نيودلهي - عدنان الشامي
كشفت مجموعة لقطات عن حفل زفاف جماعي لأطفال في الهند وظهرت العرائس الصغيرات تبكي بسبب إجبارهم على الزواج، والتُقط الفيديو المفجع في شيتورغارة في ولاية راغاستان شمال الهند والتي ينتشر فيها زواج الأطفال، وظهرت طفلة في أحد مقاطع الفيديو عمرها 10 سنوات تقريبا تبكي بشدة وتتوسل للمساعدة بينما يدفعها والدها نحو حفل الزواج العرفي، بينما ظهر كاهن في مقطع أخر يُجري الطقوس الهندية ويوبخ الأطفال بسبب البكاء، وتمت 6 زيجات خلال يومين في إطار "أكاشيا تريتيا" وهو مهرجان هندوسي يُعتقد أنه ميمون لزواج الأطفال في المناطق الريفية في الهند.
وظهرت إحدى العرائس في عمر 5 سنوات تقريبًا مرتدية فستان زفاف هندي وتسير مُجبرة حول النار مع عريسها الطفل البالغ من العمر 11 عامًا، وتبدو الفتاة باكية بصوت عال إلا أن الرجل يجبرها على استكمال طقوس الزفاف الهندوسي من خلال الدوران حول النار 7 مرات، وتعمل الشرطة على تحديد هويات بقية الأشخاص الذين ظهروا في مقاطع الفيديو، وسجلت الشرطة بالفعل قضية ضد عدة عائلات لإجبار أطفالهم على الزواج إلَّا أن جميعهم حاليًا هاربين.
وذكر قاضي مقاطعة شيتورغارة فيد براكاش, "عندما نعلم بمثل هذه الحوادث نرسل فريق لمعرفة الجناة، وعند القبض عليهم يصبح زواج الأطفال باطلا وسوف تقرر المحكمة إجراءات صارمة، لقد أوقفنا زيجات أطفال في الماضي، ولكن خوفا من الشرطة يُجري القرويون الزواج بشكل سري وربما يجرون الزواج خارج المنطقة أو القرية، ولا يتم الإبلاغ عن الكثير من الحالات خوفا من الضغوط الاجتماعية".
وأفادت الناشطة في مجال حقوق الطفل ومؤسسة مؤسسة Saarthi الخيرية لرعاية الأطفال العرائس المعرضين للخطر كريتي بهارتي (28 عامًا) " أشعر وكأن قلبي يخرج من جسدي عندما أشاهد الأطفال محاصرين في مثل هذه المأساة، ويجب على الشرطة التصرف فورًا مع ظهور كاهن في الفيديو، ويجب آلا يقتصر رد الفعل ضد العائلات فقط ولكن ضد كل شخص بالغ إشترك في هذه المراسم بما في ذلك مصممي الديكور وعاملي المطاعم والحضور أيضا".
وأوقفت كريتي حتى الآن 29 من زيجات الأطفال في ولاية راغاستان و850 زيجة أخرى للأطفال، ويعني عملها أن المزيد من العائلات والقرى بدأت تفهم خطورة زواج الأطفال، إلا أن حفلات تزويج الأطفال المتزايدة تثبت أنه لا يزال هناك المزيد لفعله.
وأضافت كريتي " لن يتطور مجتمعنا مع استمرار هذا المفهوم القاسي ما لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد هؤلاء الناس، ويجب على لجنة رعاية الأطفال التدخل ويجب أخذ الأطفال الضحايا إلى الاحتجاز الوقائي، وبمجرد حمايتهم سنتمكن من التواصل معهم وسوف نرشدهم إلى حياة أفضل، وتحتاج العائلات أيضا في هذه الحالات إلى المشورة أيضا في ظل وقوعهم تحت العديد من الضغوط المجتمعية".
ويعد السن القانوني لزواج الفتيات والفتيان في الهند 18 و21 عامًا على التوالي ولكن وفقًا لمنظمة اليونيسيف تعتبر الهند الموطن الثالث على مستوى العالم لزواج القاصرات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر