واشنطن ـ يوسف مكي
شاءت الأقدار أن يواجه زوجان أميركيان مصيرًا واحدًا ويتوفيان معًا بفارق خمس دقائق فقط عن بعضهما في دارين منفصلتين لرعاية المسنين، بعد 73 عامًا أمضياها في مواجهة صعاب الحياة اليومية.
ولم تمهلهما الأقدار ليتلقى أحدهما العزاء في الآخر، بل شاءت أيضًا أن تلقي بثقلها على ابنهما دوغن البالغ من العمر 66 عامًا ليتلقى العزاء بوالديه سويًا في جنازة واحدة، بعدما علم بنبأ الوفاة من خلال مكالمتين منفصلتين بفارق خمس دقائق.
والتقى الزوجان ليليان التي وافتها المنية عن عمر يناهز 89 عامًا، وويليام 93 عامًا، للمرة الأولى في المدرسة الثانوية قبل أن يتزوجا عام 1941، وكان كلاهما يعاني من مرض الزهايمر، وعاش الزوجان في دارين منفصلين لرعاية المسنين قبل وفاتهما ببضعة أعوام.
والتحق ويليام بالجيش الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية، ما منعه من الالتحاق بمنحة جامعة ولاية كنتاكي الغربية، وقرر العاشقان حينها الهرب سويًا، على الرغم من احتجاجات والديهما.
ثم عاد ويليام إلى الولايات المتحدة، بعد أربعة أعوام من التحاقه بالجيش، وكان يدير عددًا من المتاجر، وكان يقدم برنامج إذاعي صباحي؛ لتعزيز أعماله التجارية وتحسين دخله، وكان يطلق على نفسه اسم "وايلد بيل ويلسون".
ثم انتقلت الأسرة إلى أتلانتا حيث أنفقوا مدخراتهم على إنشاء مركز للتسوق، ثم دخل ويليام بعد ذلك في تجارة العقارات التي حقق منها مكاسب رائعة، وكانت زوجته تعمل كموظفة خزانة في البنك، وساعدته في تجديد المنزل.
وظلَّ الزوجان على مقربة من بعض في الأعوام الأخيرة، بفضل ابنهما دوغ، الذي كان يصطحب والدته بالسيارة لمدة تزيد عن30 دقيقة، من دار رعايتها في ليكسينغتون في كنتاكي، إلى دار رعاية زوجها في المدينة المجاورة ويلمور لرؤية زوجها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر