأقلم معه بمجرد أن تتزوجه، لكن المصيبة كانت تنتظرني يوم حفل الزفاف حيث كان الجميع حاضرًا والكل مسرور ليأتيني خبر انتحارها كالصاعقة حيث أقدمت على تناول سم الفئران بكمية كبيرة أدت إلى وفاتها في لحظات قليلة، محاولة بذلك إنهاء كل شيء ووضع الحد لزواج لم تقبله ولم تكن موافقة عليه، ورغم المحاولة التي قمنا بها لإنقاذ حياتها إلا أنه كان قد فات الأوان، لم أكن أتوقع أن تقوم بهذا الفعل الذي خلّف حالة من الاستياء في صفوف الجيران وكذلك خلّف صدمة قوية لوالدتها التي أصيبت بصدمة نفسية ما تزال آثارها بادية عليها حتى ا

لآن، عانيت الكثير بسبب انتحار ابنتي من الناحية النفسية والصحية ولم أعد ذلك الرجل النشيط الذي كنت عليه، فضلًا عن اللوم المتكرر الذي أسمعه من زوجتي وأبنائي الذكور الذين يحملونني مسؤولية وفاة ابنتي، التي لم تتجاوز العشرين عامًا"، مشيرًا إلى أنّ الانتحار من أصعب ما قد يتعرض له الإنسان في حياته، إذ يخلف ورائه مشاكل لا تنتهي ومعاناة لا يعالجها لا المكان ولا الزمان، وتبقى عبارة عن جرح ينزف مدى الحياة.

وفي هذا الصدد يفيد الشيخ رشيد الحسيني بأنّ "الإسلام لم يبح الانتحار بأي صورة من الصور لأن البدن ليس ملكًا لصاحبه كما أننا مأمورون بصيانة النفس وبأن نطعمها ونسقيها حتى تبقى صحيحة، والله نهانا عن الإساءة إليها بدءًا من الهمز واللمز بالعين والحاجب إلى الكلمة والقذف والاعتداء بالجرح والقتل" مشيرًا إلى أنّ النفس مصونة وفقا لما شرعه الله والذي يحدد نهاية النفس بالانتحار يختار غيبًا لا يعلمه إلا الله، ونحن لا نستطيع أبدًا أن نحكم على الغيب بأنه خير أو شر فالأمر كله بيد الخالق عز ورجل".

وأضاف أنّ الحديث القدسي القائل "بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة" يدل على تحريم الجنة على المنتحر وأنّ مصيره الحتمي هو النار، ومن الواضح أن سبب الإقبال على ذلك هو فقدان الإيمان بالله والبعد عن الصلة الدينية حيث أن الانتحار ليس حلا لفقدان أي نعمة من نعم الله ، وحياة الرسل والأنبياء فيها أكبر الشواهد على ما تعرضوا له من ضيق وكآبة لكن لم يفكر أحد منهم في الانتحار وإنما دعوا ربهم ولذا فإن المجتمعات التي تعلو وتسود فيها القيم الدينية تقل فيها نسب الانتحار كثيرًا والعكس صحيح".

وأشار إلى أنّ "هذه الحوادث لا تمثل ظاهرة في المجتمعات العربية والقلق الناشئ لدينا هو نتيجة لمخالفة ما عشناه من اطمئنان وسيادة الدين الظاهري فلو كان هذا المنتحر صادقًا في صلاته وعبادته لله عز وجل لكان قلبه مطمئنًا وواثقًا في قدرة ربه ولما أقبل على هذا التصرف كما أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ عندما كان يدخل منزله ويسأل زوجته عن الطعام وتجيبه بأنه ليس هناك طعام يعالج ذلك بالطاعة والدعاء ولنا فيه الأسوة الحسنة والقدوة وعلى كل مسلم أن يعلم أن رحمة الله وسعت كل شيء فإذا فقد شيئًا في بدنه أو حياته أو ما يتعلق بأمر من أموره فليتأكد بأن الله عوضه خيرًا منها أو يدخر الأفضل له، لذلك ينبغي التحذير والترهيب من خطورة قتل النفس بأي صورة كانت، ويقول تعالي "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما" فنهى الله تعالي عن القيام بهذه الجريمة، مرغبًا في رحمته ليتعلق بها الإنسان المضطرب نفسيًا والمعرض للآلام".

وعن أسباب الانتحار يتحدث أستاذ علم الاجتماع عبد الرحيم العثماني،  في لقاء مع "المغرب اليوم"،  "إن ظاهرة الانتحار شهدت ارتفاعًا ملحوظًا حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، عُرض أخيرًا في جنيف، وكشف أن 1628 مغربيًا انتحروا، خلال 2012، يشكل الرجال 87 بالمائة منهم، بتسجيل 1431حالة، فيما بلغ عدد النساء المنتحرات، 198 ، وتلفت منظمة الصحة العالمية، إلى أن المسنين المغاربة من أكثر الشرائح العمرية إقدامًا على الانتحار، حتى بات معدلهم يشارف على 14.4 حالات انتحار لكل مائة ألف نسمة، وأن المسنين الرجال كانوا أكثر إقبالًا على وضع حد لحياتهم من النساء المسنات، فبينما لم يتخطّ معدل الانتحار 3.7 حالات لكل مائة ألف وسط النساء، بلغ المعدل وسط المسنين الرجال 30.1 حالة لكل مائة ألف".

مضيفًا أنّ " أسباب الانتحار كثيرة ومتعددة أهمها ضعف الشخصية فالمنتحر ضعيف الشخصية لأنه غير قابل للتطوير في علاج مشكلاته بل يسارع وبإرادة مريضة لاتخاذ القرار الخاطئ، قد يكون صاحب شخصية انطوائية تميل إلى تحاشي الاتصال بالمجتمع أو شخصية انسحابيه تنسحب من المشاركة في المواقف الاجتماعية أو شخصية عاطفية تتعامل مع الحياة بالعاطفة أكثر من العقل شديد الحساسية مرهف الحس لا يتقبل أي تغيير لغير صالحه، إضافة إلى الفشل الدراسي وعلاقة فاشلة مع الجنس الآخر أو انهيار وضع الأسرة الاجتماعي والاقتصادي كحالة الإفلاس وتراكم الديون أو فقدان المدخرات المالية دفعة واحدة أو عدم وجود فرصة عمل من الأساس كبطالة أو تناقص الفرص الكريمة المتاحة للعمل والحصول على الرزق الكافي للمعيشة بالإضافة إلى فقدان شخص عزيز أو انهيار الصحة والوحدة والحرمان وكثرة المشكلات الأسرية والعائلية وبطش زوج الأم أو زوجة الأب، إضافة إلى الزواج عن إكراه وضغط، كما أنّ الإعلام ومظاهر العولمة المتعاظمة في الفترة الحالية وما تحدثه في مجتمعاتنا من فجوة تتعمق يومًا بعد يوم تزيد من احباطات الشباب بل والكبار أيضًا فمن الطبيعي أن ترى في كل وسائل الإعلام الحياة الرغدة واليخوت 
والسيارات والأطعمة وعلى المقابل نسب الفقر في ازدياد وتتضاءل فرص العمل وتقل دخول الآباء ولا يعرفون كيفية تدبير الأمور الحياتية، دون أن ننسى الوازع الديني".

ومهما اختلفت الأسباب وتنوعت إلا أنّ النتيجة واحدة وهي انتشار ظاهرة خطيرة أصبحنا نسمع انتحار هنا وهناك وكأنها حادثة سير أو شجار بين شخصين، أصبحت كباقي الأحداث اليومية التي تنتشر في المجتمع، غافلين عن صعوبتها وخطورتها على الأفراد والمجتمع لاسيما في ظل الارتفاع المهول الذي أصبحت عليه ما يتطلب من كل الفاعلين في المجتمع من مواطنين وأطر تربوية وأسر وأفراد المجتمع المدني وسلطات محلية وفقهاء إلى تكثيف الجهود للحد من هذه المعضلة الكبيرة التي أصبحت تدق ناقوس الخطر في حياة المغاربة جميعًا، لاسيما أنها تعرف انتشارًا موسعًا وبوتيرة سريعة مخيفة في صفوف الشباب والمراهقين وحتى الشيوخ .

 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة الانتحار تشهد ارتفاعًا هائلًا في أوساط المجتمع المغربي ظاهرة الانتحار تشهد ارتفاعًا هائلًا في أوساط المجتمع المغربي



GMT 11:46 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تكشف أن خمس الجيش البريطاني غير جاهز للقتال

GMT 07:26 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

روايات مرعبة لسجناء محررين من صيدنايا

GMT 09:30 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن ترفض بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

GMT 19:05 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي أنشأ 19 قاعدة عسكرية في قطاع غزة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib