حث الداعية الإسلامي طارق تشادليو المعروف باسم طارق بن علي والمشتبه في مساعدته في جعل مفجر قاعة "باتاكلان" متطرفًا، أتباعه على القتال ضد الكفار، ووعد الضحايا بالذهاب إلى الجنة.
وكان مفجر "باتاكلان" عمر مصطفى، يحضر خطبًا مليئة بالكراهية للداعية المشتبه فيه في مسجد باريس، وفجّر مصطفى نفسه بعد مذبحة "باتكلان" الدامية التي أودت بحياة 89 شخصًا.
وولد الداعية المتطرف طارق بن علي في المغرب لكنه انتقل للعيش في انتويرب في بلجيكا، واتجه مع أسرته إلى مصر عام 2012 بعدما حظرت الحكومة البلجيكية ارتداء الحجاب التقليدي للنساء المسلمات، وأقام رحلات منتظمة إلى أوروبا وألقى خطبًا عدة في مسجد "لوسي" في ضاحية كوركورونيه في باريس حيث عاش هناك مفجر "باتاكلان" عمر مصطفى (29 عامًا) لمدة عشرة أعوام.
ويعتقد بأن مصطفى المولود في باريس والمتزوج ولديه ابنه عمرها (5 أعوام) تأثر بخطب الداعية بن علي وأصبح متطرفًا على نحو متزايد، وانضم مصطفى إلى خلية من ثمانية مقاتلين مسؤولين عن ارتكاب مجزرة باريس والتي خلفت 132 قتيلًا و352 جريحًا، وتعرفت الشرطة على جثته من خلال أصبعه المقطوع الذي عثرت عليه شرطة مكافحة التطرف في قاعة "باتاكلان".
وكشفت "ميل أونلاين" عن لقطات تصور الداعية بن علي وهو يحث أتباعه المقدرين بالآلاف في جميع أنحاء العالم الإسلامي على السير في طريق القتال.
وأفاد بن علي خلال خطبه له باللغة العربية: "من يموت في الجهاد يغفر الله له كل خطاياه، وعندما تخرج الروح من الجسد سيعيش صاحبها وكأنه من طيور الجنة، وفي يوم القيامة سيستعيد 70 فردًا من عائلته الذين كانوا في طريقهم إلى النار بسبب عصيانهم، ويستطيع الشهيد إعادتهم معه إلى الجنة".
ويرتبط الداعية بن علي بجماعة "الشريعة 4 بلجيكا" والتي تطالب بتطبيق قانون الشريعة في بلجيكا وأوروبا، وأدين زعيم الجماعة و45 من أعضائها بارتكاب جرائم متطرفة في شباط / فبراير.
وأوضح ممثلو الادعاء، أن الجماعة أرسلت متطوعين للقتال مع الجماعات المتطرفة بما في ذلك تنظيم "داعش" في سورية، وحضر سبعة من المتهمين المحاكمة ويعتقد بأن الآخرين كانوا في سورية.
وبيّن القاضي أن الجماعة تسعى إلى إنشاء "دولة إسلامية" شمولية حيث لا توجد حرية ولا حقوق إنسان ولا مكان للتنمية الشخصية أو العلمية أو الثقافية.
وأفادت جريدة "دير شبيجل" الألمانية، بأن الداعية بن علي يرتبط أيضًا بعلاقات مع جماعة متطرفة في ألمانيا تدعى "دعوة إف إف إم" والتي اتهمت بتجنيد المسلمين للقتال مع المتطرفين في سورية من خلال عقد ندوات إسلامية.
ويعتقد بأن الرجل الذي قتل اثنين من جنود الولايات المتحدة في مطار فرانكفورت في آذار / مارس 2011 أصبح متطرفًا بسبب الندوات الإسلامية التي عقدتها جماعة "الدعوة"، واستطاع بن علي جمع ملايين من اليورو لبناء المساجد في جميع أنحاء أوروبا.
وذكرت "إن إل تايمز"، أن بن علي اتهم قبل إلقاء خطبته في هولندا العام الماضي بجمع الأموال من أجل المتطرفين في سورية بواسطة حزب سياسي هولندي.
وأشار ضابط المخابرات الهولندي السابق رونالد ساندي إلى أن ابن علي لديه العديد من الاتصالات عبر وسائل الإعلام الاجتماعية مع شباب من بلجيكا وهولندا وألمانيا من الذين انضموا للقتال في سورية.
وغادر الداعية بن علي منزله في أنتويرب في بلجيكا عام 2010 بعدما حظرت الحكومة على المسلمات ارتداء النقاب، وانتقل بأسرته إلى مصر وأقام رحلات منتظمة منها إلى أوروبا، وفي عام 2011 شوهد بن على في ايندهوفن في هولندا مع داعية آخر راديكالي يدعى محمد العريفي وهو ممنوع من دخول بريطانيا.
وأفادت الحكومة البريطانية بأن العريفي يمثل خطرًا على المجتمع، كما أنه متهم بتحويل ثلاثة شباب بريطانيين إلى متطرفين حيث سافروا للقتال من أجل المتطرفين في سوريا، وفي شباط / فبراير ألغت الحكومة الهولندية تأشيرة للداعية بن علي قبيل حدث إسلامي خيري مخطط في ريسفيك بعد تحذير النقاد من تحول الحدث إلى مهرجان متطرف.
وحظرت الحكومة اثنين آخرين هم عثمان القميش ومحمد حسان، ويذكر أن الداعية القميش من الكويت يدعم جماعة "الجبهة الإسلامية" في سورية، بينما يدعو الداعية محمد حسان من مصر إلى تنفيذ عقوبة الإعلام لأولئك الذين يتركون الإسلام.
واتهم الداعية بن علي بكونه على صلة بالمقاتلين السوريين في البرلمان الهولندي، وتعرض وزير الأمن للنقد بسبب السماح له بدخول البلاد، ويرتبط بن علي بعلاقة مع جماعة متطرفة محظورة في ألمانيا تدعى "ملة إبراهيم" والمرتبطة بالمتطرفين في بريطانيا.
ويذكر أن بن علي جمع 91 ألف يورو لجماعة "ملة إبراهيم" خلال خطبة مدتها ثلاث ساعات في أحد مساجد ألمانيا عام 2013، وتحظى الصفحة الخاصة ببن علي على "فيسبوك" بـ 20 ألف معجب، كما أن لديه أكثر من 10 آلاف مشترك على "يوتيوب".
وتحقق أجهزة الأمن الفرنسية في تواجد مصطفى لأشهر عدة في سورية عامي 2013 و2014 وتدريبه مع "داعش" بعد أن أصبح متطرفًا على يد الداعية طارق بن علي، وولد مصطفى عام 1985 في كوركورونيه حيث كان يعيش مع والده الجزائري محمد ووالدته البرتغالية التي تدعى لوسيا وثلاثة أشقاء وشقيقتين.
ووصف أحد الجيران مصطفى بكونه طفلًا خجولًا، ولكن في عام 2005 عندما أصبح عمره (20 عامًا) تم إدانته في جرائم عدة بما في ذلك السرقة وشراء المخدرات.
وذكرت جريدة "باريس ماتش"، أن عائلته انتقلت إلى بلدية "شارتر" في هذا العام بسبب وقوع مصطفى في الخطأ، وأفاد عمدة البلدة: " تلقى الوالدان تهديدات عديدة ولذلك قررا الرحيل".
وانتقل والدا مصطفى مرة أخرى إلى روميلي سور سين في شامباني-آردن حيث يعيشا حتى اليوم، واقتيد الوالدان إلى السجن بعد أن داهمت الشرطة المسلحة منزلهما الأحد نتيجة تورط نجلهما في هجمات باريس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر