صور مروعة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب سوء التغذيّة
آخر تحديث GMT 10:36:23
المغرب اليوم -
الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه
أخر الأخبار

صور مروعة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب سوء التغذيّة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - صور مروعة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب سوء التغذيّة

الطفل عدي فيصل قبل وفاته بيومين
صنعاء - عبد الغني يحيى

كشفت مجموعة من الصور المروعة عن حالة طفل رضيع كان يبلغ من العمر خمسة أشهر، وكان يُدعى "عُدي فيصل" وذلك قبل يومين من وفاته نتيجة سوء التغذية في اليمن، إذ يعد انتشار الجوع أفظع نتيجة لحرب اليمن منذ إطلاق المملكة العربية السعودية وحلفائها المدعومين بواسطة الولايات المتحدة الأميركية حملة من الضربات الجوية والحصار البحري ضد المتمردين الحوثيين قبل عام.

صور مروعة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب سوء التغذيّة

صور مروعة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب سوء التغذيّة

وولد فيصل قبل خمسة أشهر أثناء قيام الطائرات الحربية بضربات جوية على قرية حزيز، التي يعيش فيها وتقع على الحافة الجنوبية من صنعاء، وبعد أن دمرت الحرب القرية الفقيرة واجهت عائلته معركة متزايدة مع الجوع، حيث كانت تتناول الطعام مرة واحدة في اليوم، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والإمدادات المحدودة، وجعلت ويلات الجعل أطراف عدي تبدو وكأنها أغصان ضعيفة فضلاً عن عينيه الجافتين، وتقيئه سائل أصفر من أنفه وفمه ثم توقفه عن التنفس، وذكرت والدته انتصار حزام "لم يبكِ ولم يكن هناك دموع، صرخت ثم وقعت مغشيًا علي".

صور مروعة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب سوء التغذيّة

صور مروعة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب سوء التغذيّة

وتستورد اليمن، التي تضم 26 مليون نسمة، 90% من حاجاتها الغذائية ما جعلها تعاني من أعلى معدلات سوء التغذية في العالم، كما زادت النسبة العام الماضي، ويكشف مصير عدي الكثير من العوامل التي تفاقمت بسبب الحرب ما أدى إلى وفاة الرضيع، وتعيش عائلته على معاش والده فيصل أحمد باعتباره جنديًا سابقًا، ويقدر المعاش بـ200 دولار شهريًا له ولزوجته وتسعة أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و16 عامًا، واعتاد أحمد ممارسة عمل إضافي في مجال البناء إلا أن هذه الوظائف اختفت في الحرب، وأوضح والدا عدي أن الأسرة تأكل مرة واحدة في اليوم وعادة ما يتناولون الزبادي والخبز أو البازلاء في الأيام الجيدة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

صور مروعة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب سوء التغذيّة

وضربت طائرات التحالف قاعدة للجيش يستخدمها المتمردون الحوثيون في نفس يوم مولد عدي، وضربت الشظايا منزل العائلة المكون من طابق واحد أثناء معاناة والدة عدي من ألم الولادة، وذكر الوالد "كانت تصرخ وتلد الطفل في الوقت الذي ضربت فيه الشظايا المكان"، واستطاعت إرضاع طفلها حديث الولادة بعد 20 يومًا إلا أن لبن ثديها توقف بسبب سوء التغذية، وكانت حزام تجمع الحطب للموقد من الطوب اللبن أمام بيتها بسبب انقطاع الكهرباء منذ فترة طويلة إما نتيجة الضربات الجوية أو نقص الوقود فضلاً عن ندرة وجود الغاز للطهي.

وأضافت السيدة حزام "أذهب يوميًا إلى أماكن بعيدًا للبحث عن الخشب ثم أحمله للمنزل على رأسي"، واتجهت العائلة إلى غذاء بديل عن اللبن لإطعام عُدي ولكن الطعام البديل لم يكن متاحًا دائمًا وأحيانًا لم تستطع العائلة تحمل تكلفته، ولذلك كان عدي يحصل على الطعام البديل كل بضعة أيام وبقية الأيام كان يحصل على الماء والسكر، وتصل شاحنات المياه إلى المنطقة لكنها عادة ما تستخدم مياه غير نظيفة، وحتى قبل الحرب لم يستطع أكثر من 13 مليون شخص في اليمن الحصول على مياة نقية بانتظام وازد العدد إلى 19 مليون شخص العام الماضي.

وفي غضون ثلاثة أشهر كان عدي يعاني من الإسهال فأخذه والده إلى العيادات المحلية لكنهم أخبروه أنهم لن يستطيعوا التعامل معه إما بسبب نقص الإمدادات أو أنه لا يمكنه تحمل نفقة العلاج، وفي 20 مارس/ آذار وصل الوالد إلى قسم الطوارئ في مستشفى السبعين، وأفاد رئيس وحدة الطوارئ صدام العزيز، أن الطفل الصغير عانى من سوء التغذية الحاد والإسهال وعدوى الصدر، وتم إعطاؤه مضادات حيوية وحلول بديلة للتغذية عن طريق الأنف، وكانت ذراعيه ترتعشان باستمرار وساقيه هزيلتين بلا حركة ووجهه شاحبًا، حتى أنه عند البكاء لم يمكنه إنتاج الدموع بسبب الجفاف، وعلى الرغم من أن عمره 5 أشهر إلا أن وزنه كان 5.3 رطل.

واضطر والدا الطفل إلى أخذه إلى المنزل وأخبرهما الأطباء أن حالته ميؤوس منها وأن العاملين لا يمنحونه عناية كافية، وأوضح العزيز أن ذلك بسبب عدم قدرة الأسرة على تحمل سعر الأدوية، فالبقاء في المستشفى مجانًا ولكن بسبب نقص الأدوية كان على الأسرة الدفع من أجلها، مضيفًا أنه من الخطأ إخراج الطفل من المستشفى، وألمح إلى أن العلاج يحتاج المزيد من الوقت حتى يعمل، وأن الدواء الذي حصل عليه منحه فقط فرصة للبقاء على قيد الحياة بمعدل 30%.

وتتعامل مستشفى السبعين بالفعل مع العشرات من الأطفال الآخرين الذين يعانون سوء التغذية، وجاء إلى المستشفى في الأشهر الثلاثة الأولى من العام نحو 150 طفلاً يعانون سوء التغذية، وهو ضعف العدد الذي جاء في نفس التوقيت العام الماضي، فيما توفي نحو 15 طفلاً ناهيك عن عدي، وكشف برنامج الغذاء العالمي أن عدد الأشخاص الذين يعانون خطر المجاعة ممن لا يستطيعون وضع الطعام على المائدة من دون مساعدة خارجية زاد من 4.3 مليون إلى  مليون شخص، بينما تصنف عشر من بين 22 مقاطعة في البلاد بأنها بعيدة خطوة واحدة فقط عن المجاعة.

وقبل الحرب عانى 690 ألف طفل تحت عمر 5 أعوام من سوء تغذية معتدل بينما زاد الرقم إلى 1.3 مليون طفل، والأسوأ من ذلك تضاعف عدد حالات الأطفال الذين يعانون هزال الجسم من 160 ألف حالة منذ عام تقريبًا إلى 320 ألف حالة وفقًا لتقديرات اليونيسيف، ولم يعرف بعد العدد الدقيق للمتوفين نتيجة سوء التغذية ومضاعفاته لاسيما وأن الغالبية غير قادرة على تلقي الرعاية المناسبة.

وأطلق التحالف الذي تقوده السعودية حملته في 26 مارس/ آذار 2015 بهدف وقف تقدم المتمردين الشيعة المعروفين باسم الحوثيين والذين استولوا على العاصمة صنعاء واقتحموا الجنوب، وتم إيقاف زحف الحوثيين لكنهم لا يزالوا يسيطرون على صنعاء والشمال، ويقاتل الحوثيون مع فصائل عدة مدعومة من السعودية والتي تدعم الحكومة المعترف بها دوليًا التي تسيطر على مدينة عدن الجنوبية، وأسفر القتال والغارات الجوية عن مقتل أكثر من 9 آلاف شخص بينهم 3 آلاف من المدنيين، وفقَا لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وأضاف زيد رعد الحسين أن الضربات الجوية للتحالف هي المسؤولة عن تضاعف عدد الضحايا، ويعتقد التحالف أن المتمردين غالبًا ما يستخدمون المدنيين والمواقع المدنية كدروع لمقاتليهم، فضلاً عن نزوح نحو 2.3 مليون شخص من منازلهم، ودمرت الضربات الجوية المخازن والطرق والمدارس والمزارع والمصانع وشبكات الكهرباء ومحطات المياه، وعزز الحصار البحري حظر الأسلحة للمتمردين كما عطل دخول المواد الغذائية والإمدادات، وأصبحت البلاد بالكاد تستطيع إطعام نفسها نتيجة التأثيرات المتتالية من الحرب، وبات من الصعب توزيع الغذاء والوقود؛ لأن الشاحنات تكافح حتى تتجنب مناطق القتال أو أنها تحتاج المزيد من الغاز.

وتمكن الآباء بالكاد من الوصول إلى مستشفى السبعين من المناطق النائية فيما وصفت إحدى النساء أنها مشت أربعة أيام من قريتها الجبلية خارج صنعاء حاملة ابنتها الهزيلة وعمرها عامين وتزن فقط 8.8 رطل، وأحضر محمد أحمد ابنه إلى المستشفى من مدينة إب؛ لأن مستشفى المدينة كان بلا إمدادات، وقاد سيارته مسافة 90 ميلاً خلال نقاط تفتيش المتمردين أثناء ضرب الطائرات الحربية المنطقة، وأضاف أحمد "وصلنا بعد رحلة طويلة ومضنية، وأصبح وزن طفله مروان بعد 15 يومًا في المستشفى 7.7 رطل فقط".

وعانت المستشفيات والعيادات في جميع أنحاء البلاد من نقص الأدوية، ما يعني أن الملايين يعيشون في مناطق لا تتواجد بها أي رعاية طبية، وسمح التحالف الذي تقوده السعودية بالرحلات الجوية الإنسانية لجلب المؤن الطبية والمواد الغذائية مثل الطعام والمياء إلى صنعاء فضلاً عن شحنات إلى ميناء الحديدة الأقرب إلى العاصمة، إلا أن الحصول على الإمدادات في جميع أنحاء البلاد كان أمرًا صعبًا، وكانت البنية التحتية قبل الحرب أيضًا ضعيفة وحاليًا لا تستطيع الشاحنات المرور عبر مناطق القتال ويخشى السائقون من ضرب الشاحنات بواسطة الغارات الجوية فضلاً عن حاجاتهم إلى الغاز المكلف.

وتعاني المستشفيات من نقص حاد في الوقود من أجل تشغيل المولدات كما أنها إما تضررت من القصف الجوي أو تعرضت للحصار في القتال، وعانى المستشفى اليمني السويدي للأطفال في مدينة تعز من التدمير على أيدي المتمردين والمقاتلين الذين تدعمهم السعودية ما أدى إلى إلحاق الأضرار بها، ودفع الآباء إلى أخذ أطفالهم للعلاج في المنزل في مصير غير معروف.

وبيّن والدا الطفل أنه عاش بالكاد ثلاث ساعات بعد إعادته إلى المنزل، وأوضح والده أنه يلقي باللوم على الحملة الجوية السعودية في وفاة ابنه، وأمسك أحمد بطفله شهاب البالغ من العمر عامين، موضحًا أنه ولد قبل الحرب في إشارة إلى الفرق بين الطفل الذي ولد قبل الحرب والذي ولد أثناء الحرب، ودفن الوالد طفله الرضيع عند سفح الجبال القريبة وقرأ القرأن على قبره الذي ميزته الصخور قائلاً "على الله نعتمد".

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صور مروعة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب سوء التغذيّة صور مروعة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب سوء التغذيّة



GMT 10:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 09:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة الغذاء العالمي تكشف أن إسرائيل تقيد عمل المخابز في غزة

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 18:18 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib